احتفت الأذرع الإعلامية العبرية داخل
إسرائيل وخارجها، وبشكل لافت، وإبراز واضح بالزوجة اليهودية لرئيس الوزراء
البريطاني الجديد كير ستارمر.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة "جيروزاليم
بوست" الإسرائيلية (الناطقة بالإنجليزية) تقريرا بعنوان "تعرف على زوجة
كير ستارمر اليهودية، التي تجلب الشبات (السبت) إلى 10 داونينغ ستريت (مقر الحكومة
البريطانية)".
وقالت الصحيفة إنه "من الالتزام بيوم
الشبات (السبت) اليهودي بانتظام، إلى الحفاظ على علاقات قوية مع الجالية اليهودية،
ومحاربة معاداة السامية يمتد تأثير الليدي فيكتوريا ستارمر إلى ما هو أبعد من
المجال المنزلي إلى الحياة السياسية لزوجها، زعيم حزب العمال، كير ستارمر، الذي
أصبح رئيسا للوزراء بعد فوز حزبه بالانتخابات التشريعية البريطانية مؤخرا".
ووالد فيكتوريا ألكسندر (اسمها العائلي)
برنارد، هو أستاذ محاضر في الاقتصاد، وهو يهودي ملتزم ولد في منطقة هاكني بلندن
عام 1929 لعائلة يهودية بولندية هاجرت إلى المملكة المتحدة قبل الحرب العالمية
الثانية. وكانت والدتها، باربرا، التي تحولت إلى اليهودية عند الزواج، قد توفيت
عام 2020، وهي طبيبة في خدمة الصحة الوطنية البريطانية (NHS). وعملت فيكتوريا (من مواليد 1973)، لاحقا في
الخدمة نفسها كمحامية، بعد زواجها من كير ستارمر عام 2007. وكانت فيكتوريا تعرفت
على ستارمر، وهو محامي كذلك، يكبرها بأكثر من عشر سنوات (من مواليد 1962) في مكتب
محاماة بلندن، كانا يعملان به. وبعد رفض مساعي ستارمر للتقرب منها، وعلاقة دامت
لسنوات قبلت فيكتوريا التزوج منه وأنجبت منه ولدا عام 2008، ثم بنتاً عام 2010.
وتم الكشف أن فيكتوريا نباتية وربت نجليها على ذلك.
وكشفت صحيفة "دايلي ميل" أن
ستارمر وصف زوجته بأنها "Sassy
girl" ) فتاة جريئة حد الوقاحة!(.
وذكرت "جيروزاليم بوست" أنه
"رغم كون كير ستارمر ملحدا، فإن عائلته تلتزم باعتزاز بالتقاليد اليهودية
لزوجته بها وبشكل نشط. وتحتفل الأسرة بانتظام بيوم الشبات (السبت)، يوم الراحة
الأسبوعي من خلال التجمعات العائلية والطقوس التقليدية".
وتنتمي عائلة فيكتوريا إلى "الكنيس
اليهودي الليبرالي في سانت جونس وود في لندن. وهذا الكنيس، هو جزء من الحركة
اليهودية الليبرالية، وهي تيار تقدمي من اليهودية يشبه اليهودية الإصلاحية في
الولايات المتحدة. ويركز على التفسيرات الحديثة للتقاليد اليهودية، مما يوفر بيئة
ترحيبية لليهود من جميع الخلفيات ومستويات الالتزام".
وكان كير ستارمر أكد في مقابلة مع صحيفة "جويش
كرونيكل" اليهودية البريطانية، على أهمية هذه الطقوس في حياة العائلة. وأنه "يتم
تربية طفليه على وعي قوي بهويتهما اليهودية وأنهما يشاركان في مختلف العادات
والاحتفالات اليهودية".
وتحدث ستارمر، والذي كان يساريا تروتسكيا في
شبابه، عن "الحفاظ على تقليد العشاء العائلي ليلة الجمعة، حيث غالبًا ما ينضم
إليه والد زوجته اليهودية للصلاة". وقال إن الأمر "يتعلق بأن نكون أكثر
انضباطًا، وأن نكون في المنزل مع أطفالنا وعائلتنا".
وشدد ستارمر على أهمية توقفه عن العمل بعد
السادسة مساء يوم الجمعة، مما أثار تعليقات ساخرة من قبل رئيس الوزراء البريطاني
السابق ريشي سوناك خلال حملة الانتخابات التشريعية الأخيرة. وهي التعليقات التي
اعتبرها حزب العمال "معادية للسامية" في ما بدت مفارقة على اعتبار أن
الحزبين يتنافسان على اللعب على هذا الوتر.
وأكدت "جيروزاليم بوست" على أن
ارتباط زوجة ستارمر باليهودية يربطها بإسرائيل. وأشارت إلى أن فيكتوريا لديها
عائلة في إسرائيل، وقد أعرب ستارمر عن قلقه العميق على سلامتهم بعد هجوم "حماس"
في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقد انتقد ستارمر، حينها، هيئة الإذاعة
البريطانية (بي بي سي) لرفضها تصنيف حماس كمنظمة إرهابية.
وقد اعتُبر موقف ستارمر الداعم للعدوان
الإسرائيلي على غزة، و تبريره "قطع الماء والكهرباء على سكان القطاع" ـ
في حوار مع إذاعة "أل بي سي" البريطانية ـ فضيحة على اعتبار خلفيته القانونية، كمحامي
سابق ترأس لفترة النيابة العامة في
بريطانيا. وقد حصل بسبب ذلك على لقب
"سير" (سيد) الملكي وبالتالي حصلت زوجته كذلك على لقب "ليدي"
(سيدة).
بسبب الضغوط والاستقالات من حزب العمال بدأ ستارمر يدعو تدريجيا إلى وقف إطلاق النار. وبينما التزم الحزب بالاعتراف بدولة فلسطينية، فلم يحدد جدولا زمنيا للقيام بذلك، فيما كشفت تقارير إعلامية بريطانية أنه لن يفعل ذلك إرضاء لإسرائيل وأمريكا.
وفي تفسير موقف ستارمر الداعم لإسرائيل، قال
رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة "إيفننغ ستاندرد" البريطانية، جورج
تشيسترتون، إنه مثله مثل ستارمر فإن ذلك راجع لـ"وجود زوجة يهودية وأقارب
يهود". وأن "موضوع إسرائيل سيكون مطروحا للنقاش في البيت وعلى طاولة
الطعام".
وفي مقال له بالصحيفة يقول تشيسترتون
"لدى كير ستارمر أكثر من سبب لدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها... سوف
تتأثر العقلية السياسية لزعيم حزب العمال أيضًا بحياته الشخصية. وسوف يتقوى قراره
بالثبات عليه بسبب وجود زوجة يهودية وأقارب يهود".
وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن فيكتوريا
ستارمر، التي تريد البقاء إلى جانب نجليها بعيدا عن الأضواء، عبرت عن استيائها من
مظاهرات نظمت أمام بيت العائلة بلندن، ضد موقف زوجها وتصريحاته الداعمة لإسرائيل.
وشملت الاحتجاجات صورا للمجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وخاصة في
صور الأطفال الفلسطينيين.
وبسبب الضغوط والاستقالات من حزب العمال بدأ
ستارمر يدعو تدريجيا إلى وقف إطلاق النار. وبينما التزم الحزب بالاعتراف بدولة
فلسطينية، فلم يحدد جدولا زمنيا للقيام بذلك، فيما كشفت تقارير إعلامية بريطانية
أنه لن يفعل ذلك إرضاء لإسرائيل وأمريكا.
وقد كشف موقع "ديكلاسيفايد يو كي"
البريطاني أن اللوبي الإسرائيلي في بريطانيا موّل نصف حملة حزب "العمال"
الانتخابية بما يصل 600 ألف جنيه إسترليني.
وعلى خلفية الموقف الداعم لإسرائيل لستارمر
وحزب العمال، مني الأخير بهزيمة كبيرة في المناطق التي يسكنها عدد كبير من
المسلمين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وتراجع عدد الأصوات التي حصل عليها الحزب
بواقع عشر نقاط في المتوسط على مقاعد المناطق التي يشكل المسلمون فيها أكثر من
عشرة بالمئة من السكان.
ويقدر عدد المسلمين في بريطانيا بـ 3.9
مليون نسمة يشكلون 6.5 بالمئة من السكان.