عززت حرب
الاحتلال
الإسرائيلي على قطاع
غزة والتي اندلعت منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، من
قوة
الإسلاميين في الأردن، وأعادت حرب الإبادة الجماعية توحيد صفوف الإسلاميين.
ونشرت مجلة
"
إيكونوميست" تقريرا قالت فيه إن الحرب في غزة عززت من قوة الإسلاميين
في الأردن. وقالت إن الملك عبد الله الثاني وجد نفسه بين معاهدة السلام التي عقدها
بلده مع إسرائيل وشعبه الغاضب.
وجاء في التقرير
إن كوكا كولا اختفت من محلات البقالة والأسواق الصغيرة بالعاصمة الأردنية، وهي
الماركة التي طالما ارتبطت بالولايات المتحدة، أهم حلفاء الاحتلال الإسرائيلي، وقامت
الماركات المحلية وغيرها من الشركات الأمريكية بتوزيع ملصقات وبيانات أكدت فيها
على دعم القضية الفلسطينية وبخاصة غزة، لكن الإشارة للخير والفضيلة هذه لا تساعد
الملك عبد الله الثاني الذي وجد نفسه في وضع غير مريح بين الدعم الشعبي لحماس
ومعاهدة السلام التي وقعها والده الملك حسين في عام 1994.
وتقول المجلة إن
الإسلاميين طالما رسخوا أنفسهم في ظل حركة
الإخوان المسلمين، التي تعتبر حماس فرعا
منها، حسبما تقول المجلة.
وأشارت
استطلاعات الرأي التي نظمت بعد شهر من أحداث السابع من تشرين الأول /أكتوبر إلى أن
نسبة 66% من الأردنيين دعموا المقاومة، وكان الملك حسين قد تبنى نهج الجزرة مع
الإخوان المسلمين، واختارهم أحيانا كحلفاء ضد الشيوعية، وفي التسعينات من القرن
الماضي طلب منهم المشاركة في حكومة وحدة وطنية.
لكن الملك عبد
الله لم يظهر ميلا كبيرا للتعاون مع الإخوان، مع أنه لم يحظر جماعتهم أبدا، ويشارك
نوابها في البرلمان تحت مظلة جبهة العمل الإسلامي، لكنه أخرج حماس ومنذ وقت من
الأردن بتهمة التدخل في الشؤون الداخلية.
ومنذ الثورات
التي بدأت في عام 2011 واجتاحت العالم العربي، عمل على إضعاف الإخوان من خلال
تفريقهم ولعب بعضهم ضد بعض، ويعكس هذا الأسلوب خط صدع قديم بين التراث الأردني
والفلسطيني، حيث يشكل الفلسطينيون على الأقل نصف السكان والبدو الشرق أردنيين
الذين يعتبرون حجر الأساس للحكم الملكي الهاشمي.
وتقول المجلة إن
الفلسطينيين الأردنيين عادة ما يميلون نحو التشدد، إلا أن حرب غزة أعادت توحيد
صفوف الحركة، فقد تحولت الشوارع قرب السفارة الإسرائيلية في عمان إلى ساحة بين
المتظاهرين وقوات الأمن.
وفي كل ليلة
تقريبا يهتف
المتظاهرون باسم
يحيى السنوار ومحمد الضيف قائدي حماس. وحاولت حكومة
الملك التغلب على الإسلاميين وتطويقهم، فلطالما شجب وزير الخارجية أيمن الصفدي
الحملة الإسرائيلية في غزة ووصفها بالإبادة. وانتقدت الملكة رانيا، وهي فلسطينية،
الأمر عبر التلفاز. وقاد الأردن الجهود من أجل إرسال المساعدات إلى غزة.
وبالنسبة للكثير من الأردنيين فهذا ليس كافيا.
ونقلت المجلة عن
سفير غربي في عمان "هناك شعور حقيقي من أن البلد يبيع الفلسطينيين".
وتقول المجلة إن
الإسلاميين البارزين في التظاهرات يعملون على إثارة الغضب ضد المخابرات بل وحتى
الملكية. ودعا بعض الإسلاميين في الأردن حركة حماس في الخارج لنقل مقراتها إلى
الأردن لو طلبت منها قطر المغادرة. وعبر رجال الملك عن انزعاجهم تحديدا عندما طالب
خالد مشعل، أحد رموز حماس السياسيين والمقيم في قطر، المتظاهرين في خطاب عبر
الفيديو الأردنيين بضرورة الوحدة خلف حماس في غزة.
ومنذ آذار/مارس
بدأ النظام الأردني بممارسة الشدة ضد المتظاهرين، وضرب الكثيرين منهم واعتقل
العشرات واتهمهم بتلقي الدعم الخارجي، بما في ذلك إيران وبهدف الإطاحة بالملكية.
ولم يساعد الاحتلال الإسرائيلي، عندما كشفت علنا في نيسان/أبريل أن الأردن ساعدها في مواجهة هجمات
الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران انتقاما لتفجير القنصلية الإيرانية في دمشق
ذلك الشهر. وانتشرت منشورات على منصات التواصل الاجتماعي زعمت أن الملك عبد الله
وهو طيار حربي شارك في إسقاط الصواريخ الإيرانية. وبالنسبة للإسلاميين فهذا الأمر
يعد خيانة.