نفذت قوات
الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء،
اقتحاما واسعا في مدينة
طولكرم ومخيماتها، ودمّرت أجزاء كبيرة من البنية التحتية
وممتلكات المواطنين، فيما تصدت
المقاومة للاقتحام وخاضت اشتباكات مسلحة وفجّرت عددا من العبوات الناسفة.
ودفعت قوات الاحتلال بمزيد من الآليات باتجاه طولكرم،
وفرضت حصارا مشددا، فيما شرعت بعمليات تجريف وتدمير، تزامنا مع تحليق متواصل ومكثف
لطائرات الاستطلاع دون طيار.
وتنفذ جرافات الاحتلال عمليات تخريب منذ الساعة
الثانية فجرا، طالت تجريف البنية التحتية في حارة المحجر ومنطقة الجورة في حارة
المنشية، وجبل الصالحين، إلى جانب تخريب الممتلكات العامة والخاصة من منازل ومحال
تجارية على طول شارع نابلس المحاذي لمداخل المخيم.
واقتحمت آليات الاحتلال والجرافات العسكرية مخيم نور
شمس، مرورا بشارع السكة ودوار اكتابا، وتمركزت قرب حارة المسلخ، تزامنا مع
الاقتحام المستمر للمدينة ومخيم طولكرم، ودفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية باتجاهه،
وفرضت حصارات مشددا عليه.
وأطلقت قوات الاحتلال الأعيرة النارية بشكل عشوائي
في محيط مخيم نور شمس، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء من المخيم بعد
إصابة أحد محولات الكهرباء المغذية له، وسط سماع أصوات انفجارات داخل المخيم.
وحاصرت قوات الاحتلال مستشفيي ثابت ثابت الحكومي،
والإسراء التخصصي بالمدينة، وانتشرت قناصة الاحتلال على عدد من البنايات العالية
في مختلف أحياء المدينة.
في المقابل، استهدف مقاومون فلسطينيون قوات الاحتلال
بالرصاص والعبوات الناسفة، وسمع دوي انفجارات ناجمة عن تفجير عبوات ناسفة محلية
الصنع بآليات الاحتلال.
وقالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة
"حماس"، إن أحد مقاتليها استدرج آلية عسكرية لقوات الاحتلال المقتحمة
لأطراف مخيم طولكرم، ومن ثم قام بتفجير الآلية بعبوة ناسفة.
والأسبوع الماضي، استشهد أربعة شبان في قصف طائرة
احتلال مسيّرة لمخيم نور شمس شرق طولكرم، وهم يزيد صاعد عادل شافع (22 عاما)، ونمر
أنور أحمد حمارشة (25 عاما)، ومحمد ياسر رجا شحادة (20 عاما)، ومحمد حسن غنام كنوح
(22 عاما).
ونعت فصائل العمل الوطني ومؤسسات وفعاليات محافظة
طولكرم شهداء مخيم نور شمس، وأعلنت الحداد على أرواح الشهداء والإضراب الشامل لجميع
مناحي الحياة، باستثناء امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي).
وأكدت كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء
الأقصى في طولكرم أنّ الاغتيال "لن يزيدها إلاّ إصراراً على القتال، وتمسكاً
بخيار المقاومة"، ومشددةً على أنّ ردها سيكون مزلزلاً.