حقوق وحريات

الاحتلال يهدم "العراقيب" للمرة الـ227.. أقيمت في الحكم العثماني

يصر أهالي العراقيب على البقاء والتشبث بأرضهم ويعيدون نصب خيامهم من جديد- الأناضول
شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، بعمليات هدم للمرة الـ227 في قرية "العراقيب" الفلسطينية في منطقة النقب بالداخل المحتل، وذلك بعد نحو شهر من آخر عملية هدم.

وتعرضت القرية الفلسطينية للهدم أول مرة في 27 تموز/ يوليو لعام 2010، فيما كانت المرة الأخيرة في 6 حزيران/ يونيو الماضي.

وهذه المرة الخامسة التي تهدم فيها السلطات الإسرائيلية خيام ومساكن أهالي العراقيب منذ مطلع العام الجاري، بعد أن هدمتها 11 مرة عام 2023، و15 مرة عام 2022، و14 مرة عام 2021، لدفع أهالي القرية للإحباط واليأس وتهجيرهم من أراضيهم.

ويصر أهالي العراقيب على البقاء والتشبث بأرضهم، ويعيدون نصب خيامهم من جديد كل مرة من أخشاب وغطاء من النايلون، لحمايتهم من الحر الشديد في الصيف والبرد القارس في الشتاء، وتصديا لمخططات اقتلاعهم وتهجيرهم من أرضهم.


وفي تقرير سابق، قالت منظمة "ذاكرات" التي تضم ناشطين إسرائيليين (يهودا وعربا) وتؤرخ للنكبة الفلسطينية عام 1948، إن العراقيب أقيمت للمرة الأولى في فترة الحكم العثماني على أراضٍ اشتراها السكان.

وذكرت المنظمة أن السلطات تعمل على طرد سكان القرية، بهدف السيطرة على أراضيهم، مشيرة إلى أن إسرائيل لا تعترف بعشرات القرى الأخرى في منطقة النقب، وترفض تقديم أي خدمات لها.

ويواصل الاحتلال استهداف قرية العراقيب البدوية في صحراء النقب بصورة دؤوبة، ودون توقف، حتى إنها تعرضت للتدمير 227 مرة منذ عام 2010، إذ يداهم المئات من جنود الاحتلال هذه القرية الفلسطينية، ويطردون سكانها قسراً، وهم الذين عاشوا فيها قبل عام 1948، أي قبل إقامة دولة الاحتلال.

ولم يحبط مرور 14 عاما على قرارات الهدم والتدمير غير الشرعية؛ سكان العراقيب، بل زادهم إصرارا على مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر، الذي يشمل بجانب هدم المنازل، نقل المعدات، واقتلاع المحاصيل الزراعية، ومصادرة صهاريج المياه، حتى بات الأمر يظهر وكأنها طقوس ينفذها الاحتلال كل بضعة أسابيع، حيث تقوم عناصر الاحتلال بتدمير المباني، بينما يعيد السكان الفلسطينيون بناءها.