قال السفير الأمريكي
السابق في
تونس، البروفيسور غوردون غري، إنه "سيتم
إعادة انتخاب الرئيس التونسي قيس سعيّد في انتخابات ليست حرة وغير نزيهة
بالمرة"، متوقعا "استمرار التونسيين في معاناتهم الاقتصادية المتفاقمة،
وستستمر حقوقهم السياسية في التآكل".
وأضاف: "لن تكون
الانتخابات الرئاسية المقبلة حرة ونزيهة؛ لأن
حكومة الرئيس سعيّد قامت بحبس العديد من المعارضين السياسيين بدءا من رئيسة الحزب (الدستوري
الحر) عبير موسي إلى رئيس حركة (النهضة) راشد الغنوشي. وبالمثل، فإنها اعتقلت العديد من
الصحفيين، وبالتالي فقد تراجعت عن ضمانات حرية الصحافة وحرية التعبير التي تم الحصول
عليها بشق الأنفس".
وتابع غري: "في
ضوء هذه العوامل والظروف التي يلمسها الجميع، وبما يتوافق مع نسبة إقبال الناخبين في
الانتخابات والاستفتاءات منذ استيلاء الرئيس سعيّد على السلطة، أشك في أن العديد
من التونسيين سوف يكلفون أنفسهم عناء التصويت في الانتخابات الرئاسية
المقبلة".
وأشار، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إلى أن "حال
التونسيين الآن أسوأ مما كانوا عليه يوم تولي الرئيس قيس سعيّد منصبه؛ فقد استمر
الاقتصاد في الأداء الضعيف والمتردي، ويسعى المزيد والمزيد من التونسيين إلى
الهجرة إلى أوروبا".
واستطرد غري، وهو أستاذ في كلية الشؤون الدولية بولاية بنسلفانيا
الأمريكية، قائلا: "لقد تراجع الرئيس سعيّد عن العديد من الحريات التي
أنتجتها الثورة التي أطاحت بـ زين العابدين بن علي؛ فقد سجنت حكومته الصحفيين وكذلك المعارضين
السياسيين من مختلف الأطياف السياسية".
ولفت إلى أن "الضغوط التي تمارسها السلطة التونسية على المعارضين
كانت أمرا ثابتا منذ استيلاء الرئيس قيس سعيّد على السلطة في 25 تموز/ يوليو 2021 وإلى الآن".
وبسؤاله عن رؤيته لموقف القوى الإقليمية والدولية من الانتخابات
الرئاسية المقبلة في تونس، أجاب: "لا أتوقع أن تتخذ دول أخرى في المنطقة
موقفا بشأن الانتخابات التونسية؛ حيث يركز الاتحاد الأوروبي جهوده على السيطرة على
الهجرة غير الشرعية عبر البحر الأبيض المتوسط وتركز الدول العربية جهودها على
الحرب في غزة".
واستبعد غري مممارسة
واشنطن ضغوطا على النظام التونسي قبل الانتخابات الرئاسية، مشدّدا على أن "الحروب
في غزة وأوكرانيا، والمنافسة من الصين، ستستمر في جذب انتباه وطاقة إدارة الرئيس
جو بايدن".
وعن إمكانية فتح
حوار بين السلطة والمعارضة في تونس، قال الدبلوماسي الأمريكي السابق: "الرئيس
قيس سعيّد لم يبدِ أي اهتمام على الإطلاق بفتح مثل هذا الحوار مع المعارضة، ولا
أرى أفقا لذلك".
وكان قيس سعيّد اُنتخب في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 لعهدة من 5
سنوات، ويفترض أن تجرى الانتخابات الرئاسية القادمة في تشرين الأول/ أكتوبر
المقبل، بينما لم يتم الإعلان رسميا عن موعد إجراء تلك الانتخابات، وسط تأزم
سياسي غير مسبوق تشهده البلاد.