طرح اجتماع لعدد من ممثلي
القبائل الليبية في الشرق ومطالبتهم لأول مرة للواء الليبي، خليفة
حفتر توضيح ملف
القاعدة الروسية العسكرية هناك بعض التكهنات والتساؤلات عن دلالة الخطوة وتوقيتها ومدى نجاحها في إيقاف مشروعات حفتر مع موسكو.
وعقد ممثلون لأكبر القبائل الليبية اجتماعا في مدينة طبرق (شرق
ليبيا) ناقشوا فيه عدة قضايا ومنها ما وصفوه بمشروعات غامضة في المنطقة الحدودية، وكذلك التعبير عن مخاوفهم إزاء إقامة قاعدة عسكرية روسية في الشرق وأنها ذات أبعاد سياسية وليست تنموية.
"مساءلة حفتر"
ولأول مرة في شرق البلاد يطالب بيان القبائل الختامي حفتر والجهات المسؤولة في الشرق بتقديم إيضاح بشأن هذه المشروعات في خطاب وصفه مراقبون أنه سياسي وتصعيدي وجديد كليا، خاصة أن الاجتماع ناقش علانية قضايا سياسية وعسكرية مسكوت عنها منذ زمن بل وطالب لأول مرة بتوضيح تفاصيلها وأسرارها وهي أمور غير معهودة في الشرق الذي يقع تحت قبضة وسيطرة حفتر ويحكمه بيد من حديد.
ويعاني الجنرال الليبي حفتر منذ فترة من تراجع شعبيته وقبضته في مناطق سيطرته ونفوذه شرق البلاد خاصة من ناحية القبائل والتي حدث صدام مع بعضها "قبيلة الدرسة" مؤخرا بسبب اختطاف عضو مجلس النواب عن بنغازي، إبراهيم الدرسي خلال عودته من احتفالات عسكرية بحضور حفتر، ما وصفه البعض بالفشل العسكري.
فهل تنجح قبائل "برقة" في إجبار حفتر على فك الارتباط مع روسيا أم ينجح هو في قمعها وإعادتها لمكانها؟
"مواجهة مسلحة مع القبائل"
من جهته، رأى المحلل السياسي الليبي ومستشار حفتر السابق، محمد بويصير أن "القبيلة في ليبيا هي ظاهرة اقتصادية اجتماعية حول الأرض، لذلك نحن البدو نسمي أرضنا "الوطن" والاستيلاء عليها أمر حساس جدا ومثير لغضب القبائل".
وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أن "شعبية حفتر الآن في تراجع وسلبية بين القبائل لأنه أهملها أولا وقمع أبناءها ثانيا واستحوذ هو وأسرته على كل الأمور ثالثا، كما أنه قام بالاستيلاء على الأراضي لتوطين قبيلته "الفرجان" باعتبارهم وغيرهم ممن يسكنون مصر وترهونة قاعدة ديموغرافية متاحة وأيضا مزودا لجيشه بالجنود الموثوق فيهم"، وفق معلوماته.
وتابع: "موضوع قاعدة روسية هو أمر مستبعد كون المساحات ضخمة وأكثر مما تحتاجه قواعد عسكرية، فالأدق أن نسميها موطنا لقاعدة ديمغرافية تدعم استمرار حفتر في السيطرة والحكم، لكن القبائل في الشرق كلها في حالة هيجان، بل إن هناك أنباء عن قيامهم بشراء سلاح وتخزينه، والمستقبل يحمل الكثير لعائلة "حفتر" التي استولت على "برقة" بدعم "مصري_إماراتي"، بحسب تقديراته.
"تعرقل لكنها لن تمنع"
في حين قال الصحفي من الشرق الليبي والمتابع لملف القبائل، محمد الصريط إن "هذا الاجتماع يحمل الكثير من الرسائل ففهم الواقع الاجتماعي خاصة في شرق ليبيا مهم لأي مشروع سياسي يسعى إلى أن يكون المسيطر وعليه أن يفهم هذه التركيبة وكيفية التعامل معها لأنها مفتاح أبواب كثيرة للوصول إلى السلطة".
وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "القبائل لا تتحرك من منطلق سياسي بل من منطلق قبلي أي أن أهداف ومكتسبات القبيلة تأتي في المقام الأول، وبخصوص الموضوع الروسي فإن لم يكن هناك توضيح دقيق وشامل وعميق لهذه المكونات الاجتماعية أعتقد أنها ستعرقل لكنها لن تمنع"، وفق قوله.
وبخصوص قيام قوات حفتر بقمع هؤلاء، قال الصريط: "لا أعتقد أن السلطة العسكرية أو حتى الأمنية والسياسية قد تقدم على هكذا تصرف لأنها ستكون قفزة للخلف ولأنه بهذه التصرفات، إن حدثت، ستكون مبررا لأشياء أخرى لن تكون إيحابية"، كما رأى.
"قمع وقسوة وتشتيت"
المحلل السياسي الليبي، موسى تيهوساي رأى من جانبه أن "القبائل هي أحد أبرز عوامل القوة في شرق ليبيا ورفضها العلني لتواجد قواعد روسية في طبرق وشرق البلاد أمر مهم وغير مسبوق وتحد كبير للغاية أمام المطامع الروسية في ترسيخ قدمها هناك".
واستدرك قائلا: "لكن هذا التحرك القبلي سيواجه عدة تحديات أبرزها: التفكيك وتشتيت جمعها من قبل "المشير حفتر" والتعامل بقسوة مع من يرفض التراجع عن هذه المطالب وهذا هو الخيار الذي من المتوقع أن يستخدمه حفتر للتعامل مع الوضع الخطير هذا قبل أي اجتماع آخر لهؤلاء"، كما قال لـ"عربي21".
"دور مبالغ فيه"
لكن المرشح لانتخابات مجلس النواب القادمة والإعلامي الليبي، عاطف الأطرش أشار إلى أنه "بالرغم من التباهي بمسمى القبائل خاصة في شرق ليبيا إلا أنه لا دور حقيقيا لها سوى تجييش البيانات لصالح السلطة ليس إلا، لذا الحديث حول تأثيرها على خطط موسكو هناك مبالغ فيه ولا يعطي الحجم الحقيقي لها".
وتابع لـ"عربي21": "من وجهة نظري أن مثل تلك المخططات ستسير وفق الجدول المعد لها من قبل السلطات طالما بقيت السلطة الحالية موجودة أو بانتظار مفاجآت أخرى"، وفق تعبيره.