سياسة عربية

اتهامات باغتياله عبر "حقنة سامة".. من قتل الرئيس المصري محمد مرسي؟

يعتقد معارضون مصريون أن الرئيس الراحل محمد مرسي جرى قتله بقاعة محاكمته 17 حزيران/ يونيو 2019- عربي21
يعتقد معارضون مصريون أن الرئيس الراحل محمد مرسي جرى قتله بقاعة محاكمته 17 حزيران/ يونيو 2019- عربي21
لا يزال ملف وفاة الرئيس المصري محمد مرسي محل شكوك وتساؤلات واسعة لدى الأوساط السياسية والقانونية والحقوقية، في ظل التجاهل الرسمي لدعوات الفريق القانوني لأسرة مرسي بإجراء تحقيق في وفاته.

وفي 17 حزيران/ يونيو الجاري، حلت  الذكرى الخامسة لوفاة الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، بإحدى جلسات محاكمته بعد الإطاحة به في انقلاب عسكري يوم 3 تموز/يوليو 2013 قاده وزير الدفاع في ذلك الوقت عبد الفتاح السيسي.

والاثنين الماضي، نشرت الناشطة السياسية منى الشاذلي مقطع فيديو على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ذكرت فيه أن السيسي قام بقتل مرسي عن طريق حقنه بحقنة أدت إلى توقف عضلة القلب أثناء جلسة محاكمته في 17 حزيران/ يونيو 2019، ثم قتل نجله عبد الله بنفس الطريقة في 4 أيلول/ سبتمبر 2019، دون ذكر تفاصيل أو الإشارة لمصدر هذه المعلومة.

اظهار أخبار متعلقة




وفي 6 أيلول/ سبتمبر 2020، طالب الفريق القانوني البريطاني المستشار القانوني لأسرة مرسي، في الذكرى الأولى لوفاة نجله عبدالله، السلطات المصرية بإجراء تحقيق في وفاتيهما، مشيرة إلى احتمال "تورط الدولة في كلتا الجريمتين".

وقال الفريق: "يبدو أن المعلومات تؤكد أن عبدالله تم نقله بسيارته مسافة تزيد على 20 كيلومترا لأحد المستشفيات، بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة حقنه بـ(مادة قاتلة)، ولم يتم نقله إلى المستشفيات القريبة، عمدا، حتى بعد وفاته".

وفي أيلول/ سبتمبر 2020، قال رئيس الفريق القانوني لمرسي، توبي كادمان، لموقع "ميدل إيست آي" إن "المعلومات المتوفرة لدينا تجعلنا نعتقد أن عبدالله قُتل"، مرجحا أن التغريدة التي كتبها عبدالله بعد 3 أيام من وفاة والده الرئيس، سبب الجريمة، خاصة أنه اتهم وزير الداخلية الحالي محمود توفيق، وسلفه مجدي عبدالغفار، والقاضي محمد شيرين فهمي، بالتسبب في قتله.

وألمح الفريق القانوني للرئيس الراحل، إلى وجود دور خفي لقوات الأمن بقتله، وقالوا إن أجهزة الأمن أودعته زنزانة انفرادية مدة 6 سنوات، ولم ير محاميه ولا أسرته إلا 3 مرات، كما مُنع عنه الدواء أو العلاج، رغم مرضه بالسكر وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكبد والكلى، كما أنه لم تقدم له الإسعافات اللازمة وقت وقوعه بالقفص الزجاجي أثناء المحاكمة، وتم تركه من 20 إلى 40 دقيقة، حتى فارق الحياة، وقيل إنها سكتة قلبية.


مكونات الحقنةوعن وفاة الرئيس الراحل محمد مرسي، قال الخبير في القانون الدولي والعلاقات الدولية، وعضو "تكنوقراط مصر"، الدكتور سعيد عفيفي: "هذا مسلسل بدأ تنفيذه منذ اليوم الأول لاعتقال الرئيس بالمخالفة للدستور، وبطريقة مهينة تجاوزت كافة القوانين المعمول بها".

وأضاف لـ"عربي21": "تم المخطط بأسلوب تبدو معه عملية القتل والإجهاز النهائية طبيعية، حيث تم منع الدواء عنه لفترات كثيرة، وقد اشتكى مرارا وتكرارا من هذا، وكان هذا تمهيد للمرحلة النهائية، حتى يكون الجسد عرضة لعوامل كثيرة، بينها الضعف الشديد في مقاومة جسمه".

وتابع: "بحيث يصبح جاهزا لأي جرعة بسيطة من الحقنة التي تؤدي إلى هبوط حاد في الدورة الدموية، مع تعمد عدم إسعافه، فينهار الجسد لقلة الأكسجين في المخ وعدم تدفق الدم بشكل كاف لعضلة القلب، فيموت الإنسان".

ويعتقد عفيفي أن الحقنة "تحتوي على مادة سامة تعمل على تجلط الدم في الأوردة والشرايين، ما يؤدي للوفاة الفورية، ويقال إن هذه المادة مأخوذة من سم الأفاعي شديدة الخطورة، وتمت معالجتها بحيث لا تختلط بباقي عناصر الحقنة إلا بعد وصولها للدم، وبعد أن تبدأ آثارها في التفاعل".

اظهار أخبار متعلقة


سياسة الاغتيالات
من جانبه، قال الطبيب والإعلامي المصري حمزة زوبع، إن "الموت بحقن السموم أو بتعاطيها أمر معروف في تاريخ الاغتيالات السياسية تماما، كما في القتل بالغازات السامة، مثل غاز الأعصاب، الوسائل التي عُرف عن استخدام الروس لها في قتل المعارضين المنشقين خارج البلاد".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "كلنا يعرف عملية اغتيال المنشق الروسي إلكساندر ليتفينينكو عام 2006، بعد أن دس له سم (البولونيوم- 210) في الشاي".

واستطرد: "كلنا يعرف محاولة اغتيال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج خالد مشعل، برش السم عليه في العاصمة الأردنية عمان عام 1997، لولا تدخل ملك الأردن، الذي طلب بمعرفة نوع السم والترياق المضاد له، حتى يتم إنقاذ حياة مشعل".

وختم قائلا: "ما قلته يوم استشهاد الرئيس هو أنه قُتل عليه رحمة الله حتى يتخلص الجنرال من صداع الشرعية تماما، وهي فكرة أزعجته ومن حوله، إذ كان قرار التخلص منه في قاعة المحكمة؛ حتى لا يقال مات في السجن".

اظهار أخبار متعلقة


"إجرام مستمر"
وفي رؤيته، قال الناشط المصري المعارض من أمريكا سعيد عباسي: "الجميع يعلم أن الرئيس الشهيد مرسي قُتِل في المحكمة بحقنة مسممة بوقت معين؛ كي يظهر للعالم أنه مات موتة طبيعية في أثناء الجلسة، بالرغم من أن الرئيس سبق أن حذّر من محاولات كثيرة لتسميمه".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "ولم يكتف هذا النظام الانقلابي المجرم بقتل الرئيس، بل منعوا ابنه الدكتور أحمد مرسي من دخول الغسل؛ لكي لا يكتشف عملية الاغتيال، بصفته طبيبا".

ولفت إلى أن الأمر "تكرر مع ابنه الشهيد عبدالله، بعد خطفه علي مقربة من بيته، وتم حقنه بنفس الأسلوب، والذهاب به لمستشفى تبعد أكثر من 10 كيلومتر؛ للتأكد من مفارقته الحياة، والتخلص من الشاب الذي ملأ الدنيا بحماسته ووقوفه بشموخ ضد هذه العصابة، فتخلص منه السيسي".

وأشار الناشط المصري، إلى أنه "ما زال ينكل بالأسرة، حيث يقترب المحامي أسامة مرسي منذ 8 سنوات اعتقال، مع منع الزيارات عنه وعدم رؤية ابنه، والتهمة أنه ابن الرئيس مرسي".

التعليقات (0)