ملفات وتقارير

رسائل العيد في اليمن بين الوعيد والتنديد.. ومخاوف من عودة الحرب

توزع كبار المسؤولين الحكوميين على أبرز المدن للمشاركة في الاحتفال بالعيد- وكالة سبأ
عجت احتفالات عيد الأضحى في اليمن  بالرسائل السياسية والعسكرية والاجتماعية التي تراوحت بين التصعيد والتنديد والوعيد حيث اختار رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، العودة إلى العاصمة المؤقتة، عدن، جنوبا، والاشتراك مع المسؤولين في أجواء العيد، وبحضور زعيم الانفصاليين الجنوبيين، عيدروس الزبيدي، فيما اتجه رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع لجماعة "أنصارالله" ( الحوثيين) إلى مديرية أرحب شمالي العاصمة صنعاء ( الخاضعة لسيطرة الجماعة) في أجواء تعكس الحالة السياسية للبلد، بينما لوحظ غياب رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك عن أجواء العيد في البلاد.

وتوزع كبار المسؤولين الحكوميين على أبرز المدن للمشاركة في الاحتفال بالعيد، حيث حضر رئيس المجلس الرئاسي العليمي وعضو المجلس، الزبيدي، احتفالات العيد في عدن، وعضوا المجلس، سلطان العرادة في محافظة مأرب ( شرقا) وطارق محمد صالح في مدينة الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر غرب اليمن.

وقال العليمي في خطاب له، عشية عيد الأضحى، إن "عيدنا الأكبر هو يوم استعادة مؤسساتكم الوطنية وتحرير أرضنا من مشاريع التخلف والتطرف والكراهية واستعادة اليمن السعيد".

ودعا رئيس المجلس الرئاسي اليمني إلى "توحيد الصفوف والتسامي فوق الجراح وإعادة لملمة أوصال البلاد التي مزقتها سنوات الانقلاب والحرب، وضرورة استئناف دورة الحياة والتنمية التي أوقفتها المليشيات العميلة للنظام الإيراني".


كما أنه تعهد "بالمضي نحو السلام العادل والشامل وفقا لمرجعيات الحل المتفق عليها وطنيا وإقليميا ودوليا وتحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية الناجمة عن حرب المليشيات الحوثية المدمرة على مختلف المستويات، بما في ذلك استهدافها للمنشآت النفطية وخطوط الملاحة الدولية".

ولفت رئيس مجلس القيادة الحاكم في اليمن إلى "الممارسات، والانتهاكات الحوثية الأخيرة بحق الناشطين وموظفي الوكالات الإغاثية"، مؤكدا أن ذلك يثبت أن الحكومة ماضية على الطريق الصحيح عندما وجهت الدعوة مرارا إلى المنظمات الدولية لنقل مقراتها الرئيسية إلى العاصمة المؤقتة عدن، حتى لا تظل رهينة لدى المليشيات، وأجهزتها القمعية.

وشدد العليمي على المضي في انتهاج سياسة "الحزم الاقتصادي" ردا على "التجاوزات الخطيرة للمليشيات الحوثية التي تهدد بإغراق البلاد في كارثة إنسانية شاملة بدءا باستهداف موارد الشعب اليمني ورفضها تحييد القطاع المصرفي وصولا إلى ذروة وهمها في إمكانية منازعة الدولة سيادتها النقدية من خلال صك عملة مزورة وطرحها للتداول".

من جانبه، هاجم رئيس المجلس السياسي للحوثيين، مهدي المشاط، السعودية، ودعاها إلى عدم الاستجابة للضغوط الأمريكية في تضييق الخناق على اليمنيين.

وفي كلمة له، بمناسبة عيد الأضحى، أكد المشاط على "موقف جماعته الثابت والمبدئي في نصرة وإسناد الشعب الفلسطيني على كل المستويات، والاستمرار في عملياتها المساندة ضد الكيان الصهيوني في البر والبحر والجو".

وقال إن ما أسماها "الخطوات التصعيدية لاستهداف الاقتصاد الوطني والقطاع المصرفي وقطاع الطيران " (في إشارة إلى الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة المعترف بها بهذا الشأن) والإصرار على منع صرف مرتبات كافة الموظفين تعد "تصعيدا أمريكيا سعوديا خطيرا يتم تنفيذه لثني شعبنا عن موقفة المساند للشعب الفلسطيني".

وحض المشاط السلطات السعودية على "عدم الاستجابة للضغوط الأمريكية لتضييق الخناق على الشعب اليمني والمضي قدما في تحقيق السلام العادل والمشرف".

وفي الوقت الذي تعهد فيه بـ"إفشال كل هذه المؤامرات"، لوح رئيس مجلس الحوثي السياسي بـ"خيارات مناسبة لمواجهة كل محاولات التصعيد".

وشارك عضو المجلس الرئاسي اليمني، العرادة، الاحتفال بعيد الأضحى في مدينة مأرب، وأدى صلاة العيد مع جموع المواطنين ونائب رئيس مجلس الشورى عبدالله أبو الغيث وقيادات عسكرية وأمنية.


وفي مدينة الخوخة الساحلية على البحر الأحمر، أدى طارق صالح، عضو المجلس الرئاسي وقائد ما تسمى "المقاومة الوطنية" المدعومة من الإمارات وتقدم بالتهاني إلى أبناء الشعب اليمني وعبر لهم عن سعادته بمشاركته فرحة العيد مع أبناء محافظة الحديدة.

وقال صالح إن "هذا العيد يأتي مع مرحلة ثانية من كسر الحصار عن تعز، وسنعمل كأعضاء في مجلس القيادة جنبا إلى جنب على تحقيق طموحات أبناء شعبنا اليمني واستعادة صنعاء".

وأضاف عبر منصة "إكس" اليوم الأحد : "نهنئ أمتنا العربية والإسلامية بنجاح موسم الحج رغم محاولات التشويش البائسة من بعض المتطرفين وأذيالهم في المنطقة"، على حد وصفه.


وبمناسبة عيد الأضحى كذلك، دعا زعيم حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي، محمد اليدومي، "كوادر حزبه على امتداد الأرض اليمنية إلى الإسهام في بث روح التعاون والتكافل، ومواصلة دورهم الوطني الكبير في مد جسور التواصل وتمتين أواصر الإخاء والتلاحم مع كل القوى الوطنية".

وقال اليدومي في بيان له، إن "معركة الشعب تتطلب اليوم أن نكون أكثر جلَدا وبأسا ووعيا، وأن نتصدى جميعا لمحاولات المليشيا تمزيق الكتلة الوطنية وحماية الوعي الجمعي ببصيرة وحِجاج مستنير وإعداد ما يلزم بلا كلل ولا ملل، واثقين بنصر الله وعونه".

وأوضح زعيم حزب الإصلاح مخاطبا أتباعه قائلا إن "قدر الحزب أنه حمل على عاتقه حلم اليمن الجمهوري الكبير الذي يعيش فيه جميع أبنائه بحرية وكرامة"، متابعا بأن "الإصلاح كان ولا يزال في الجانب الصحيح من تاريخ اليمن وذلك بفضل الله ثم بنضالكم ووعيكم ـ  واقفا إلى جانب الجمهورية والدولة والمؤسسات الشرعية حفاظا على مكتسبات وتضحيات اليمنيين ومتمسكا بروافع دولتهم، ودفعنا جميعا في سبيل ذلك أثمانا باهظة وأثخنت الجراح أجساد وقلوب كثيرين منا، بحسب قوله.

ويأتي هذا العيد على اليمن وسط مخاوف من عودة الحرب التي تزداد نذر العودة إليها، في ظل اشتداد التصعيد والتصعيد المضاد بين الحكومة المعترف بها وجماعة الحوثيين، لا سيما في القطاع المصرفي.

في الأسابيع الأخيرة، قامت جماعة الحوثيين باعتقال عدد من موظفي الأمم المتحدة  ومنظمات دولية أخرى، وسط مطالبات من المنظمة الدولية بالإفراج الفوري عن موظفيها - البالغ عددهم 13 موظفا - وموظفي المنظمات الأخرى.