نشرت صحيفة
"
نيزافيسيمايا" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن كشف الأميرال صموئيل بابارو
القائد الجديد للقوات الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ أن غزو
الصين لتايوان
يجعلها عرضة لمواجهة عدد كبير من الطائرات المسيرة القاتلة.
وقالت الصحيفة،
في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها
قائد عسكري بمثل هذه الرتبة العالية كيفية رد الولايات المتحدة على محاولة إعادة توحيد
تايوان مع البر الرئيسي.
وتضيف الصحيفة
أنه ردًّا على تساؤل الصحفيين عما سيفعله بايدن في حال نفذ الصينيون عملية عسكرية لاستعادة
سيطرتهم على تايوان، قال ساكن البيت الأبيض في بعض الأحيان إنه سيقاتل، ونفى مثل هذه
النية أحيانًا، فيما وصفت وسائل الإعلام سياسة واشنطن بأنها إستراتيجية الغموض.
وبحسب الأدميرال
بابارو ستبدأ الولايات المتحدة بمهاجمة الوحدات العسكرية الصينية بمجرد عبورها مضيق
تايوان. في الواقع؛ سيصبح هذا خط الدفاع الأول.
ومع ذلك؛ سيتطلب
مثل هذا المسار استثمارات كبيرة في إنتاج طائرات مسيرة رخيصة الثمن وموثوقة للغاية.
وقد تم ذلك بالفعل أثناء تنفيذ برنامج "ريبليكاتور"، ففي شهر آذار/ مارس
الماضي، قالت نائبة وزير الدفاع الأمريكي كاثلين هيكس إن البنتاغون قرر إنفاق مليار
دولار في هذه السنة المالية على مهام "ريبليكاتور".
وأوضحت هيكس أن
هذا البرنامج يجب أن يحيد الميزة الرئيسية لجيش التحرير الشعبي الصيني؛ أي قوامه. وقالت
هيكس: "لديها (الصين) المزيد من الناس والسفن والصواريخ. لكننا سنواجه جيش التحرير
الشعبي بأعدادنا. وبالتالي، هزيمته ستكون أكثر صعوبة".
وأفادت الصحيفة
أنه في السابق، قال رؤساء قيادة الأسطول الأمريكي في المحيط الهادئ إن رد أمريكا على
الصين سيكون غير متماثل. وأوضح بابارو هذه الصيغة الغامضة؛ حيث درست قيادة البحرية
الأمريكية المناورات العسكرية الصينية حول تايوان، والتي أظهرت مدى السرعة التي تستطيع
بها الصين حصار الجزيرة. وقال بابارو: "لقد كان الأمر بمثابة تدريب على عملية
حقيقية. لقد راقبنا وسجلنا الملاحظات، وهو ما ساعدنا في الاستعداد للرد".
وأوردت الصحيفة
أن السلطة المسؤولة عن خفر السواحل في تايوان كشفت عن أنها قبضت على مواطن صيني دخل
على متن قارب سريع بشكل غير قانوني إلى خليج تايبيه، عاصمة تايوان، تبين أنه كان في
السابق قبطانا في البحرية الصينية. وقالت قائدة خفر السواحل التايواني كوان بينغ إن
هناك 18 حالة مماثلة أخرى يختبر من خلالها جيش التحرير الشعبي جاهزية تايوان القتالية.
ويتسم الوضع بالحدة
بشكل خاص في الأرخبيلات الصغيرة التي تتكون من جزر تقع بالقرب من الساحل الصيني، وأحيانًا
على بعد 5 إلى 7 كيلومترات فقط منه. رغم أن تايوان تسيطر على هذه الجزر منذ
الحرب الأهلية
بين الشيوعيين وزعيم الكومينتانغ شانغ كاي شيك، غير أن الحفاظ على السيطرة أصبح صعبًا
في ظل تجاوز سفن خفر السواحل الصينية باستمرار الخط الذي يحرسه التايوانيون، مما يصعد
التوترات.
وذكرت الصحيفة
أن البروفيسور غراهام أليسون من جامعة هارفارد زار بكين مؤخرًا مع مجموعة من العلماء
الأمريكيين الآخرين واجتمعوا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ والمسؤولين الصينيين.
واشتهر أليسون
في أمريكا بمقارنة العلاقة الحالية بين الولايات المتحدة والصين بعلاقة أثينا وإسبرطة
في اليونان القديمة. وبالإشارة إلى مرجعية المؤرخ الشهير ثوقيديدس، رأى أليسون تشابهًا
بين الماضي والحاضر، فقد جادل ثوقيديدس بأن القوة الصاعدة تهدد بإزاحة القوة المهيمنة
الحالية، العامل الذي أدى إلى اندلاع الحرب البيلوبونيسية.
وفي ختام التقرير،
تنقل الصحيفة عن أليسون رأيه بأن خطر اصطدام قوة عظمى جديدة مع قوى قديمة أمر محتمل،
مشيرًا إلى أن حل التناقضات يبقى ممكنًا في حال فهم القادة جوهر الأحداث وتخلصوا من
الطموحات غير المناسبة لمستشاريهم.