توالت الردود العربية والإسلامية الغاضبة، اليوم
السبت، تجاه المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش
الاحتلال الإسرائيلي في مخيم
النصيرات وسط قطاع غزة، والتي أسفرت عن أكثر من 200 شهيد ونحو 400 جريح.
وأدانت وزارة الخارجية
المصرية الاستهداف الإسرائيلي
لمخيم النصيرات، داعية الأطراف الدولية ومجلس الأمن للتدخل لوقف الحرب الإسرائيلية
على قطاع غزة.
وحمّلت الخارجية المصرية الاحتلال الإسرائيلي
المسؤولية القانونية والأخلاقية عن هذا الاعتداء السافر، مطالبة بامتثالها
لالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال، ووقف الاستهداف العشوائي الذي يطال الفلسطينيين
المدنيين، بما في ذلك المناطق التي نزحوا إليها، والتدمير الغاشم لكافة خدمات
البنية التحتية في القطاع.
وطالبت كافة الأطراف الدولية المؤثرة ومجلس الأمن،
بضرورة التدخل الفوري لوقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، والتحرك المسؤول من أجل
إنهاء هذه الأزمة الإنسانية، التي راح ضحيتها ما يزيد عن 36 ألف شهيد.
من جانبها، عبّرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين
الأردنية عن إدانتها للاعتداء الإسرائيلي الوحشي الذي استهدف مخيم النصيرات، في
ممارسة تعكس الاستهداف الممنهج للمدنيين الفلسطينيين، والإمعان الإسرائيلي في
انتهاك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والاستمرار في ارتكاب جرائم
الحرب.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة الأردنية السفير سفيان
القضاة، إدانة المملكة واستنكارها المطلق لاستمرار إسرائيل بارتكاب جرائم الإبادة
الجماعية في قطاع غزة، الذي يعاني كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء العدوان
الإسرائيلي عليه منذ السابع من تشرين الأول الماضي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي
وقرارات الشرعية الدولية، وللإرادة الدولية الداعية لوقف الحرب التي راح ضحيتها
عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء.
وطالب القضاة المجتمع الدولي بأكمله وخاصة مجلس
الأمن بضرورة التحرك الفوري والعاجل لوقف جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في
غزة، وإلزامها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالامتثال لقواعد القانون الدولي
والقانون الدولي الإنساني ووقف حربها العبثية على قطاع غزة.
من جهته، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية
الإيرانية، ناصر كنعاني، بشدة جريمة الاحتلال التي ارتكبها في مخيم النصيرات، وفق
ما أوردته وكالة "مهر" للأنباء.
وقال كنعاني إن "الجرائم المروعة والصادمة التي
ارتكبها الصهاينة في قتل المئات من المواطنين الفلسطينيين والأطفال والنساء في
مخيم النصيرات بقطاع غزة، جاءت نتيجة تقاعس الحكومات والمنظمات الدولية، بما فيها
مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أمام 8 أشهر من جرائم الحرب وانتهاك كافة
القواعد والأنظمة وحقوق الإنسان الدولية التي يمارسها الكيان الإسرائيلي المحتل في
قطاع غزة".
وأضاف أن "استمرار هذا التقاعس ما هو إلا تشجيع للمجرمين على مواصلة إبادة الفلسطينيين".
وفي وقت سابق، ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع
غزة، أن 210 فلسطينيين على الأقل استشهدوا، وأصيب نحو 400 آخرين في غارات إسرائيلية
مكثفة على مخيم النصيرات وسط القطاع.
بدوره، دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى
عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، لبحث تداعيات المجزرة الدموية التي قامت بها
قوات الاحتلال في مخيم النصيرات.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قال
تعقيبا على المجزرة التي تزامنت مع إعلان الاحتلال الإسرائيلي تحرير أربعة من
أسراه في قطاع غزة، إن "العدو يواصل
المجازر ضد شعبنا والأطفال والنساء والتي
تجري فصولها الآن في النصيرات ودير البلح".
وتابع هنية أن "العالم صنف الاحتلال بأنهم قتلة
الأطفال، لكنه عاجز عن وضع حد لحرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا"، مضيفا أن "شعبنا لن يستسلم، والمقاومة
ستواصل الدفاع عن حقوقنا في وجه هذا العدو المجرم".