طلبت منظمة العفو الدولية "أمنستي" الخميس، من السلطات
السعودية "الإفراج فورًا" عن الناشط
اليمني فهد رمضان الذي يحمل الجنسية الهولندية.
وقالت "أمنستي" إن رمضان احتُجز بشكل تعسفي دون توجيه تُهمة إليه، أو السماح له بالاستعانة بمحامٍ، لأكثر من ستة أشهر.
ففي 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بعد يومين من وصوله إلى السعودية، تلّقى فهد مكالمة هاتفية من إدارة التحريات والبحث الجنائي في جدة، تطلب منه مراجعة الشرطة دون مزيد من التوضيح.
ولدى وصوله في اليوم نفسه إلى مركز الشرطة، احتجزته قوات الأمن تعسفيًا دون إبداء أيّ سبب أو السماح له بالاتصال بمحامٍ. وقد سُمح له بإجراء مكالمة هاتفية قصيرة مع زوجته، ولكن لم يُسمح له بإبلاغها بمكان احتجازه.
ولاحقا، تبين بحسب حسابات حقوقية سعودية، أن سبب اعتقال رمضان هو تسريب محادثات "واتس آب" خاصة، انتقد خلالها ولي العهد السعودي الأمير
محمد بن سلمان.
وقالت دغمار أودشورن، مديرة الفرع الهولندي لمنظمة العفو الدولية: “إنه لأمر فظيع أن تضع السلطات السعودية فهد رمضان خلف القضبان منذ أكثر من ستة أشهر دون توجيه تُهم إليه بارتكاب أي جريمة، أو منحه فرصة للطعن في احتجازه، بينما يُحرم من الحصول على الرعاية الطبية الكافية والتمثيل القانوني”.
وتابعت: “يجب على السلطات السعودية الإفراج عن فهد فورًا ما لم تكن هناك أدلة معقولة للاشتباه في تورطه في جريمة جنائية لا تنتهك المعايير الدولية والقانون الدولي لحقوق الإنسان. وريثما يُفرَج عنه، ينبغي السماح له بتلقي الرعاية الطبية الكافية، والاستعانة بمحامٍ، وتلقي زيارات منتظمة من السفارة الهولندية في الرياض”.
واللافت أن فهد رمضان ولد في السعودية وعاد إليها في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 للحصول على الوثائق اللازمة لإكمال طلب الحصول على الجنسية في هولندا، التي منحته الحماية بعد التماسه حق اللجوء منذ 2018.
وبعد اعتقاله احتجزته السلطات بمعزل عن العالم الخارجي بين 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 و1 كانون الثاني/ يناير 2024. وعندما سُمح لشقيقته بزيارته، أخبرها أنَّ استجوابه قد انتهى، لكنه لم يحظَ بأي تمثيل قانوني، ولم يكن على علم بأي تُهم رسمية موجهة ضده.
وقالت "أمنستي" إنه بالنظر إلى سجل السعودية القاتم في مُمارسة الاحتجاز التعسفي، من الضروري أن تدعو السلطات الهولندية إلى الإفراج الفوري عن فهد رمضان، وأن تضمن السماح له بالعودة إلى هولندا.
وعيّنت عائلة فهد محاميًا حاول زيارته في السجن، لكن لم يُسمح له برؤيته. ووفقًا لأسرته، أخبرت سلطات السجن المحامي بألا يتدخل في القضية.
أخبر فهد عائلته أنه لا يتلقى الرعاية الطبية الكافية لمرض السُكري الذي يعاني منه.
وفي شباط/ فبراير 2024، مُنح فهد الجنسية الهولندية، وسُمح لمسؤولين من السفارة الهولندية في الرياض بزيارته في السجن.
وقد أخبر فهد مسؤولي السفارة أنه، قبل بضع سنوات، تعاطف عبر الإنترنت مع أحد منتقدي العائلة المالكة السعودية ويَعتقد أن هذا هو سبب اعتقاله.