حذر مسؤول عسكري
مصري، من مخاطر
التصعيد بين "تل أبيب" والقاهرة، على خلفية حادثة الاشتباكات التي وقعت بين جيش
الاحتلال والجيش المصري
قرب معبر
رفح، وأدت إلى استشهاد جندي مصري.
ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن مسؤول
عسكري مصري، لم تسمه، أن "القاهرة حاولت تخويف تل أبيب، بأن التصعيد العسكري
من الجانب المصري، سيكون بمثابة
زلزال داخل إسرائيل، نظرا إلى أنه لن يقتصر على
الجبهة المصرية".
وتابعت المصادر ذاتها: "لكن سيكون بمثابة فرصة
للانقضاض على تل أبيب من جبهات أخرى، تحاول القاهرة تهدئتها واحتوائها"،
منوهة إلى أن "الرسائل المصرية التي بُعث بها عبر وسطاء أمريكيين، تضمنت
التأكيد أن الدعم الأوروبي الأمريكي لإسرائيل، لن يضمن للأخيرة خوض حرب على كل
الجبهات مرة واحدة".
وأشار المسؤول المصري إلى أن هناك استعدادا قتاليا مصريا،
وحشدا شعبيا واضحا لخوض المعركة المفترضة، لافتا إلى أن "النظام سيسمح في الأيام
المقبلة بتحركات مناهضة لإسرائيل في الشارع".
وأوضح أن الترتيبات الأمنية التي تجري مناقشتها في
الوقت الحالي مع الجانب الإسرائيلي "تتركّز حول إيجاد آلية لمنع تبادل إطلاق
النار بين القوات الإسرائيلية ونظيرتها المصرية على الحدود، وسط استمرار تسليح
القوات المصرية المتمركزة على الشريط الحدودي بالأسلحة التي تمكّنها من حماية
الحدود".
وأضاف أن "القاهرة رفضت مقترحاً بأن يكون
الجنود المصريون والإسرائيليون الموجودون داخل المعبر غير مسلّحين باعتباره أمراً
غير منطقي، وهو ما رفضته تل أبيب أيضاً"، مؤكدا أن "ثمة توجيهات عسكرية
صادرة من القيادة العسكرية في مصر، إلى الجنود، بالضرب عند وجود خطر، مع التأكيد
على عدم إطلاق الرصاصة الأولى".
وبحسب المصدر، فإن نتائج "التحقيقات" التي
يتم إجراؤها بين القاهرة و"تل أبيب" بشأن الاشتباك الذي جرى في محيط معبر رفح، وأدّى
إلى استشهاد أحد عناصر التأمين المصريين الموجودين في المعبر من الجانب المصري، "لن
تُعلن للرأي العام، وستكون سرية، وستتم الاستفادة منها لتجنب الاحتكاكات الأمنية
المشابهة التي من شأنها أن تزيد من تعقيدات الموقف على الشريط الحدودي".
وبحسب صحيفة "الأخبار"، فقد تحدث ثلاثة
عسكريين مصريين بأن القاهرة حريصة على "عدم الانجرار إلى التصعيد لعدة أسباب،
في مقدّمتها الحفاظ على استقرار الدولة المصرية"، على حد قولهم.
وأضاف هؤلاء أن "مصر بعثت برسائل عديدة إلى
الجانب الإسرائيلي مفادها أن دفعها إلى التورط في الحرب ليس مقبولاً، وستكون
أضراره على تل أبيب أكبر بكثير".