تساءل المحلل السياسي في صحيفة
"هآرتس" عن ما إذا كانت المجزرة الرهيبة التي وقعت في رفح ستؤدي إلى تصاعد
الضغط الدولي من أجل وقف الحرب حتى بدون اشتراط ذلك مع صفقة لتحرير الأسرى لدى
المقاومة.
وقال عاموس هرئيل إن الولايات المتحدة "غير
راضية عن عملية الجيش الإسرائيلي في رفح، لكن منذ اللحظة التي نجحت فيها إسرائيل بإخلاء
مليون غزي من المدينة بالتهديد، فإنه لم يعد هناك فيتو أمريكي لدخولها". مضيفا
أن هذا "لم يمنع تعقيدا آخر. فخلال يوم قتل عشرات المدنيين الفلسطينيين في قصف
إسرائيلي، وقتل جندي مصري أثناء تبادل إطلاق النار بين قوة للجيش الإسرائيلي والجيش
المصري في منطقة رفح".
واستدرك هرئيل قائلا: "كما كان متوقعا من البداية، فإن الإخلاء القسري
لعدد كبير من المدنيين في المدينة لم يحل المشكلة بشكل كامل. رفح بقيت مكتظة، بحسب التقديرات
ما زال يوجد فيها تقريبا 350 ألف شخص"، زاعما أن "حماس تستمر في العمل بين
المدنيين حيث تستخدمهم كدروع بشرية".
وأكد هرئيل أن "إسرائيل تعرضت على
الفور للكثير من الإدانات (عقب
مجزرة رفح) من دول كثيرة بسبب قتل المدنيين. والسؤال
الآن هو هل الحادثة التي كانت بعد يومين على صدور القرار في لاهاي، ستزيد الضغط من
أجل وقف الحرب، حتى بدون صفقة لتحرير المخطوفين.
وأوضح هرئيل أن الصعوبة الأساسية في العملية
في رفح، لا تكمن في الجبهة الداخلية، بل في العبء المتراكم على القوات المقاتلة؛ فالقوات
النظامية تتحمل بشكل مستمر عبء القتال، والآن مرة أخرى في وحدات الاحتياط. مضيفا
أن "السلوك غير المنظم للجيش الإسرائيلي أدى إلى إصدار عشرات آلاف الاستدعاءات
لجنود الاحتياط للفترة القريبة القادمة، على الأغلب خلافا للخطط السابقة، فقد أصبح
واضحا للجميع بأن الأمر يتعلق بحرب استنزاف بعيدة المدى بدون حسم قريب يلوح في الأفق".
وتطرق هرئيل إلى الخلافات الداخلية
في ما يتعلق بخدمة اليهود المتدينين في الجيش ومحاولات نتنياهو العثور على حل التفافي
لهذه الأزمة. وقال إن الوزير غانتس "يقوم بإعداد انسحاب حزبه من الائتلاف في
8 حزيران/ يونيو القادم. وحتى ذلك الحين فإن الحرب تستمر في المراوحة في المكان في
القطاع، والسكان في منطقة الحدود الشمالية يتعرضون كل يوم لإطلاق نار شديد من حزب الله
في لبنان".