بعد مرور أكثر من مائتي يوم على عملية "طوفان الأقصى" التي شنّتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف
غزة، ورغم ما نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي من حرب هوجاء ضد الشعب الفلسطيني في غزة، لكن أغلبية مستوطني الغلاف ما زالوا يشعرون بأن "الكيبوتسات" التي أجبروا على تركها لا يشعرون بالأمان للعودة إليها الآن.
ويشير المستوطنون إلى خلل أمني يمنعهم من العودة إلى المنطقة، بما في ذلك عدم الثّقة في القيادة السياسية والعسكرية للاحتلال، وذلك وفق استطلاع جديد، تنشر نتائجه هنا للمرة الأولى.
أفنير هوفشتاين، وهو مراسل موقع "
زمن إسرائيل" كشف أن "ثلثي مستوطني غلاف غزة لا يشعرون بالأمان للعودة للعيش في تلك المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد أن اضطروا للتخلي عنها عقب عملية السابع من أكتوبر، رغم أن معظمهم يرغبون في العودة لمنازلهم ذات يوم بعد تسوية قضايا الأمن والتعليم وغيرها".
وذلك بحسب استطلاع أجرته "حركة
المجتمع المدني من أجل تجديد الغلاف"، وصدرت نتائجه الكاملة قبل يومين، وتم إجراؤه في بداية شهر آذار/ مارس بين أكثر من خمسمائة مستوطن تمّت مقابلتهم من خلال استطلاع عبر الانترنت والرسائل النصية.
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الاستطلاع شمل أسئلة حسّاسة حول فترة الإخلاء والعودة والحماية والأمن والتوقعات من القيادة المحلية والسياسية والاحتياجات في مجالات الحياة الأخرى وجهود المجالس الإقليمية، وعدم توفر الظروف الملائمة، وعدم نضجها بعد، وغياب ضمانات أمنية كافية، مما يجعلهم من جديد مثل "البط في المرمى"، ولذلك جاءت الإجابات في عمومها بأن المستوطنين لا يشعرون بأي أمان للبقاء في منازلهم، بسبب انعدام الأمن، وهذا هو العنصر المهيمن، بجانب غياب الثقة التي يبديها المستوطنون تجاه احتمالات العودة للعيش في الكيبوتسات التي تركوها في أعقاب عملية أكتوبر".
وأوضحت غالبية المستوطنين أنهم "يفتقرون إلى المعلومات في مجال البقاء في منازلهم، بجانب نقص المعلومات في مجال التعليم، والأخطر من ذلك أنهم لا يرون تحقيق إنجازات واضحة في الحرب على غزة، بل إن الشعور العام بالركود الذي أحاط بدولة الاحتلال في الأسابيع الأخيرة في مواجهة التحديات الأمنية هو الطاغي على مشاعرهم، الأمر الذي يدفعهم للحديث عن عدم وضوح الخطط المستقبلية لعودتهم، مما دفع أغلبيتهم للمطالبة بإنشاء حاجز أمني في قطاع غزة بزعم أنه ضرورة أمنية".
وأوضح الاستطلاع نفسه، أن "غالبية المستوطنين يشتكون من غياب الشفافية أمام المؤسسة الرسمية في الدولة: السياسية والعسكرية على حد سواء، وإن كان رئيس الحكومة وكبار الوزراء يحتلون المواقع المتقدمة في هذا الاتهام، رغم أنهم توقعوا الحصول على معلومات من الدولة فيما يتعلق بمستقبلهم، لكن ذلك لم يحصل بعد هذه الشهور السبعة على اندلاع الحرب".
وتظهر البيانات أن "هناك انخفاضا بأكثر من الثلث في الرّضا عن مستوى خدمات الصحّة الجسدية والعقلية في المجالس الإقليمية للمستوطنات المحيطة بقطاع غزة النقب، خاصة أشكول وسديروت، فيما أشارت غالبية المستوطنين إلى تغييرات معظمها للأسوأ في الأمن الوظيفي لسكان المناطق المحيطة، لا سيما وأن نسبة منهم توقفت عن العمل منذ السابع من أكتوبر".