تحل اليوم الذكرى السنوية الرابعة والخمسين لإطلاق النار في جامعة كينت الحكومية، عندما أرسلت قوات الحرس الوطني بولاية أوهايو، لقمع احتجاجات بالحرم الجامعي على حرب
فيتنام٬ والتي قتل على إثرها 4 طلاب، وأطلقت العنان لموجة من الاضطرابات في أنحاء البلاد.
وتأتي هذه الذكرى لتفتح باب المقارنات بين ما حدث سابقا من احتجاجات حرب فيتنام٬ وبين ما يحدث داخل الجامعات الأمريكية الان من احتجاجات واعتصامات ضد الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي على ما يقوم به من إبادة جماعية.
عدد القتلى
وكانت حرب فيتنام قد أكملت عامها الخامس في عام 1970، حيث أعلن الرئيس الأمريكي الجمهوري آنذاك ريتشارد نيكسون٬ توسيع نطاق الحرب لتشمل كمبوديا. وفي نهاية عام 1970، كان قد تم تجنيد ما يقرب من 1.8 مليون شاب أكريكي، ولقي ما يقرب من 30 ألفا حتفهم.
أما في
غزة فلا تقاتل أي قوات أمريكية في العدوان على غزة، لكن بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي٬ أرسلت الولايات المتحدة سفنا حربية وحاملات طائرات قرب الأراضي المحتلة٬ للقيام بمساعدة
الاحتلال، فضلا عن مئات الأطنان من الذخائر والقنابل التي تسببت بمجازر بحق الفلسطينيين.
هذا بخلاف الدعم العسكري الذي لم يتوقف٬ والذي يضمن بحسب الإدارة الأمريكية التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي في الشرق الأوسط.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة فيوجد أكثر من ١٠٠ ألف بين شهيد وجريح منذ بداية العدوان الإسرائيلي٬ والذي وصف بالإبادة الجماعية.
وقد نظم الطلاب في العشرات من الجامعات على مستوى الولايات المتحدة مظاهرات أو اعتصامات للتعبير عن معارضتهم للإبادة الجماعية في غزة، مطالبين المؤسسات بالتوقف عن التعامل مع شركات الاحتلال التي تدعم الحرب. واعتقلت الشرطة ما يزيد على ألفين من المحتجين.
مواقف الجمهور
تراجع التأييد للعدوان على غزة، داخل المجتمع الأمريكي من 50 بالمئة في استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة غالوب إلى 36 بالمئة ويأتي هذا التغيير في المواقف نتيجة لتزايد أعداد الضحايا في غزة.
ويواجه بايدن، الذي وافق الشهر الماضي على لتقديم مساعدات إضافية بقيمة 14 مليار دولار للاحتلال، انتقادات واسعة لسياسته، إذ صوت مئات الآلاف من الناخبين بوضع العلامة أمام اختيار "غير ملتزم" في بطاقة اقتراع الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي مؤخرا.
وقد أشار السناتور الديمقراطي بيرني ساندرز إلى قرار الرئيس الأمريكي الأسبق ليندون جونسون عدم الترشح في انتخابات عام 1968 وسط الغضب المتزايد من حرب فيتنام.
وقال ساندرز إنه يشعر بقلق بالغ من أن الرئيس بايدن يضع نفسه في موقف لا يكون فيه بمعزل فقط عن الشباب، بل عن الكثيرين في القاعدة الديمقراطية.
حجم الاحتجاجات
وبحسب الأستاذ في جامعة برينستون٬ كيفن كروس٬ فإن حجم الاحتجاجات وحدتها ازدادا بحلول عام 1970، إذ اجتذبت بعض المظاهرات عشرات، بل ومئات الآلاف من المشاركين.
وأضاف في الليلة السابقة لإطلاق النار على الطلاب، أحرقوا مبنى فيلق تدريب ضباط الاحتياط. ولم يكن هؤلاء مجرد مجموعة من الطلاب يجلسون في خيام على العشب٬ في إشارة إلى طلاب الجامعات الأمريكية الذين يتظاهرون الان ضد الاحتلال.
وقال كروس إن الاحتجاج في كولومبيا كان من الممكن أن يتلاشى إذا اختار المسؤولون تجاوزه بهدوء حتى يحل الصيف٬ من دون استخدام العنف ضد الطلاب.
وفي احتجاجات عام 1970، كان هناك نحو 7.2 مليون طالب مسجلين في الجامعات الأمريكية، شكلت الطالبات 41 بالمئة منهم بينما كان الطلبة السود ٧ بالمئة.