اتهمت صحيفة "
جيروزاليم بوست" الإسرائيلية،
قطر بالتسبب في زيادة حالات العداء للسامية، مشيرًة إلى أن قطر ممول أساسي للجامعات الأمريكية وأن هذا التمويل أثر في المواقف والأنشطة المناهضة للديمقراطية.
وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن موجة غير مسبوقة من معاداة السامية تتصاعد في الولايات المتحدة، بما في ذلك الاحتجاجات العنيفة، وإقامة الخيام، ومضايقة الطلاب اليهود والإسرائيليين، والرسائل العدوانية المناهضة لإسرائيل واليهود.
ومن رصد نشاط قطر الذي وصفته الصحيفة بـ"السري" في الولايات المتحدة وتدفقها المالي الهائل، رأت الصحيفة أنه استمرار طبيعي لترويج أجندات متطرفة تحت ستار دعم العلم والطلاب، على حد تعبيرها.
وبحسب الدكتور تشارلز آشر سمول، الرئيس التنفيذي لمعهد دراسة معاداة السامية العالمية، ونائب رئيس المنظمة ديفيد هاريس، فإن قطر كان لها أهداف أيديولوجية، في المقام الأول لتعزيز أيديولوجية الإخوان المسلمين.
ووفقًا لما ذكره سمول وهاريس، فإن قطر استغلت مواردها الهائلة بحكمة لتعزيز صورتها، مثل استضافة كأس العالم لكرة القدم، والاستحواذ على فرق رياضية شهيرة في الغرب، وإنشاء شركة طيران عالمية، وبث قناة الجزيرة، والاندماج في التعليم العالي، استأجرت جيشا من جماعات الضغط والمحامين وخبراء العلاقات العامة من الدرجة الأولى في واشنطن والعواصم الأخرى للترويج للعلامة التجارية القطرية، واختراق دوائر صنع القرار، وترهيب أي شخص قد يشكك في دوافعها الخفية.
وأوضحت الصحيفة أنه في أواخر سنة 2022، تم القبض على قطر متلبسة بمحاولة رشوة العديد من البرلمانيين الأوروبيين، بما في ذلك نائب الرئيس، وفي وقت سابق من هذا العام، اتُهم السيناتور بوب مينينديز من نيوجيرسي بقبول رشاوى من قطر.
وفي الأشهر الأخيرة، نشر معهد دراسة معاداة السامية سلسلة من الدراسات والنتائج المتعلقة بالتمويل القطري في الجامعات الأمريكية، وسلطوا الضوء على استخدامه للتأثير على الأجندة من خلال مئات المشاريع البحثية المشتركة، وجمع البيانات الشخصية على نطاق واسع عن الطلاب، والجامعات الهامة التي تدير فروعًا لها في الدوحة، وغير ذلك الكثير.
وكشف البحث الرئيسي، الذي نُشر في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، عن أن قطر هي ممول رئيسي لجامعات أمريكية.
تمويل قطر للجامعات
وأفادت الصحيفة بأن التقرير كشف أن مؤسسة صندوق الثروة السيادي القطري حولت أموالًا إلى مؤسسات ومنظمات مختلفة في الولايات المتحدة وأوروبا، بما في ذلك الجامعات الكبرى، بقيمة إجمالية تتراوح بين 500 مليار دولار وتريليون دولار أمريكي.
وقد تم نشر البحث الحالي بعد دراسات سابقة أجراها المعهد، ووجدت أن قطر كانت أكبر مانح أجنبي للجامعات الأمريكية وأن الأموال التي حولتها دول أجنبية مثل قطر أثرت بشكل مباشر على صعود المواقف والأنشطة المعادية للسامية، وقد ركزت قطر تبرعاتها على عدد محدود من الجامعات الأمريكية الرائدة لزيادة نفوذها.
وأضافت الصحيفة أن أساليب تحويل الأموال غير الخاضعة للرقابة شملت التعاون بين الجامعات الأمريكية والشركات الأجنبية من خلال مشاريع مشتركة؛ حيث كانت شركة الطاقة الإسبانية "إيبردرولا" وفرعها الأمريكي "أفانغريد" مثلا إحدى أدوات تحويل الأموال من قطر إلى مشاريع مشتركة مع الجامعات الأمريكية.
وكانت الطريقة الأخرى من خلال المؤتمرات والمبادرات الأخرى عبر الهيئات التابعة لدولة قطر، مثل منظمة وايز، التي عرفت نفسها على موقعها الإلكتروني باعتبارها "منصة ديناميكية لتعزيز الابتكار في التعليم من خلال مجموعة متنوعة من المبادرات في السياسات والبحوث والقيادة وبرامج التخصص".
وتابعت الصحيفة بأن الذراع الأخرى كانت تسجيل براءات الاختراع التي تم إنشاؤها في الجامعات الأمريكية من خلال برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي في قطر، والذي أنشئ سنة 1995. وقام هذا البرنامج بتمويل المشاريع والأبحاث، ما أدى إلى تسجيل براءات الاختراع في مختلف الجامعات.
واختتمت الصحيفة التقرير بالقول إن دراسة متابعة نشرت قبل أسابيع أن قطر حولت مباشرة 1.95 مليار دولار إلى جامعة كورنيل بين سنتي 2001 و2023، ما يجعل قطر أكبر مانح أجنبي مباشر للجامعة، أي أكثر 30 مرة من ثاني أكبر دولة، هونغ كونغ، التي تبرعت بمبلغ 69 مليون دولار فقط، وتضمن التقرير أيضًا نتائج مفادها أن قطر تبرعت بمبلغ إضافي قدره 7.9 مليار دولار لمستشفى السدرة في الدوحة، الذي تديره جزئيًا جامعة كورنيل ويعتبر عنصرًا حيويًا في كلية طب وايل كورنيل بقطر.
نفي قطري
من جانبها، نفت قطر أي دور لها في دعم الحراك الطلابي الأمريكي، المناهض للحرب على
غزة، بعد تقارير إعلامية ربطت بين الدوحة والاحتجاجات.
وقال السفير القطري لدى الولايات المتحدة، الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، إنه لا صحة للتقارير التي تزعم وجود صلة بين قطر وانتفاضة طلاب الجامعات.
وتابع آل ثاني: "قطر لا تمارس أي تأثير على الجامعات، ولا صلة لنا على الإطلاق بما يقع في حرمها".
في وقت سابق من الشهر الماضي، علقت قطر على مشروع قانون قدمه نائب أمريكي للكونغرس لإنهاء وضع قطر كحليف رئيسي لأمريكا من خارج حلف شمال الأطلسي.
وكان السيناتور تيد باد قدم مشروع القانون بزعم أن قطر لا تمارس ضغطا كافيا على "حماس" لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
من جهتها وصفت السفارة القطرية في واشنطن مشروع القانون بأنه "مخيب للآمال".
وقالت في بيان نشرته في صفحتها على منصة "إكس" إنه "من المخيب جدا للأمل رؤية السيناتور تيد باد يقدم مشروع قرار يهدد فيه تصنيف قطر في 2022 كحليف رئيسي لأمريكا من خارج حلف شمال الأطلسي والسبب لأن ’حماس’ و’إسرائيل’ لم تتوصلا إلى اتفاق إطلاق سراح الرهائن".