ألقت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها، الضوء على الصراع والتباين بين مواقف الطلاب
اليهود داخل
الجامعات الأمريكية٬ فمن المدافع عن الصهيونية٬ إلى المنادي بإزالة
الاحتلال الإسرائيلي٬ إلى المطالب بحل الدولتين.
وقالت إحدى الحاخامات في الولايات المتحدة٬ حول حديثها مع الطلاب اليهود على ما يحدث في الجامعات الأمريكية: "إن الكثير من الطلاب الذين تحدثت معهم في الأشهر القليلة الماضية كانوا ممزقين ومرتبكين حقا، لكنهم لا يشعرون أن بإمكانهم طرح أسئلتهم". تشتت عبرت عنه صحيفة واشنطن بوست في تقريرها٬ الذي تناول الصراع الداخلي لدى الطلاب اليهود في أمريكا.
ويظهر التقرير تباينًا في وجهات نظر طلاب الجامعات الأمريكية من اليهود فيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على قطاع
غزة، حيث يشعر البعض بالخوف والألم، وينضم آخرون للتظاهرات الرافضة للحرب على غزة، بينما يقف آخرون بين الفريقين.
نشعر بالخوف
فبحسب رئيسة جماعة حاباد اليهودية الأرثوذكسية في الحرم الجامعي "لأليتزا هوخهاوزر"٬ فإن رؤية خيام المحتجين في جامعة كولومبيا تمتد إلى جامعة بيتسبرغ في الأيام الأخيرة يعد أمرا مرعبا.
وقالت هوخهاوزر إنها رأت لافتة في المخيم تطالب المعتصمين بعدم التحدث مع الصهاينة. كما وجدت لوحة كتب عليها "نحب بعضنا البعض"، وهو ما وجدته متناقضا٬ بحسب رأيها.
وأضافت "أن هناك يفترضون أن الطلاب اليهود يريدون موت مجموعة معينة من الأشخاص، وهذا غير صحيح على الإطلاق٬ فما يريده الجميع هو السلام"٬ بحسب زعمها.
وأكدت أن "الجميع خائفون قليلا بشأن ما سيؤول إليه الأمر".
وبحسب الصحيفة فإن "هيليل إنترناشيونال"، وهي شبكة رئيسية من الجماعات اليهودية في الحرم الجامعي، قالت إن أعضاءها سجلوا أكثر من 1350 حادثة تعتبر معادية للسامية، بما في ذلك منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وأعمال التخريب والاعتداءات والمضايقات منذ هجوم 7 أكتوبر.
نضالنا واحد
ولكن الطالب اليهودي "عزرا ليفينسون" له رأي آخر٬ فهو أحد المنضمين لمنظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام"، التي ترفض فكرة الدولة القومية اليهودية التي يتمتع فيها اليهود بحقوق أكثر من غيرهم، ودولة إسرائيل الحالية. وقد نظمت المجموعة عدة احتجاجات في الحرم الجامعي في الأشهر الأخيرة.
وقال ليفينسون: "المهم الآن هو اتخاذ خطوات لازمة لوقف الخسائر في الأرواح٬ ومعالجة حقيقة أن إسرائيل تقتل الفلسطينيين وتجبرهم على ترك منازلهم على نطاق واسع٬ ويُرتكب هذا باسمنا كيهود".
وبحسب استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث في شباط/فبراير حول الحرب الإسرائيلية على غرة، فإن الأمريكيين واليهود الأمريكيين الأصغر سنا، أكثر رفضا بشأن دعم الاحتلال من نظرائهم الأكبر سنا.
فوفقا للاستطلاع فإن 26 ٪ من اليهود الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما، قالوا إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يفضل الإسرائيليين أكثر من اللازم.
نتعايش معا
وبحسب الطالبة في جامعة ميشيغان لورين هاينز، فإنها تعارض حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وتقول رئيسة الفرع الطلابي لمجموعة مناصرة الليبرالية، إنها تدعم حل الدولتين حيث يعيش الفلسطينيون في سلام إلى جانب الإسرائيليين.
كما تشعر بالرعب من عدد الفلسطينيين الذين قتلوا بالقنابل الإسرائيلية، ومع ذلك، فهي لا تعارض وجود دولة إسرائيل وتشعر بقلق بالغ إزاء أعمال التخريب في الحرم الجامعي والتعليقات البغيضة، بما في ذلك دعوة زعيم الطلاب بالموت لكل من يدعم الدولة الصهيونية.
ورأت أن تمسكها بوجهة نظرها، التي تتسم بالفروق الدقيقة، بات أمرا صعبا٬ ومضيفة أن الأشهر الستة الماضية كانت جحيما.