نشر موقع "
بلومبيرغ" تقريرًا بين فيه أن معظم النتائج التي حققها الرئيس جو
بايدن في استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات الحاسمة الرئيسية تبخرت؛ حيث أضر تيار عميق من التشاؤم بشأن مسار الاقتصاد الأمريكي بمكانته بين الناخبين.
وأفاد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أن استطلاع بلومبيرغ نيوز/ مورنينغ كونسلت أظهر في نيسان/ أبريل أن بايدن يتقدم في واحدة فقط من الولايات السبع التي من المرجح أن تحدد نتيجة مواجهته مع دونالد
ترامب؛ حيث يتقدم في ميشيغان بنقطتين مئويتين.
ويتخلف بايدن قليلاً عن مرشح الحزب الجمهوري المفترض في بنسلفانيا وويسكونسن، كما أن تراجعه في جورجيا وأريزونا ونيفادا ونورث كارولينا أكبر.
وقال الموقع إن هذه النتائج تمثل إلى حد كبير عودة إلى الحالة السابقة للسباق الرئاسي، قبل أن يبدو أن خطاب حالة الاتحاد القوي قد دفع بايدن في آذار/ مارس إلى أفضل أداء له في الاستطلاع الشهري منذ بدايته في تشرين الأول/ أكتوبر.
وأضاف الموقع أن هذا التراجع يأتي في الوقت الذي قدم فيه المشاركون في الاستطلاع وجهة نظر قاتمة على المدى القريب للاقتصاد، وهي القضية التي تم تسجيلها باستمرار على أنها مصدر قلقهم الأول في صناديق الاقتراع.
ويعتقد أغلبية الناخبين في الولايات المتأرجحة أن الظروف الاقتصادية ستتدهور في الأشهر المقبلة؛ حيث قال أقل من واحد من كل خمسة إنهم يتوقعون انخفاض التضخم وتكاليف الاقتراض بحلول نهاية السنة. وعلى الرغم من مرونة سوق العمل، قال 23 بالمائة فقط من المشاركين إن معدل التوظيف سيتحسن خلال نفس الفترة الزمنية.
وبالنسبة للناخبين الذين لم يحسموا أمرهم – وهم مجموعة مهمة لجهود بايدن لسد الفجوة مع ترامب – كانت نسبة الذين يتوقعون تحسنًا في تلك العوامل الاقتصادية في خانة الآحاد.
ونقل الموقع عن مات مونداي، المدير الأول لشركة "مورنينغ كونسلت"، قوله: "لقد تلاشى بعض بريق خطاب حالة الاتحاد. فالناس يربطون بالفعل اقتصاد بايدن وتصورهم للاقتصاد بمعدل التضخم".
وأشار الموقع إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين في الاستطلاع قالوا إن الرئيس مسؤول عن الأداء الحالي للاقتصاد الأمريكي، وقال ما يقرب من نصفهم إنه "مسؤول للغاية".
وذكر الموقع أن هامش الخطأ في الاستطلاع يبلغ نقطة مئوية واحدة في الولايات السبع وأُجري في الفترة من 8 إلى 15 نيسان/ أبريل. أثناء وجوده في الميدان، عزز تقرير آخر عن التضخم أعلى من المتوقع حالة مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتأجيل تخفيضات أسعار الفائدة، مما يشير إلى أن الناخبين لن يشهدوا تراجعًا في تكاليف الاقتراض في أي وقت قريب.
وأوضح الموقع أن بايدن سعى إلى تذكير الناخبين بالتعافي الاقتصادي للبلاد منذ ذروة الوباء مع الاعتراف بأنه "لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به". ويروج البيت الأبيض بشكل روتيني لمكاسب الوظائف والاستثمارات الصناعية وأن زيادات الأسعار قد تباطأت من ذروتها في سنة 2022.
قضية الإجهاض
ولفت الموقع إلى أن حملة بايدن تعتمد، في الوقت الحالي على القضايا الاجتماعية، وخاصة الإجهاض، للمساعدة في تنشيط الديمقراطيين.
واستعرض الموقع نتائج تظهر للمرة الأولى في استطلاع التتبع؛ حيث قال أكثر من نصف الناخبين في الولايات المتأرجحة إن الإجهاض مهم للغاية بالنسبة لأصواتهم. وتزايدت حصص الديمقراطيين والمستقلين الذين وصفوا القضية بهذه الطريقة منذ آذار/ مارس، في حين ظلت نسبة الناخبين الجمهوريين الذين يقولون ذلك ثابتة، وهي علامة على أن القضية تمثل أولوية متزايدة بالنسبة للناخبين الذين من المرجح أن يتوافقوا مع آراء بايدن بشأنها.
وتابع الموقع أنه في التاسع من نيسان/ إبريل، وهو اليوم الثاني من الاقتراع، أيد قرار المحكمة العليا في ولاية أريزونا قانونًا مقيدًا للإجهاض يعود إلى سنة 1864. وفي تلك الولاية، أصبح الإجهاض الآن القضية الأكثر أهمية بالنسبة لثلاث من كل عشر نساء ديمقراطيات، وهو ما يفوق الاقتصاد.
ونقل الموقع رأي الناخبين المستقلين في أريزونا بأنهم يثقون في بايدن أكثر من ترامب بشأن هذه القضية بنسبة 12 نقطة مئوية. ومن بين نساء الضواحي في الولاية، تبلغ هذه الميزة 25 نقطة.
وأوضح الموقع أن ترامب حاول تخفيف موقفه بشأن الإجهاض، قائلًا إن قرار المحكمة العليا الذي أبطل قضية رو ضد وايد - الذي أصبح ممكنًا بفضل ثلاثة قضاة عينهم - يعني أن قرار كل ولاية "يجب أن يكون قانون البلاد". ثم قال إن قرار المحكمة العليا في أريزونا ذهب إلى أبعد من ذلك.
وردًا على أسئلة مفتوحة حول ما سمعوه عن ترامب في الأسبوع الماضي، أشار المئات من المشاركين إلى هذه القضية. قال الكثيرون إنه كان مراوغًا أو متقلبًا.
خيبة أمل الناخبين
وبين الموقع أن متوسط استطلاعات الرأي الوطنية لـ "ريل كلير بوليتكس" أظهرت أن ترامب وبايدن يتعادلان فعليًا في التصويت الشعبي، لكن في سبع ولايات تشهد منافسة في استطلاع بلومبيرغ نيوز/مورنينغ كونسلت، يتقدم ترامب بست نقاط في المواجهة المباشرة مع بايدن.
وأفاد الموقع أن الهامش بين مرشحي الأحزاب الرئيسية يكون مماثلًا عندما يتم تضمين المتنافسين من الأطراف الثالثة أو المستقلين. وكان المرشح الأكثر تهديدًا بين هؤلاء المنافسين، الديمقراطي السابق روبرت ف. كينيدي جونيور، يحصل باستمرار على نسبة عالية من الأصوات في استطلاعات الرأي، مدعومًا بشهرة واسعة النطاق بسبب عائلته الديمقراطية الشهيرة. وحصل كينيدي على مكان في اقتراع ميشيغان الأسبوع الماضي تحت راية حزب القانون الطبيعي.
وأشار الموقع إلى أن استطلاع بلومبيرغ نيوز/ مورنينغ كونسلت للناخبين المسجلين يأخذ في الاعتبار مدى احتمالية تصويت المشاركين في
الانتخابات التي لا يزال أمامها أكثر من ستة أشهر. وشهدت انتخابات سنة 2020 أعلى نسبة مشاركة للناخبين المؤهلين منذ أكثر من قرن، لكن خيبة أمل الناخبين بشأن مباراة العودة بين بايدن وترامب - مع حصول كلا المرشحين على تقييمات سلبية عالية - تجعل المشاركة هذه المرة غير مؤكدة.
وأوضح الموقع أن عجز بايدن البالغ ست نقاط في الولايات المتأرجحة يعد أوسع حتى من عجز المرشحين الديمقراطيين للكونغرس، الذين يتخلفون عن الجمهوريين بنقطتين. ويشير هذا إلى أن عددًا أكبر من الناخبين لديهم وجهة نظر سيئة تجاه بايدن مقارنة بحزبه بشكل عام.
واختتم الموقع تقريره قائلًا إن هؤلاء المقسمين – الناخبون الذين يقولون إنهم سيصوتون لترامب لمنصب الرئيس ولكنهم سيصوتون لصالح ديمقراطي للكونغرس – أكثر تشاؤمًا بشأن الاقتصاد من أولئك الذين قسموا ناخبيهم في الاتجاه الآخر، بايدن لمنصب الرئيس والجمهوري للكونغرس.