حرب الإبادة الإسرائيلية ضد شعبنا
الفلسطيني
في قطاع
غزة تتواصل فصولها للشهر السابع على التوالي، وسط مواقف دولية رافضة
ومنددة بالجرائم التي يرتكبها
الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وتحركات في البعد
الدولي القانوني لمحاسبة الاحتلال عن هذه الجرائم.
حرب الإبادة هذه خلقت أزمة إنسانية متفاقمة
داخل القطاع المنهك أساسا بحصار إسرائيلي متواصل لأكثر من 17 عاما، هي أزمة
إنسانية ونكبة غير مسبوقة في تاريخ القضية الفلسطينية والتي تزيد معاناتها عما
عاشه الشعب الفلسطيني في نكبة 48.
وفي خضم هذا الوضع الإنساني المتفاقم في
قطاع غزة مع استمرار العدوان وحرب الإبادة التي استهدفت البشر والحجر وجميع أشكال
الحياة في قطاع غزة، تكمن الأهمية في المبادرات والحملات الإنسانية التي أطلقت في
إطار تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتقديم مختلف أشكال الدعم الإنساني
والإغاثي والصحي والنفسي لأبناء قطاع غزة.
هذه الحملات الإنسانية بمختلف أشكالها وتنوع
القائمين عليها من مختلف دول العالم، هي واحدة من أدوات إفشال المخططات
الإسرائيلية في تنفيذ سياسة التهجير القسري للشعب الفلسطيني عن قطاع غزة، بالتالي
نتحدث عن واحدة من أدوات تعزيز صمود الشعب الفلسطيني داخل أرضه ومواجهة التهجير
القسري الإسرائيلي، من خلال توفير مقومات الصمود المتمثلة بتقديم الدعم المالي
والطبي والغذائي وتوفير الاحتياجات الأساسية التي تعزز من حالة الصمود للشعب
الفلسطيني في القطاع المنكوب.
في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج أطلقنا
حملة المؤاخاة بين العائلات الفلسطينية والعربية والإسلامية وأحرار العالم في
الخارج مع العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، كنوع من المبادرات الإنسانية لتعزيز
العلاقة بين العائلات في خارج فلسطين وعائلات قطاع غزة والوقوف إلى جانبهم
ومساعدتهم، وكجزء من المسؤولية الوطنية والدينية والإنسانية تجاه أهالي قطاع غزة.
هذه الحملة تعكس أن الشعب الفلسطيني في
الخارج هو جزء من هذه المواجهة المصيرية التي يخوضها الشعب الفلسطيني في داخل قطاع
غزة، من خلال الدعم والإسناد الإنساني وتعزيز صمود أهلنا في القطاع في وجه الإجرام
الإسرائيلي.
كذلك فإن الشعب الفلسطيني في الخارج يؤكد أن
معركة طوفان الأقصى هي معركة الشعب الفلسطيني وهي معركة تحرر وطني من الاحتلال
ودفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة للاجئين
الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948.
لذلك تأتي حملة المؤاخاة والمبادرات التي
أطلقها الفلسطينيون في الخارج لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في إطار الشراكة
الحقيقية في التصدي للعدوان الإسرائيلي ضد شعبنا في قطاع غزة، وتعبير حقيقي عن
وحدة المصير للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.
كما أن التنوع الحاصل بين هذه المبادرات
الإنسانية من حيث الشكل والمضمون وألية التنفيذ تعكس مكانة قضية قطاع غزة لدى
الفلسطينيين في الخارج، وأن الشعب الفلسطيني في الخارج بمؤسساته وشخصياته الوطنية
تتحمل المسؤولية الوطنية في مواجهة العدوان الإسرائيلي من بوابة دعم أهالي القطاع
وتعزيز صمودهم.
إن الشعب الفلسطيني في الخارج يؤكد أن معركة طوفان الأقصى هي معركة الشعب الفلسطيني وهي معركة تحرر وطني من الاحتلال ودفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948.
كذلك فإن العمل الإنساني ومساندة الشعب
الفلسطيني في قطاع غزة يندرج في إطار قطع الطريق على المشروع الإسرائيلي في إحداث
خرق بين الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبين مقاومته الباسلة، من خلال سياسة القتل
والتجويع والتدمير الإسرائيلية المتعمدة في القطاع والتي يهدف منها الاحتلال إلى
استهداف الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وإحداث شرخ بين أهالي
قطاع غزة وبين المقاومة، لكن هذه السياسية الإسرائيلية رغم المجازر بحق أهالي
القطاع لم تنجح في إحداث هذه الشرخ.
لذلك فإن من الأهمية أن تتواصل حملات الدعم
والمساندة لأهالي القطاع غزة في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية وتعزيز صمود شعبنا في
القطاع، لأن ذلك يرفع جزء كبير من العوائق عن ظهر المقاومة الفلسطينية التي تتصدى
للعدوان وتدافع عن الشعب الفلسطيني، بمعنى حماية ظهر المقاومة الفلسطينية وتعزيز
حضورها الميداني في مواجهة العدوان وحماية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
بالإضافة إلى أهمية دور الفلسطينيين في
الخارج كمؤسسات ومبادرات وتجمعات وأفراد ما بعد العدوان في إطار إعادة الإعمار في
قطاع غزة وتضميد جراح أبناء القطاع والمساهمة الفاعلة في إعادة الحياة إلى القطاع
المنكوب من خلال حملات إنسانية مشابهة لما تنفذ الآن، وتعزيز حضور المؤسسات
النقابية الفلسطينية في الخارج في هذا الإطار ولا سيما الأطباء والمهندسين وغيرهم
من القطاعات النقابية، والتأكيد على أهمية زيارات الوفود النقابية الفلسطينية
والإسلامية والعربية والدولية التي تمت إلى غزة وخاصة الطبية التي ساهمت في تضميد
جراح سكان قطاع غزة، ولذلك من الأهمية أن تتواصل هذه الزيارات الإنسانية في المجال
الطبي وغيرها من المجالات التي فيها حاجة ماسة لدى سكان القطاع.
كما أن الجهود المبذولة في ذات السياق
الإنساني ودعم سكان قطاع غزة من المبادرات والحملات الإسلامية والعربية والدولية
والتي تقوم بها مؤسسات وهيئات تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، هي جهود مقدرة
ومشكورة وتعبر عن مركزية القضية الفلسطينية لدى الأمة الإسلامية والعربية وأحرار
العالم.
ومن الأهمية أيضا أن تستمر المؤسسات الدولية
الكبرى بأداء مهمتها وخاصة وكالة الأونروا بأن تواصل تقديم خدماتها للاجئين
الفلسطينيين في قطاع غزة، وهنا يجب أن تحرص الدول المانحة على تقديم الدعم المالي
للأونروا بعيدا عن التجاذبات من الأطراف المختلفة وخاصة محاولات الاحتلال انهاء
الوكالة.
*نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي
لفلسطينيي الخارج