نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقال رأي للكاتب ديفيد فرينتش، حمل عنوان "إسرائيل ترتكب نفس الخطأ الذي ارتكبته أمريكا في العراق".
وقال الكاتب، "إنه وبعد مرور ستة أشهر على الحرب في
غزة، بدأ ينتابه شعور مزعج مفاده أن إسرائيل تواجه العديد من التحديات التي مرت بها
الولايات المتحدة في العراق، وترتكب نفس الأخطاء في غزة".
ويعلق فرينتش على جملة وردت في مقال نشرته الصحيفة الأسبوع الماضي، جاء فيها أن "اقتحام الجيش الإسرائيلي لمستشفى الشفاء مرة أخرى ما هو إلا محاولة الجيش لاقتلاع ما يقول إنه تمرد متجدد من قبل الجماعات الفلسطينية في شمال غزة".
ويرى الكاتب أن "التمرد المتجدد يعني أن إسرائيل تفعل بالضبط ما فعلته الولايات المتحدة في حرب العراق، عندما قاتلت مرة أخرى على أرض يُفترض أنها استولت عليها".
وأشار الكاتب "إلى أن الحصيلة الفادحة من القتلى والمجاعة ما هما إلا نتاجٌ مباشر للحرب، ويضيف أن الجيش الإسرائيلي لن يستطيع الانتصار حتى يوفر الاحتياجات الأساسية لأهل القطاع، وهذا ما تعلمته الولايات المتحدة من حروبها في الخارج".
وأوضح الكاتب، "أن الاهتمام الدولي تركّز، حتى الآن، على سلوك إسرائيل في الحرب، حيث هيمنت مسألة ما إذا كانت إسرائيل قد التزمت في معركتها ضد حماس بقوانين الحرب وقيمها الأخلاقية".
وبحسب الكاتب، "فإن هذه المسألة يمكن الإجابة عنها عندما ينقشع غبار الحرب إلا أن مصير الحرب يمكن أن يُحسم بعد نهاية المرحلة القتالية الأولى، التي تواجه فيها إسرائيل مجموعة من الالتزامات القانونية والأخلاقية، والتزاماتها كقوة احتلال".
وبين الكاتب أن أي عمل عسكري فعال وحاسم لا يؤدي إلى خسائر فادحة ضد الأعداء فحسب، لكنه يخلق فراغا.
وأكد فرينتش "أن إخراج حماس من السلطة يشبه فكرة اجتثاث البعث في العراق، التي ستؤدي إلى دمار الخدمات المدنية، وستزيل كل الوسائل للحفاظ على النظام المدني".
ويضيف فرينتش أنه ولحين ملء الجيش الإسرائيلي الفراغ الناشئ، إما من خلال إدارته الفعالة، أو بتحالف إداري، فإن حماس لديها فرصة كي تعود مرة أخرى.
وأشار إلى أن ملء الفراغ يكون بطريقة محددة تراعي سلامة وأمن المدنيين وتوفير احتياجاتهم، وهذا ما فشلت به الولايات المتحدة في حربها في العراق.
وتابع فرينتش: "أثبتت القوات الأمريكية، كما الإسرائيلية، قدرة مثيرة وفتاكة في حروب المدن، لكنهما فشلتا في الحفاظ على المجتمع أو النظام والقانون، فالجوع والعطش في العراق لم يكونا في عناوين الأخبار مثل غزة. لقد واجهت القوات الأمريكية فوضى في العراق، كانت سبب خسارتها الحرب".
ووفقا للكاتب، "فإن نهج الرئيس الأمريكي بايدن أثمر، من ناحية تهديده إسرائيل، باتخاذ خطوات عملية، حيث ردت بفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية، وفي الوقت نفسه واصل عملية إمدادها بالسلاح الذي تحتاجه لهزيمة حماس وردع حزب الله في الشمال".
وختم الكاتب بالقول إن "الواجب الأخلاقي لتدمير" حماس كقوة عسكرية وإدارية باق، لكنه يجب ألا يتناقض مع الواجب القانوني لتوفير الحماية والمساعدات الإنسانية لأهل غزة، والفشل في عمل أي منهما يعني مواجهة إسرائيل هزيمتها الأكبر.