حذر الجنرال السابق في سلاح جو
الاحتلال إيتان بن الياهو، من اعتبار اجتياح
رفح الأولوية الفورية الأهم، داعيا للتركيز في استعادة الأسرى وفي صفقة تشمل أفقا سياسيا.
وقال بن الياهو، في مقال نشره موقع القناة 12 العبرية؛ "إن حوادث محددة وقعت في ثلاث – أربع ساحات في يوم واحد، كل حادثة منها يمكنها أن تعلّم إسرائيل شيئا، ويمكن أن تستخلص منها خلاصة استراتيجية".
وأضاف: "تحطم مسيّرة في قاعدة تابعة لسلاح البحر في إيلات، ظاهريا ليس هناك أي جديد في مثل حادثة كهذه، ومع ذلك، فإن التسلل من جهة الشرق، من العراق البعيد، يدل على إصرار الإيرانيين على مواصلة العمل من خلال أذرعهم في آن معا، في كل ساحة من الساحات التي تحيط بإسرائيل".
وتابع، "حتى الآن، كنا مشغولين بغزة، ولبنان، وسوريا، والحوثيين، لكننا الآن مشغولون بالعراق والطرق التي تعبر الأردن”.
وأوضح بن الياهو، "أن المسيّرة كانت صغيرة وبطيئة، حلّقت على علو منخفض جدا، وكانت تغيّر مسار تحليقها بصورة مستمرة، وكل هذا جعل من الصعب الكشف عنها، وغيابها عن الرادارات أفشل عملية اعتراضها، وعلى الرغم من ذلك، فإن الكشف الجزئي عنها كان يكفي لتوجيه الإنذار ومنع وقوع خسائر في الأرواح".
واعتبر، "أن مغزى الهجوم، هو بصورة أساسية المحافظة على شبكة من العمليات لوكلاء إيران ضد إسرائيل، ومن كل اتجاه".
وحول عملية مستشفى الشفاء يقول بن الياهو؛ "إن العملية جرت بصورة مفاجئة، وأدت إلى وقوع عدد قليل من الإصابات في صفوف القوات الإسرائيلية، وعلى الرغم من أن المقصود عملية عسكرية مكثفة في منطقة المستشفى، فإنها لم تؤدّ إلى تفاقُم الانتقادات الدولية ضد إسرائيل".
وأردف، "أن مستشفى الشفاء منطقة تم احتلالها واستسلمت قبل وقت طويل، واضطررنا إلى العودة إليها لتنفيذ عملية اغتيال (إرهابي) رفيع المستوى، لكن المكان كان يعجّ بالمئات، وربما الآلاف من المخربين كأننا لم نكن هناك قط. والخلاصة أنه حتى المكان الذي احتللناه مرة أو مرتين، يمكن أن يصبح وكرا للمخربين، ولا يبقى أمامنا سوى الافتراض أن هذا الأمر قد يتكرر مرة أُخرى”.
وذكر بن الياهو، "أن المكان المستهدف بدمشق قريب جدا من مبنَيين، الأول، حيث القنصلية الإيرانية، والثاني تشغله السفارة الكندية في دمشق، وهذان المبنيان القريبان لم يتضررا، وكان الهدف قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي، وهذا الهدف الإيراني ربما لا يوجد أهم منه في الساحة الشمالية باستثناء نصر الله”.
وأشار، "إلى القدرة الاستخباراتية النادرة، والدقة التقنية للقنابل والطائرات، وأداء الطيارين وقدرة سلاح الجو على قصف هدف في وسط دمشق يتمتع بمظلة دفاعية جوية كثيفة".
وزعم: "لقد جرى تنفيذ مثل هذه العمليات في الماضي، وتنفّذ في أيامنا هذه، وستنفّذ في المستقبل، عندما تقتضي الحاجة، من دون أي علاقة لها بالحرب في
غزة، إذا ما استمرت، أو توقفت”.
وبين "أن فحص هذه النقاط الثلاث يدل على طبيعة الحرب، وعلى حسنات وسيئات الجيش الإسرائيلي، بحسب مكانها والاختلافات فيما بينها، لكن الربط بينها له دلالة استراتيجية بالنسبة إلى المعركة كلها: في هذه الأيام، تستمر عرقلة الدخول إلى رفح".
وتابع: "لقد أخذت المسألة حجما مضخما، كأن العملية في رفح ستحسم مصير المعركة، إما النصر، وإما الهزيمة. في شمال القطاع، وعلى الرغم من احتلاله، فإن استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي في مستشفى الشفاء هو نموذج بارز".
ولفت "إلى أن هذا ما حدث خلال 18 عاما في لبنان، وهذا النموذج مستمر منذ عشرات الأعوام في الضفة الغربية، وهذا ما حدث في غزة، عندما كنا نسيطر عليها وأنشأنا مستوطنات هناك، وهذا ما يُتوقع حدوثه بعد الانتهاء من العملية في رفح".
ويرى الجنرال السابق "أن هناك أمرا واحدا لا يمكن إعادته إلى الوراء، هو مصير الأسرى، وأن الإصرار على عملية غير واضحة النتائج في رفح سيحدد مصيرهم".
وأكد أن رفح ليست كل شيء، ولذلك، يجب تعديل توقعاتنا، ويتعين علينا تفعيل الجزء الأساسي من الضغط السياسي والعسكري، عبر الفتحة الناشئة عن إقامة مرفأ إنساني".
وقال بن الياهو؛ "إن تطوير هذا المرفأ وتوسيعه سيجذب الأمريكيين إلى داخل القطاع، ومعهم أطراف أُخرى. وسيزداد أكبر تهديد للسنوار إذا نشأت سلطة أُخرى بديلة عن حماس في القطاع”.
وختم بن الياهو بالقول؛ "إنه يتعّين علينا تقليل توقعاتنا بشأن رفح، وتوجيه الاهتمام إلى إعادة الأسرى، وحسم الحرب، من خلال طرد حماس من الحكم وإنشاء سلطة بديلة، حتى لو كان ذلك لفترة محدودة".