حرضت وسائل إعلام أردنية وخليجية خلال الأيام الماضية على المظاهرات التي يشهدها محيط
السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمّان منذ 11 يوما.
وتزامنا مع موجة التحريض التي ظهرت بشكل واضح بعد نحو ستة أيام على المظاهرة، اعتقلت الأجهزة الأمنية في الأردن مجموعة من المتظاهرين، وتحدثت عن محاولة إخلال في الأمن من قبل المتظاهرين.
وبالعودة إلى مصدر التحريض الأول على المظاهرة، رصدت "عربي21" الشرارة الأولى لشيطنة المظاهرات، وكيف انطلقت من داخل الإمارات.
ففي ثالث أيام المظاهرات، وبينما كانت وسائل الإعلام في الأردن تقوم بتغطية المظاهرات دون تناولها بشكل سلبي، أو التحريض عليها، خصصت قناة "سكاي نيوز عربية" التابعة للإمارات،
برنامجا يتحدث عن أطماع مزعومة لإيران في الأردن.
القناة التي تبث من داخل أبو ظبي، قالت في 26 آذار/ مارس الماضي، إن الأردن بات مستهدفا بشكل رئيسي من قبل إيران، والتي تسعى إلى خلق الفوضى في المملكة، واستخدام أراضيها لتهريب الأسلحة إلى فلسطين.
واللافت أن هذا التحذير الذي أرسلته "سكاي نيوز عربية" تزامن مع زيارة أجراها وفد من قيادة حركة "حماس" إلى إيران، فيما لم يصدر حينها عن الحكومة الأردنية أو الإعلام الأردني أي تحذير من أدوار إيرانية قد تستهدف أمن المملكة.
خطاب مشعل
وبعد ذلك بثلاثة أيام، وتحديدا في 29 آذار/ مارس، بدأت "سكاي نيوز عربية" حملتها بشكل رسمي، إذ نشرت
تقريرا بعنوان "خطاب مشعل.. لماذا تسعى حماس لإشعال الفوضى في الأردن؟".
واتهمت القناة الإماراتية حركة حماس بمحاولة استهداف الأردن، وذلك بعد كلمة ألقاها خالد مشعل عن بعد، في فعالية نسائية للتضامن مع غزة بالعاصمة عمّان.
وبعد أقل من ساعتين، نشرت "سكاي نيوز عربية"
تقريرا مصورا بعنوان "حماس تواصل الدعوة للحشد في الأردن وسط مخاوف أمنية".
وكان خالد مشعل قال في الكلمة إن "الأردن بلد عزيز وهو الأقرب إلى فلسطين، وهو الذي يرتجى منه أكثر من غيره في أدوار رجاله ونسائه نحو أرض الحشد والرباط.".
وتابع أن "نزول الملايين من أجل فلسطين إلى الشوارع نريده أن يكون مستداما وهذا يحتاج إلى تنظيم وتحفيز وإدارة وإلى مأسسة".
اقرأ أيضا: حملة سعودية منظمة تهاجم مظاهرات الأردن.. دعوة إلى القمع والإقصاء وردود
إعادة نشر
بدأت الحملة الرسمية في الأردن للتحريض على المظاهرات بحسب ما رصدت "عربي21"، بعد قيام صحيفتي "الرأي" و"الدستور" الحكوميتين بإعادة نشر تقرير "سكاي نيوز عربية" التحريضي على حركة "حماس" والقيادي خالد مشعل.
وواصلت الصحيفتان إضافة إلى موقع "عمون" المقرب من الحكومة، ومنصات أخرى التحريض على مظاهرات "السفارة" من خلال نشر تقارير، أو مقالات لكتاب يهاجمون المتظاهرين، وحركة "حماس".
ولاحظت "عربي21" أن الفترة التي سبقت تقرير "سكاي نيوز عربية" لم تشهد أي مقال تحريضي ضد المتظاهرين من قبل "الرأي" و"الدستور"، إلا أن اليوم التالي للتقرير الذي أعادت الصحيفتان نشره، شهد سيلا من المقالات التي تحرض على المظاهرات.
وابتداء من 30 آذار/ مارس الماضي، أي ثامن أيام المظاهرات، بدأت "الرأي" و"الدستور"، و"عمون" بنشر مقالات تحريضية بشكل مكثف ضد المتظاهرين.
واللافت أن المقالات التي حرضت على المظاهرات اعتمدت بشكل أساسي على نوع الهتافات الذي يمجد المقاومة الفلسطينية وقادتها، وهي هتافات رددها المشاركون منذ اليوم الأول للمظاهرات في 24 آذار/ مارس الماضي.
اقرأ أيضا: تحريض رسمي في الأردن ضد المظاهرات و"حماس".. وزير سابق: اسحبوا الجنسيات
ثلاثة أهداف
بحسب التجمع الشبابي الأردني لدعم المقاومة، فإن هناك ثلاثة أهداف للتجمع اليومي قرب سفارة الاحتلال. أول هذه الأهداف هو المطالبة بوقف تصدير الخضار، والجسر البري للاحتلال، ووقف اتفاقيات الغاز والمياه، وإسقاط معاهدة وادي عربة.
وذكر أن الهدف الثاني هو "إسماع صوتنا لأهلنا في غزة، أننا معهم وسند لهم، وللمطالبة بكسر الحصار بجسر بري إغاثي أردني مستمر لشمال غزة عبر المؤسسات الدولية".
فيما يتمحور الهدف الثالث حول "استنهاض الساحات العربية في الضفة الغربية، والداخل المحتل، ومصر، وبقية العواصم العربية"، وهو ما تحقق بالفعل بشكل جزئي إذ خرجت مظاهرات في مصر ودول عربية أخرى.