في سياق:
1- وحدة واحتشاد الإرادة الصهيو-أمريكية الغربية
العربية.
2- تنويم وحصار الشعوب العربية والإسلامية.
3- قضية فلسطين والقدس ليست قضية محلية، ولكنها قضية عالمية
تخص كل مسلمي ومسيحيي وأحرار العالم، ولجميع الشعوب أسهم فيها، وعلى كل الدول واجب
مستحق لها، حتى وإن رسم الاستعمار خطوطا على الخرائط، ووضع حدودا بين الدول والشعوب
ليفكك الوحدة السياسية، فلن يفكك وحدة عقيدة وقيم قبلة وهوية الأمة الإسلامية
العالمية، ومن ثم لا يمكن ادعاء التدخل في شؤون الدولة.
4- ما تم ويجري من وحدة واحتشاد أوروبي أمريكي
إسرائيلي، يؤكد وبكل قوة أن قضية فلسطين ليست قضية محلية، وحرب أمريكا والغرب وإسرائيل على
غزة ليست حربا محلية أبدا، بل هي حرب عالمية بنسختها الثالثة، وفق المحددات التي
وضعتها الدول الاستعمارية في عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الثانية، فالحرب
العالمية الثالثة مستمرة وممتدة ولم تتوقف أبدا، ولكنها تدار في أماكن محددة من
العالم بحسب أهداف الدول الكبرى، لكن هذه المرة كانت المبادرة للمقاومة، ومن ثم لا
حرج على
المقاومة بادعاء البعض تدخلها في الشؤون الداخلية للدول، عندما تتواصل
رسائل ومطالب المقاومة مع شعوب العالم وتدعوها لتحمل مسؤولياتها، ولكن بصيغ عملية
أكثر وضوحا وتحديدا في المهام والأهداف.
الشعوب تريد رفع الحصار عن غزة، وتريد دعم المقاومة وتحرير قدسها وكل فلسطين، لكنها لا تعرف الواجب فعله في هذه اللحظة التاريخية، سواء بشكل فردي أو جمعي.
فالشعوب تريد رفع الحصار عن غزة، وتريد دعم المقاومة وتحرير
قدسها وكل فلسطين، لكنها لا تعرف الواجب فعله في هذه اللحظة التاريخية، سواء بشكل
فردي أو جمعي، وهنا تكمن عبقرية المقاومة في إدارة شعوب ومقدرات الأمة عن بعد،
والحكمة والعبقرية هنا في التفاصيل.
5- ضياع ست دول عربية وتحول ثلاث دول أخرى إلى أشباه
دول، وتعرض العديد من الدول العربية لتهديد الخروج من الجغرافيا والتاريخ، ووصول
دول المنطقة إلى حافة الهاوية، ولم يعد لها أمل البقاء على المدى المتوسط والطويل
إلا بالمقاومة والشعوب، وتعزيز وعي وقوة وإرادة ما تبقى من النظم المخلصة.
6- الإنجاز التاريخي الكبير للمقاومة وما قدمته من مشروع
للتحرر ونموذج عمل وقيادة جديدة ناجحة، ملأت به الفراغ الشاغر في عقل ووجدان شعوب
وشباب الأمة منذ عقود طويلة (مشروع، وقيادة، نظرية عمل، نموذج نجاح). تذكروا جيدا
أن أسباب إخفاق الربيع العربي الأول، كان بسبب غياب المشروع والقيادة ونظرية العمل ونموذج
النجاح.
على المقاومة إتمام دورها وتوصيل الشرارة بالزيت، ولا
يوقفكم الحياء من النظم ولا الخوف من النظام الدولي، إنما هي إرادة الله تعالى في تحرير
الأوطان والشعوب ونشر نوره للعالمين: "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي
زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ
مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا
يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ
لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (النور: 35).
7- ما تمتلكه أمتنا العربية والإسلامية من مقدرات
كامنة غير مستغلة، في حاجة إلى الثقة التي تحدد لها المشروع والهدف والمسار، لتتحرك
وتتوجه الى أهدافها فإذا هي متحدة ومحتشدة، بالإضافة إلى ما فاجأتنا به الشعوب
الغربية -الباحثة عن الحقيقة وعن النور بفطرتها الإنسانية والتحررية-، من إيجابية
ودعم للمقاومة، والبحث والكشف عن حقيقية ما تتعرض له هذه الشعوب من خداع صهيوني منذ
عقود.
8- حتمية التفكير خارج الصندوق، والسياقات المحددة
المتاحة من الخصوم.
9- وجوب الاستثمار في الفرصة والمنحة الربانية
المتحققة (بيئة
استراتيجية عالمية مناسبة وإنجاز كبير للمقاومة، وانكشاف وهن الخصم
والزلزال الكبير الذي أصابه)، والمرور بالمشروع التحرري النهضوي لفلسطين والأمة
العربية والإسلامية وأحرار العالم.
أتقدم بهذه المحاور المقترحة وما يمكن أن
يتم فيها ليس لحل أزمة غزة وفلسطين فحسب، بل أزمة الأمة العربية والإسلامية
وأحرار العالم:
على المقاومة أن تنزل الثورة إلى الشوارع
أولا: محور العمل الجماهيري:
الحرب العالمية الثالثة مستمرة وموزعة على
مناطق وقوى محددة على خريطة العالم:
1- بما حققته المقاومة من إنجاز واحترام وثقة العالم،
مع ما تعانيه الشعوب من حصار وتنويم متعمد ومخطط، لا بد من نظرية عمل وأدوات تواصل
مباشرة للمقاومة مع الشعوب، التي تعد القوة الجبارة الكامنة ورأس الحربة للأمة،
لتأتي التوجهات والأهداف المشروعة المطلوبة من المقاومة محددة ومباشرة من الأنفاق إلى
الشعوب وأحرار العالم، تدعوهم للمشاركة العملية الميدانية الفاعلة في وقف جريمة
حرب الإبادة التي تمارس على الشعب الفلسطيني.
2- رسائل نوعية مفصلة إلى الشعوب الحرة عامة؛ طلاب
الجامعات والمدارس، وقوات الأمن والجيش التي تحمل رسالة حفظ الأمن القومي لبلادها
وأمتها العربية والإسلامية، ونخب وخبراء في كل التخصصات -طلاب وعمال وفلاحون-، والعبقرية
هنا في تحديد المهمة المطلوبة، وفائدتها في وقف الإبادة ورفع الظلم، وتحديد التخصصات
المناسبة للقيام بها.
وقديما قال واحد من ستة أفراد، هو العربي بن مهيدي: "فقط أنزلوا الثورة إلى الشارع"، فكانت ثورة وتحرير الجزائر. والآن تحرير فلسطين
والمنطقة والأمة.
ثانيا: محور العمل السياسي:
ما تحقق من إنجاز عسكري زلزل إسرائيل
والمنطقة والعالم، بالإضافة إلى معطيات البيئة الاستراتيجية العالمية الحالية التي
تعيش مخاض إنتاج نظام عالمي جديد، كل ذلك يمثل بنية صلبة جديدة لنقلة سياسية نوعية
جديدة في تاريخ النضال الفلسطيني يجب استثمارها جيدا:
ما تحقق من إنجاز عسكري زلزل إسرائيل والمنطقة والعالم، بالإضافة إلى معطيات البيئة الاستراتيجية العالمية الحالية التي تعيش مخاض إنتاج نظام عالمي جديد، كل ذلك يمثل بنية صلبة جديدة لنقلة سياسية نوعية جديدة في تاريخ النضال الفلسطيني يجب استثمارها جيدا.
1- فتح وتفعيل الحالي من شركات ومؤسسات وجمعيات ومكاتب
متنوعة في دول العالم كافة، للقيام بدور العلاقات العامة والتواصل مع النخب والشخصيات
العامة المؤثرة، ورجال الدولة وصناع الفكر والرأي العام والقرار، وشرح السردية
الفلسطينية والتحررية العالمية من ربقة الاستعمار الصهيوني لفلسطين، والكثير من
النظم السياسية في العالم على حساب شعوبها.
- اتصالات سياسية تحتية خاصة غير معلنة وأخرى معلنة، وفتح
وتنشيط خطوط الاتصال مع القوى السياسية كافة، وصناعة أنصار ومؤيدين للقضية الفلسطينية،
لطرح أسئلة وإنتاج أفكار وتوجهات وقرارات ومواقف جديدة داخل الدول والكيانات
الأساسية المؤثرة في القضية وخاصة:
أ- الولايات المتحدة الأمريكية.
ب- الدول الأوروبية.
ت- إيران.
ث- النظم العربية.
ج- السلطة الفلسطينية.
ث- الأحزاب والرأي العام والمجتمع الإسرائيلي.
ملاحظة: هناك فارق بين الموقف السياسي الصلب المعلن
وإدارة الحرب الهجينة غير المعلنة، خاصة عندما تحقق مصلحة القضية ومنافع ما
للآخرين.
2- الالتحاق والاندماج بالمحور الصيني الروسي على
قاعدة تحرير وإعادة بناء الدولة الفلسطينية، والتحرر العالمي من الهيمنة الصهيو-أمريكية
وبناء نظام عالمي جديد.
3- المشاركة في رسم عنوان وتوجه وشعار للنظام العالمي
الجديد بنظام عالمي جديد يتحرر من الهيمنة الصهيو-أمريكية، وأول هذا التحرر هو
تحرير فلسطين وتخلص العالم كله من إسرائيل؛ مركز إدارة الاستعمار والسيطرة الأمريكية
الغربية على العالم في أهم منطقة في العالم منطقة قلب العالم، وإقناع أحرار العالم
بأن تحرير فلسطين هو تحرير للمنطقة والعالم.
4- انتقال المقاومة إلى روسيا أو الصين وتخفيف العبء عن
قطر، وإعادة رسم أدوار جديدة خاصة بالمرحلة (فالمنطقة العربية بأسرها لم تعد مناسبة
لما يجري وما هو قادم)، وتعزيز القدرة على فتح فضاءات دولية واسعة ومتنوعة للقضية،
وصناعة أوراق ضغط جديدة سياسية وعسكرية.
ثالثا: محور العمل الميداني:
مع
صبيحة 7 تشرين الأول/ أكتوبر، من الطبيعي أن تنتهي نداءات المطالبات والدعم
والمناشدات الإنسانية، حيث تم إشعال معركة جديدة من معارك الحرب العالمية الثالثة
على غير إرادة القطب الأمريكي الغربي، مما حفز الشيطان الأكبر إلى تقديم وبذل كل
ما لديه والإفصاح عما بداخله، ولتبدأ مرحلة العمل العلني وصناعة وفرض المعادلات
بالقوة:
1- معادلة الدعم مقابل الدعم
بقطع الإمداد والتموين عن الكيان حتى يتم فك الحصار
وفتح معبر رفح ووصول الإمدادات إلى شعب غزة حتى تصل أيضا إلى شعب الكيان، فالقطع
والوصل متبادل في أنحاء العالم كافة، بداية من المنشأ إلى طرق الوصول إلى منافذ وموانئ
التلقي.
2- المعادلة الإنسانية العادلة
المدنيون مقابل المدنيين، وإنسانيتها تكمن في هدفها بوقف
قتل المدنيين من الطرفين.
- وصناعة المعادلة تكمن في
تحديد الأهداف من قبل المقاومة ودعوة العالم من مسلمين ومسيحيين ويهود أحرار وغيرهم
من كل دول العالم للقيام بالواجب فعله في بلاد المنشأ، وخطوط الإمداد والمطارات
والموانئ وطرق المواصلات.. إلخ.
رابعا: محور البنية التأسيسية للدولة:
الجميع يسأل: ماذا بعد إسرائيل وما هي الدولة
الفلسطينية القادمة، ومدى قدرتها على صناعة الاستقرار في المنطقة والعالم،
والمشاركة في المحافظة على مصالح الدول والشعوب، بل وفتح مجالات جديدة لعلاقات مع
أحلاف ودول جديدة كان محظورا عليها دخول المنطقة لعقود؟ لذلك أصبح من الواجب إعلان
وبيان ماهية الدولة الفلسطينة القادمة، ومدى تصالحها مع ذاتها ومع المنطقة والعالم،
وقدرتها على صناعة الاستقرار وتبادل المصالح مع العالم، والمشاركة في إدارة منطقة
قلب العالم.
أصبح من الواجب إعلان وبيان ماهية الدولة الفلسطينة القادمة، ومدى تصالحها مع ذاتها ومع المنطقة والعالم، وقدرتها على صناعة الاستقرار وتبادل المصالح مع العالم، والمشاركة في إدارة منطقة قلب العالم.
- قد يقول البعض؛ إن
ذلك سابق لأوانه، والأولوية الآن لفتح المعبر ودعم صمود المقاومة. وأقول وأؤكد أن ذلك
هو المفتاح الأساس لإقناع الشعوب والرأي العام العالمي والنظم السياسية والأحزاب
المعارضة في الغرب، ودول العالم بأهمية التوقف عن دعم إسرائيل والتحول إلى دعم فك
الحصار ووقف الحرب.
على المقاومة أن تمنح الرأي الآخر في العالم وثيقة
وسندا رسميا تستند إليه وتتحدث به وتدعو إليه. ربما تأخرنا، ولكنْ، أن نقوم
بالواجب متأخرا، خير من عدم القيام به، لذلك لا بد من سرعة إنهاء الملفات
الفكرية التأسيسية التالية خلال الشهور القادمة:
أولا: مشروع الهوية الوطنية للدولة الفلسطينية الجديدة.
ثانيا: مشروع البناء الديمقراطي للدولة الفلسطينية
الجديدة.
ثالثا: السردية الحقيقية الكاذبة والخادعة لرواية الصهيونية
العالمية ودولة إسرائيل، التي خدعت العالم والأمريكان والأوروبيين، وجعلتهم مطية
لها على حساب شعوب هذه الدول، واستنزفت مواردها لثمانية عقود متتالية.
خامسا: محور رؤية المقاومة لذاتها:
بعـد..
1- تغييب مفهوم الأمة الواحدة وإحلاله بمفهوم وواقع الدول
القومية المعنية بشؤونها الخاصة فقط، ثم التحول تدريجيا عن أمنها القومي الخاص
لحساب منظومة الأمن القومي الأمريكي.
2- صف الدول الضعيفة كحلقات ضعيفة ضمن منظومات النظام الدولي
ثقافيا واقتصاديا وعسكريا وسياسيا، وتهديدها على مدار الساعة بالفناء حال تمردها
عليه.
3- مع تحدي تخدير وتنويم وتدجين الشعوب، وإخراجها مؤقتا من معادلة الفعل والتحرر والإصلاح، لا بد من الاستجابة العكسية للمقاومة أولا، بإدراك حقيقة قيمتها المضافة عالميا ومهمتها ودورها الممكن القيام به عالميا.
مع تحدي تخدير وتنويم وتدجين الشعوب، وإخراجها مؤقتا من معادلة الفعل والتحرر والإصلاح، لا بد من الاستجابة العكسية للمقاومة أولا، بإدراك حقيقة قيمتها المضافة عالميا ومهمتها ودورها الممكن القيام به عالميا.
فقد صنعت ما يقارب 70 في المائة من المطلوب إنجازه،
وتبقى عليها توعية وتحريك الشعوب لتكمل الواجب فعله، فقد أنجزت المقاومة أربعة
أشياء كانت غائبة، وملأت الفراغ الشاغر في معادلة التحرر المحلي والعالمي من قبضة الاستبداد
والهيمنة الظلامية على العالم، حيث أنجزت المقاومة "الحلم- المشروع- القيادة-
حالة النجاح".
ومن ثم على المقاومة أن تعيد تقدير ذاتها
ورسم صورتها الذهنية الحقيقية، وتخرج من دائرة المحلية إلى العالمية، وتتقدم لقيادة
شعوب الأمة وتنظيماتها التحررية الإسلامية والوطنية.. إلخ، وأحرار العالم، خاصة أن العالم الغربي والمشروع الصهيو-أمريكي يتعامل معها على هذا الأساس، وأن حضارته
الغربية مهددة برمتها، ويعمل على إبادتها بالكامل.
4- شرعية وقوة المقاومة في منطلقها وهويتها الدينية،
وحبل اتصالها مع العالم الإسلامي هو الدين والإسلام، في المقابل الغرب أعلنها حربا
دينية لحشد العالم الغربي معه، والله تعالى أرداها حربا دينية حتى ينصرها، لنعلنها
حربا دينية ولا نخشى في الله لومة السياسيين المتلونين من داخلنا، أو من خارجنا "وَمَكَرُوا
وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" (آل عمران: 54).
عزل المعركة عن هويتها وعنوانها الديني يفقدها ويضعفها.
الله تعالى هيأ المشهد في مرحلته الأولى المتدرجة لأهل بدر باسترداد حقوق ومصالح اقتصادية،
ثم في المرحلة الثانية وهم في أرض المعركة بيّن لهم حقيقية المعركة: "كَمَآ
أَخرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيتِكَ بِٱلحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ ٱلمُؤمِنِينَ
لَكَٰرِهُونَ (5) يُجَٰدِلُونَكَ فِي ٱلحَقِّ بَعدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا
يُسَاقُونَ إِلَى ٱلمَوتِ وَهُم يَنظُرُونَ (6) وَإِذ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ
إِحدَى ٱلطَّآئِفَتَينِ أَنَّهَا لَكُم وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيرَ ذَاتِ ٱلشَّوكَةِ
تَكُونُ لَكُم وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ ٱلحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦ وَيَقطَعَ
دَابِرَ ٱلكَٰفِرِينَ (7) لِيُحِقَّ ٱلحَقَّ وَيُبطِلَ ٱلبَٰطِلَ وَلَو كَرِهَ ٱلمُجرِمُونَ (8)" (الأنفال 5-8).
سادسا: محور العمل العسكري:
وأهل الميدان العسكري هم أعلم وأحكم بذلك، وأرى من
الناحية النظرية أنه لا بد من:
1- فرض قواعد اشتباك جديدة أقل كمّا وأكثر تركيزا
وفاعلية وتأثيرا.
2- فتح مسار شراكات التصنيع العسكري الدولي.
3- مسارات تشتيت وإلهاء وتخفيف أعباء عن غزة.
4- الضغط على الكيان ومفاصله المهمة.
سابعا: محور تفعيل الحركات الإسلامية:
حماس قدمت النموذج الذي حقق ما لم تحققه
الحركات الإسلامية على مدار قرن ونصف من الزمان، وطوّرت نفسها فكريا وتنظيميا
وماديا، وصنعت نموذجا معياريا ملهما ناجحا يجب تعميمه، ومن الطبيعي أن تقوم كل
قومية بخدمة الإسلام ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، ولكن ذلك لا يمنحها قيادة أبدية،
فالإتقان والإبداع وإعداد القوة سبيل النصر ومصلحة الأمة فوق الجميع.
قد يقول قائل؛ إن الأمر مختلف في فلسطين عن بقية الدول،
حيث عدو مستعمر مستوطن واضح، ولكن الخصم في بقية الدول هو نظم مستبدة تعمل لحساب
النظام الدولي. الأمر لا يختلف في أهدافه وجوهره، فالمستعمر العالمي هو نفسه
المستبد العالمي، وما تحقق من إبادة للشعب الفلسطيني قام به المستبد المحلي بمشاركة
المستبد العالمي عدو الله والإسلام والشعوب، بحروب إبادة عندما اقتضى الأمر في
مواجهة الربيع العربي في مصر وليبيا والسودان واليمن والعراق وسوريا، والأمر يختلف
فقط في تفاصيل وأدوات الصراع.
- ومن ثم وجب على حماس أن
تدعم وترعى وتشارك جهود الإصلاح والتطوير والإحياء الداخلي للتنظيمات الإسلامية، وأعتقد
أن لديها القدرة على ذلك. فقد بادرت وطلبت ذلك وألحت عليه مرارا منذ سنوات، وكان الاعتذار
من حماس بأننا لا نتدخل في الشأن الداخلي لأحد، والآن وقد وقعت الواقعة وغابت
التنظيمات الإسلامية بما لديها من قدرات وقوة عن الفعل المؤثر، وأصبحت المقاومة في
حاجة ملحة لأخواتها من التنظيمات الإسلامية، وفي الوقت نفسه التنظيمات الإسلامية أصبحت
في حاجة إلى التعلم من نموذج المقاومة.
وما
تأخرنا عنه لا يجب أن نستمر في التأخر عنه الآن؛ لأن مصلحة الإسلام والشعوب والأمة
فوق الجميع