سلطت صحيفة "هآرتس" العبرية الضوء على
الصفقة المنشودة بين حركة
حماس وحكومة بنيامين نتنياهو، وفرص نجاح جولات المفاوضات المرتقبة في العاصمة القطرية، في ظل "المرونة" التي أبدتها "حماس" في ردها الأخير على "مقترح باريس 2".
ونقلت الصحيفة في تقرير لها عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن رد "حماس" الأخير حمل إنجازين:
الأول: تأجيل بحث إنهاء الحرب إلى المرحلة الثالثة في الصفقة، الأمر الذي سيسمح بإطلاق سراح فعلي للمحتجزين دون أن يكون هناك وقف تام لإطلاق النار.
وثانيا: بحث قيادة "حماس" في القطاع للمرة الأولى الاقتراح، وليس قيادة الحركة في قطر، وفقا لما قالته الصحيفة.
ما الخلاف الأساسي؟
وترى الصحيفة أن الخلاف الرئيسي بين الطرفين هو طلب "حماس" السماح لسكان الشمال بالعودة إلى بيوتهم، في حين أن "إسرائيل" تخشى من أن الموافقة على ذلك ستمكن "حماس" من إعادة ترسيخ سيطرتها على هذه المناطق، وأن تسلب من "إسرائيل" الإنجاز المهم الذي يتمثل في "تدمير قدرات حركة حماس في شمال القطاع".
إلى جانب ذلك، فإن "عودة أعضاء ’حماس’ إلى هذه المناطق سيجدد سيطرتهم على الأرض"، وهنا تسود خشية في الأوساط الإسرائيلية من أن ذلك سيجر "الجيش الإسرائيلي" إلى جولة قتال أخرى في المنطقة، وفقا للصحيفة.
ورغم ذلك، فإن المسؤولون الإسرائيليون لا يستبعدون إمكانية السماح للنساء والأطفال بالعودة إلى شمال القطاع، باستخدام آلية رقابة متشددة على الرجال الذين يريدون العودة إلى بيوتهم.
ومقابل الخلاف على عودة السكان إلى شمال القطاع، فإن الحكومة الإسرائيلية، وفق "هآرتس"، ترى أن الخلافات حول عدد السجناء "الهامين" الذين سيتم إطلاق سراحهم في الصفقة أصبحت أقل تعطيلا من السابق لإمكانية تنفيذها.
وبحسب مصدر إسرائيلي، فإن "إطلاق سراح السجناء الهامين سيكون صعبا على الهضم في كل الحالات، حتى لو تم إطلاق سراح ألف، لكن هذا الموضوع سيكون أقل أهمية بالنسبة للرأي العام مما يظهر".
وقالت المصادر، إن المستوى السياسي يرى أنه إذا أظهرت "حماس" الاستعداد للتنازل، فإن الصفقة لن تسقط بسبب الخلاف حول هوية السجناء، بل سيصعب على المستوى السياسي إفشال الصفقة.
ورأت الصحيفة أن "رد ’حماس’ ونية ’إسرائيل’ إرسال وفد إلى قطر تعتبر خطوة إيجابية مهمة أولية للمرة الأولى منذ فترة طويلة، لكن الفجوة بين الطرفين ما زالت كبيرة".
مصدر إسرائيلي قال للصحيفة إن "موقف ’حماس’ لا يعبر عن أي تقدم. ’حماس’ بالغت في طلباتها وهي تصعب المفاوضات. نقطة البداية للمحادثات صعبة جدا، والقدرة على المضي قدما معقدة".
وتعتقد الصحيفة أن التصريحات التي تقول إن طلبات حركة حماس مبالغ فيها وغير قابلة للتطبيق، إضافة إلى إعلان نتنياهو بالمصادقة على خطة مهاجمة رفح في يوم الجمعة الماضي، استهدفت خدمة "إسرائيل" في المفاوضات المكثفة التي يتوقع إجراؤها مع "حماس".