نشر موقع "ريسبونسيبل
ستيت كرافت" الأمريكي تقريرا يكشف أن وكالات الاستخبارات الأمريكية خلصت إلى أن إيران لا تملك سيطرة كاملة على الجماعات التي تتحالف معها في الشرق الأوسط، رغم كونها تدعمها وتموّلها.
وقال الموقع، في تقريره الذي
ترجمته "عربي21"، إنه من المعروف أن العلاقات بالوكالة معقّدة ومتقلبة
ولا يمكن التنبؤ بها. وفي أغلب الأحيان، يخيب هؤلاء الوكلاء آمال راعيهم ويتركون
أهدافه الإستراتيجية غير محققة، أو في أسوأ الأحوال يعودون للانتقام.
ويزخر تاريخ الولايات المتحدة
الحديث بالدروس حول مخاطر العلاقات بالوكالة، من جيش فيتنام الجنوبية إلى
المجاهدين. والوضع في الأوقات المعاصرة ليس أفضل مما مضى، بحسب الموقع.
وذكر الموقع أن العلاقة
بالوكالة بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية فشلت في النهاية رغم
نجاحها في بعض النواحي، وذلك وفقا لأحد التقارير الصادرة عن نيو أمريكا، لأنها لم
تتمكن من إدارة المخاطر السلبية التي لا مفر منها "التي تتمثل في أن
الاستراتيجية المعقدة المتمثلة في إشراك الوكلاء للقتال في الحروب الخارجية يمكن
التراجع عنها بسرعة".
وأضاف الموقع أن حلّ الوكلاء
قد يبدو سهلا ومستساغا سياسيا للجماهير المحليّة الأكثر تقبلا لتمرير الموت إلى
شخص بعيد بدلا من إخوانهم، لكن العيوب يمكن أن تكون هائلة أيضا.
وتابع: قد يكون الوكلاء
وحشيّين وغير أكفاء، كما لاحظ أحد الخبراء، "فغالبا ما يسيرون في طريقهم
الخاص، ويسعون وراء مصالحهم الخاصة بينما يستولون على الأموال وأشكال الدعم الأخرى
التي يتلقونها".
وأشار إلى إمكانية أن يتورّط
رعاتهم في أي انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان أو جرائم حرب، مضيفا أن ما يقدّمونه
لا يتماشى دائما مع ما يحصلون عليه وما يتم تكليفهم به لا يتوافق دائما مع ما
يفعلونه في الواقع. وينضاف إلى ذلك حقيقة أن الوكيل والراعي غالبا ما يكونان تحت
نزوة الرياح السياسية المتغيّرة، ويمكن أن تنحرف الأمور بسرعة كبيرة وتزداد تعقيدا
فلماذا تعتبر علاقة إيران بوكلائها الإقليميين العديدين استثنائية بالنسبة لكل
هذا؟
وأوضح الموقع أن أحد أسباب ذلك
هو الاستشراق ذي الطراز القديم والميل إلى رؤية سلوك أهل الشرق الأوسط على أنه
مختلف إلى حد ما عن بقية الناس.
وأضاف: "وفي هذه الحالة،
يُنظر إلى مجموعات مثل حزب الله أو الحوثيين أو المجموعات الفرعيّة التابعة لقوات
الحشد الشعبي العراقية بأنها تتصرف وكأنها مدينة بأي ثمن لأهداف سيّد الدمية
الماكر والموجود في كل مكان في طهران، بسبب عمليّات نقل الأسلحة والدعم المالي
والتحريض على الإرهاب أو تقاسم الاصطفاف المحكم المفترض والالتزام بالدين أو
الأيديولوجية".
وذكر الموقع أن مثل هذا
التفكير المتأصّل يُجرّد الوكلاء - باعتبارهم جهات فاعلة محلية في حد ذاتها - من
القدرة على الفاعلية.
ويُشير قليلون، مثلا، إلى أن
هجمات الحوثيين في البحر الأحمر يجب أن تؤخذ على محمل الجد كرد فعل على تصرفات
محددة قامت بها دولة الاحتلال في غزة، وليس بتوجيه من إيران أو تقديرها، وعدد أقل
لا يزال يحلل تصرفاتهم في تاريخ التضامن الطويل بين اليمنيين والفلسطينيين الذي
يعود إلى أيام التقسيم، بحسب الموقع.
وورد في تقرير الموقع
الأمريكي: في الآونة الأخيرة فقط، خلال جلسة استماع للجنة الفرعية بمجلس الشيوخ
الأمريكي، مع إدراك أن الضربات ضد أهداف الحوثيين في اليمن لم تردع أنشطتهم
التخريبية في البحر الأحمر، تم اعتبار أن أفعالهم ربما تكون مرتبطة بالفعل بالحرب
في غزة.
وبين الموقع أن الحوثيين، مثل العديد من
الجهات الفاعلة المحلية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لديهم القوة والرغبة في صياغة
مصيرهم سواء في وطنهم أو في جميع أنحاء المنطقة. وسواء كانت أهدافهم الاستراتيجية
تتماشى مع إيران أم لا، وتحت أي ظروف، كما هو الحال مع الولايات المتحدة ووكلائها،
فهي مسألة قيد النظر.
لكن اختزال تصرفات الحوثيين في المقام الأول في علاقتهم مع
إيران يغفل عن الطريقة التي يرون بها ويعملون بها في العالم، كما لو أنهم يتحركون
كروبوتات مبرمجة مسبقًا وليس كمجموعة قد يكون لها فأسها الخاص للتعامل مع الهيكل
الأمني الإقليمي الذي تفرضه الولايات المتحدة، مما لا يؤثر فقط على الوضع في اليمن
وسعي هذه الجماعة إلى السلطة هناك وإنما في أماكن أخرى أيضًا.
وأضاف
الموقع أن النظر إلى سلوك الحوثيين على أنه من صنع إيران في الأساس ينضح بالكسل
الفكري الذي لا يتجاهل تقييم الديناميكيات المحلية والإقليمية المعقدة فحسب بل
يحمل أيضا آثارا عميقة فيما يتعلق بالحلول السياسية.
وتابع بأنه إذا كانت إيران هي
المشكلة الوحيدة فإن "قطع رأس الأفعى"، الذي لطالما دعت إليه بدرجات
متفاوتة العديد من الحكومات العربية ودولة الاحتلال وواشنطن، هو الحل. هذا يمهد
الطريق المحتمل لمزيد من التدخل العسكري الغربي أو تصعيد الصراع الإقليمي. وقد تم
توثيق كيف حدث ذلك جيدًا.
واختتم الموقع تقريره بالإشارة
إلى أن تقييم الحوثيين كمجموعة لها وكالة وتاريخ خاص بها يتطلب البحث عن حلول أكثر
تعقيدا وسياقا، التي قد لا تكون قابلة للتنفيذ بالكامل من خلال القوة العسكرية،
ولكن قد تشمل التفاوض والتسوية وعلى أقل تقدير الاعتراف بأن الأعمال العسكرية التي
تقوم بها الولايات المتحدة وحلفاؤها تثير ردود أفعال من الجهات الفاعلة المحلية
بشروطها الخاصة.
تعاطف أمريكي متزايد مع الفلسطينيين بسبب حرب الاحتلال على غزة
بايدن يمارس ضغوطا مكثفة للتوصل لاتفاق بشأن غزة: "أنجزوا صفقة قبل رمضان"