شدد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي
القره داغي، على ضرورة تقديم الدعم لأهالي قطاع
غزة مع دخول شهر
رمضان في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل، لافتا إلى "جواز إعطاء قيمة العمر خلال رمضان للشعب
الفلسطيني في غزة".
وقال القره داغي في لقاء مع "الأناضول"، إن "حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة أثبتت أن الغرب اليوم بلا مبادئ ولا قيم".
وأضاف: "لا قانون دوليا ولا قانون إنسانيا ولا رحمة إنسانية. المبادئ الإنسانية والقوانين الإنسانية وضعت تحت أرجل الصهاينة".
ودعا خلال حديثه، "الحكومات الإسلامية والإنسانية" إلى دعم جنوب أفريقيا في ملاحقتها "تل أبيب" أمام محكمة العدل الدولية، وتعويض ما تتعرض له من ضرر.
وأردف: "كلمنا السفير فقال إن دولة جنوب أفريقيا تتضرر (من ملاحقتها إسرائيل) لكن في سبيل المبادئ مستعدون (للاستمرار).. وأنا أطلب من دولنا الإسلامية أن تعوض هذا الضرر بالتأييد والدعم والاستثمارات؛ لأنه مع الأسف الشديد فإن الاستثمارات العالمية معظمها بأيدي اليهود والأمريكان والدول الغربية".
وبخصوص واجبات المسلمين في شهر رمضان المبارك الذي بدأ الاثنين في معظم الدول، قال القره داغي إنه "شهر الانتصارات والجهاد والخيرات والبركات والجود، وكان رسول الله (ص) أجود الناس، وعلى الأمة أن تقتدي به في الجود الذي لا بد أن يصل إلى مرحلة الإيثار".
أضاف خلال حديثه لـ"الأناضول": "أطالب أمتي أن يسارعوا إلى الخيرات، وأن يجودوا بكل ما يمكن أن يجودوا به، وأن يحسوا بما عليه إخواننا في غزة من جوع وعطش ومرض".
وشدد على أنه "لا يجوز لأمتنا أن تقوم بمثل ما تقوم به في بقية السنوات من الإسراف والتبذير باسم شهر رمضان، يجب علينا أن نقدم (لأهل غزة) كل ما يمكن".
وزاد قائلا: "إنني أفتي بأنه ينبغي للشخص الذي يريد أن يعمل عمرة مستحبة في رمضان، أن يعطي قيمة العمرة المستحبة لإخواننا في غزة، فيكون أجره عند الله سبحانه وتعالى أكثر من ذلك".
وأردف: "أطالب إخواني كذلك بالدعاء والتضرع إلى الله. أطالب إخواني الخطباء بتخصيص خطب الجمعة لغزة.. وأن يضغطوا على الحكومات بالأسلوب السلمي دون أي أضرار، سواء كانت مظاهرات سلمية أو أي نوع أو اعتصامات، حتى نوقف هذا العدوان"، بحسب القره داغي.
وفي حين شدد على أن "المقاومة الفلسطينية في غزة لم ولن تُهزم"، أشار القره داغي إلى أن الوضع الإنساني الذي يرزح تحته أهالي القطاع المحاصر "مؤلم جدا جدا".
ومع دخول شهر رمضان، يعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.
ويشن الاحتلال حرب تجويع على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ضمن عدوانه الوحشي، وذلك عبر استهداف مصادر الحياة الأساسية، وعرقلة المساعدات الإنسانية، الأمر الذي أسفر عن وقوع حالات وفاة بين أطفال ومسنين؛ بسبب قلة الغذاء في شمال قطاع غزة.
ولليوم الـ157 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 31 ألف شهيد، وأكثر من 72 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.