مهتمة بحقوق الإنسان، وكاتبة سياسية، وناشطة أمريكية مناهضة للحرب.
تصف نفسها بـ"الفتاة اليهودية اللطيفة"، وفي جميع مواقفها وظهورها في المظاهرات التي تقودها لوقف الحروب على مستوى العالم وبشكل خاص في قطاع غزة تواصل ارتداء
اللون الوردي.
عارضت سياسات جميع الإدارات الأمريكية منذ جورج بوش الابن وحتى الآن.
ولدت ميدي (سوزان) بنجامين في فريبورت بنيويورك في لونغ آيلاند، عام 1952، لأسرة يهودية.
غيرت سوزان اسمها خلال دراستها في جامعة "تافتس" تيمنا بالأسطورة الإغريقية "ميديا"، وانضمت إلى مجموعة من الطلاب في تجمع ديمقراطي طلابي.
تركت الدراسة للسفر إلى أوروبا وأفريقيا لتدريس اللغة الإنجليزية لكسب المال. ثم عادت لاحقا إلى الولايات المتحدة، وحصلت على درجة الماجستير في الصحة العامة من جامعة "كولومبيا"، والاقتصاد من جامعة "نيو سكول" في نيويورك.
عملت لمدة عشر سنوات كخبيرة اقتصادية وخبيرة تغذية في أمريكا اللاتينية وأفريقيا لدى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، ومنظمة الصحة العالمية، والوكالة السويدية للتنمية الدولية، ومعهد سياسات الغذاء والتنمية.
ولاحقا عملت بين عامي 1979 و1983 في كوبا، وتزوجت من مدرب المنتخب الوطني الكوبي لكرة السلة، وعملت هناك لصالح صحيفة شيوعية ووصفت كوبا في البداية بأنها الجنة، ولكنها طردت من البلاد بعد كتابتها مقالة عن الرقابة في كوبا، لتعود ميدي إلى الولايات المتحدة حيث التقت بزوجها المستقبلي كيفين داناهر.
اشتركت ميدي مع زوجها في عام 1988 بتأسيس منظمة "غلوبال إكستشانج" ومقرها سان فرانسيسكو، والتي تدعو إلى بدائل تجارية عادلة في مواجهة عولمة الشركات.
وشاركت كذلك في عام 2002 في تأسيس مجموعة "كود بينك" النسوية والداعمة للسلام والمناهضة للحرب، والمساندة لحقوق الإنسان، وإعادة توجيه الموارد إلى الرعاية الصحية والتعليم والوظائف الخضراء، وغيرها من البرامج التي تؤكد الحق في الحياة، والتي دعت إلى إنهاء الحرب في العراق، والسعي لمنع الحروب في المستقبل، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
كما شاركت ميدي في "منظمة مناهضة الحرب من أجل
السلام والعدالة"، وهي أيضا عضو مؤسس بحركة "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات/BDS"، الداعمة للحقوق الفلسطينية ولمقاطعة دولة الاحتلال.
وأنشأت لاحقا مركز مراقبة الاحتلال في بغداد، لمراقبة الجيش الأمريكي وتأثير الحرب على السكان المدنيين. وأحضرت العديد من النساء العراقيات إلى الولايات المتحدة للحديث عن الاحتلال، ووثقت انتهاكات الولايات المتحدة في العراق بما في ذلك سجن أبو غريب.
وأدلت بنجامين بشهادتها أمام الكونغرس الأمريكي والأمم المتحدة في حرب العراق.
كما نظمت في عام 2007 زيارة وفد من أفراد أسر السجناء في معتقل قاعدة "غوانتانامو" البحرية في كوبا مطالبة بإغلاقه. وواصلت الاحتجاج في عام 2007 بشكل أسبوعي أمام وزارة العدل ضد أساليب التعذيب في السجن والاحتجاز إلى أجل غير مسمى، ودعت إلى استقالة النائب العام ألبرتو غونزاليس، وقبض عليها عدة مرات بسبب احتجاجها المتواصل خلال جلسات استماع الكونغرس.
ترشحت في عام 2000 لانتخابات مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة ممثلة لـ"حزب الخضر" في كاليفورنيا. وركزت حملتها الانتخابية على قضايا الأجور والتعليم والرعاية الصحية الشاملة. وبقيت ناشطة في "حزب الخضر" منذ ذلك الوقت، ودعمت أيضا جهود الديمقراطيين التقدميين في أمريكا، واختيرت كعضو في مجلس المستشارين الليبرالي، وكوزيرة للخارجية في حكومة ظل "حزب الخضر" عام 2015.
عملها الدؤوب منحها جائزة الولايات المتحدة للسلام عام 2012، وجائزة غاندي للسلام عام 2014. وبوصفها كاتبة، فقد صدرت لها مجموعة من المؤلفات المشتركة والمنفردة ويزيد عددها عن 10 مؤلفات أبرزها كتاب "حرب الطائرات بدون طيار: القتل بالتحكم عن بعد ". و"داخل إيران: التاريخ الحقيقي والسياسة لجمهورية إيران الإسلامية". و"مملكة الظالمين: خلف العلاقة الأمريكية السعودية". كما تظهر مقالاتها بانتظام في منافذ مثل Znet، The Guardian، The Huffington Post، CommonDreams، Alternet، The Hill.
ومنذ الحرب الهمجية والمتوحشة على قطاع غزة كانت ميدي حاضرة في جميع الفعاليات والاحتجاجات، وما بين ظهورها في مبنى الكونغرس لإدانة توجهات بعض أعضاء مجلس الشيوخ الداعمين للحرب على غزة، ومظاهرات تقودها لوقف حرب الإبادة في غزة، ومقالاتها التي تدين فيها التوجهات الإسرائيلية والأمريكية، لم تنتظر ميدي ارتقاء أكثر من 30 ألف شهيد فلسطيني، لتعلن دعمها لغزة واحتجاجها على الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
فقامت بإدانة الداعمين للحرب وطالبت بإعادة تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، كما قامت بالاحتجاج على المساعدات العسكرية الأمريكية لدولة الاحتلال.
وكتبت مع نيكولاس ديفيز، في تحليل بموقع "كونتر بانش" الأمريكي تقول: "يمكن للرئيس بايدن الآن أن يستمر في إعطاء إسرائيل تفويضا مطلقا للإبادة الجماعية في غزة مما يهدد بإشعال حرب إقليمية، أو يمكنه الاستماع إلى موظفي حملته، الذين يصرون على أن وقف إطلاق النار في القطاع يمثل ضرورة أخلاقية وانتخابية قبل انتخابات يأمل أن يفوز فيها بفترة رئاسية جديدة".
ولا يقتصر توجه
ميدي بنجامين على مناصرة الشعوب المظلومة في الشرق الأوسط، بل يمتد لرغبتها في إيقاف جميع الحروب، إذ أعلنت معارضتها للتمويل الأمريكي للأوكرانيين في حربهم ضد روسيا.
وقالت ميدي: "الكثير من الأمريكيين يرفضون دعم أوكرانيا". وأشارت إلى أن حركة معارضة دعم أوكرانيا، وبالرغم من النجاحات، إلا أنها تواجه صعوبات كبيرة بسبب نفوذ المجمع الصناعي العسكري القوي في البلاد، المستفيد من استمرار الصراع.
وخلصت إلى أن "ممثلي المجمع الصناعي العسكري الأمريكي لديهم جماعات ضغط.. لذا تبدو المعركة صعبة".
وحين ألمح الرئيس الفرنسي ماكرون لإمكانية إرسال قوات غربية للقتال في أوكرانيا، وصفته بأنه "ضرب من الجنون". قائلة: "إنها وصفة للحرب العالمية الثالثة في أوروبا، وهذا يزيد من احتمال المواجهة النووية. عليه أن يدعو إلى محادثات سلام، وليس إلى حرب أوسع".
لقد أمضت ميدي نحو 40 عاما من حياتها وهي تدافع عن العدالة الاجتماعية وعن حقوق الإنسان وعن المهمشين، ووقفت ضد الحروب، ودفعت ثمنا لمواقفها بتعرضها للتوقيف والضرب أحيانا في المطارات وفي بعض الفعاليات، ورغم سنوات عمرها التي بلغت 72 عاما، لا تزال سيدة نشطة تقود المظاهرات والاعتصامات بقميص وردي اللون حتى باتت مصدر قلق للسياسيين الأمريكان الذين يهربون مسرعين حين يرونها مقبلة عليهم بكل اندفاع وشجاعة وتصميم.