طالبت وزارة الصحة في
غزة المؤسسات الدولية بالتحرك الفوري لمنع الكارثة الإنسانية في شمال قطاع غزة.
ونقلت شبكة "الجزيرة" عن متحدث باسم وزارة الصحة في غزة، قوله إن
الاحتلال الإسرائيلي يشن حربا جديدة على سكان غزة، هي حرب
التجويع، حيث يزداد عدد الشهداء جراء حرب التجويع، خصوصا بين الأطفال.
وأضاف أن هناك أعدادا من الأطفال في العناية المركزة، مهددين بالوفاة جراء الجوع، متهما الاحتلال الإسرائيلي بعرقلة جهود جميع المنظمات الإنسانية.
وأكد المتحدث باسم الوزارة، أن المنظومة الصحية في شمال غزة عاجزة تماما، خصوصا بعد توقف مستشفى كمال عدوان.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعنت في طلبات المنظمات الدولية لإدخال
المساعدات.
واعتبر أن منع إيصال المساعدات عملية إسرائيلية ممنهجة للإمعان في سياسة الإبادة.
يأتي هذا بعد ارتفاع عدد وفيات الأطفال بسبب الجوع والجفاف في قطاع غزة إلى سبعة، آخرهم الطفلة الفلسطينية سحر الزبدة، التي توفيت بسبب الجوع في منطقة شمال قطاع غزة.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 6 أطفال نتيجة الجفاف وسوء التغذية بمستشفى كمال عدوان
شمال القطاع المحاصر، مؤكدة أن هناك 7 آخرين في حالة الخطر.
وكانت إدارة مستشفى كمال عدوان أعلنت، في وقت سابق، عن "توقّف العمليات، بعد نفاد الوقود منه".
من جهته، أعلن مستشفى العودة، المتواجد في منطقة جباليا شمال القطاع، الأربعاء، عن توقف خدماته، إثر نفاد الوقود والمستلزمات الطبية، كما أُعلن أيضا عن خروج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة.
وفي السياق نفسه، قال مدير دائرة المراقبة والتقييم في "العودة"، محمد صالحة، في تصريح صحفي، إن "التوقف الكامل للخدمات في مستشفى العودة سيؤدي إلى حرمان تام من الخدمات الصحية الأساسية للمواطنين، خاصة في ظل توقف جميع المستشفيات في الشمال عن الخدمة".
وأضاف: "سوف يؤدي توقف المستشفى عن العمل إلى تفاقم الأزمة الصحية المعقدة؛ بسبب العدوان المستمر والحصار الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر".
تجدر الإشارة إلى أن مستشفى "العودة" كان قد حذر، الثلاثاء، من توقف خدماته المقدمة إلى المرضى والجرحى، بسبب نقص المستلزمات الطبية والأدوية والوقود، عقب الحصار الخانق الذي يعاني منه.
وشدد مسؤولون في الأمم المتحدة على تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة على ضوء تواصل العدوان الإسرائيلي وعرقلة المساعدات، موضحين أن "ربع سكان القطاع على حافة المجاعة".
وتتصاعد حدة الكارثة الإنسانية في قطاع غزة بشكل متسارع، لا سيما في الشمال، الذي سجل فيه حالات وفاة بين أطفال ومسنين؛ بسبب قلة الغذاء جراء الحصار الإسرائيلي.
ويشن الاحتلال حرب تجويع على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ضمن عدوانه الوحشي، وذلك عبر استهداف مصادر الحياة الأساسية، وعرقلة المساعدات الإنسانية.
وقال نائب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، ماوريتسيو مارتينا، إن "سكان غزة يواجهون اليوم انعداما خطيرا للأمن الغذائي، ومخاطر كبيرة للمجاعة بسبب الصراع".
وأضاف خلال جلسة بمجلس الأمن الدولي تحت عنوان "حماية المدنيين في الصراعات المسلحة"، أن "الأسباب الرئيسية لذلك هي زيادة حدة الصراعات، وانخفاض إمكانية الوصول إلى الغذاء والخدمات الأساسية والمساعدات المنقذة للحياة، وعزل الناس في مرافق غير ملائمة دون خدمات أساسية، وذلك وفقًا لمرحلة الأمن الغذائي المتكامل. وبحسب مقياس التصنيف (IPC)، فإن 378 ألف نسمة في غزة في وضع كارثي"، بحسب وكالة الأناضول.