أغلقت مراكز الاقتراع في الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين في ولاية ميشيغان، لصالح الرئيس الأمريكي الطامح بولاية ثانية، جو
بايدن، لكنها لم تخل من رسائل، حيث قالت نتائج أولية إن 13% من الديموقراطيين في الولاية صوتوا بـ"غير ملتزم" بدلا من دعم بايدن.
ما هو اللافت في الأمر؟
اللافت هذه المرة، رغم أن هذه الممارسة ليست غريبة على الديموقراطيين، أن النسبة جاءت أكبر من المرات السابقة، وتأثرت بشكل مباشر ورئيسي بالحرب الإسرائيلية على قطاع
غزة، والتي يدعمها بايدن على طول الطريق، وعرقلت بلاده 3 مرات مقترحا في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في القطاع.
ماذا تعني "غير ملتزم"؟
في اقتراع ولاية ميشيغان، يمكن للناخبين التصويت لأحد المرشحين المدرجين أو ملء خيار "غير ملتزم".
وبحسب صحيفة "
يو أس أيه توداي" ووفقًا لوزارة خارجية ميشيغان، فإن اختيار "غير ملتزم" يعني ضمنيًا أن الناخب يمارس تصويتًا حزبيًا ولكنه غير ملتزم تجاه المرشحين المدرجين.
يمكن للناخبين في ميشيغان أيضًا كتابة مرشح. وهذا يختلف عن التصويت "غير ملتزم".
مؤخرا
أطلق ديمقراطيون في ولاية ميشيغان حملة أطلقوا عليها "استمع إلى ميشيغان" طالبوا فيها الناخبين باختيار "غير ملتزم" في الانتخابات التمهيدية للولاية لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن.
وقال القائمون على الحملة، إن الهدف منها هو إرسال رسالة إلى بايدن بأنهم يرفضون تمويل بلدهم للحرب التي تشنها إسرائيل على غزة.
وأكدوا أن الرئيس السابق، دونالد
ترامب، فاز في عام 2016 في ولايتهم بفارق 10 آلاف صوت فقط، وإن على بايدن تغيير سياسته بشأن غزة ليفوز بأصواتهم.
وختم القائمون على الحملة
بحسب صفحتهم الرسمية، بأنه في الوقت الحالي، فإن بايدن لا يمثل غالبية الديمقراطيين في ولاية ميشيغان الذين أوصلوه إلى منصبه، لا سيما الشباب منهم.
ماذا قالوا؟
قالت رشيدة طليب، النائبة المسلمة في الكونغرس من أصول فلسطينية: "عندما يؤيد 74% من الديمقراطيين في ميشيغان وقف إطلاق النار، ومع ذلك فإن الرئيس بايدن لا يسمعنا، فهذه هي الطريقة التي يمكننا من خلالها استخدام ديمقراطيتنا لنقول "اسمع"".
وقال عبد الله حمود، رئيس بلدية ضاحية ديربورن ذات الكثافة السكانية العربية في ديترويت إن التصويت الثلاثاء يتعلق "بمحاسبة الرئيس بايدن على أفعاله".
وأضاف على صفحته على إنستغرام: "عندما نذهب إلى مركز الاقتراع ... وندلي بصوتنا على أننا "غير ملتزمين" ما نقوله هو أن قراره بشأن فلسطين غير مقبول".
وقالت ليلى العبد، إحدى منظمي حملة "استمع إلى ميشيغان"، للصحافيين إنه رغم فوز بايدن في الاقتراع إلا أن الأصوات "غير الملتزمة" والتي تمثل 13% من إجمالي المشاركين في الانتخابات الثلاثاء، تبعث "رسالة واضحة ومدوية مفادها أننا نطالب بوقف دائم لإطلاق النار الآن".
الصورة الأوسع
في الدورتين الانتخابيتين الأخيرتين لم تتجاوز نسبة "غير ملتزم" 2%، بينما بلغت 11% في المرة الأخيرة التي سعى فيها رئيس ديموقراطي في الحكم إلى إعادة انتخابه، حين فاز باراك أوباما عام 2012.
ويجري فرز الأصوات "غير الملتزمة" مثل باقي الأصوات، ويطمح أصحابها إذا تجاوزوا 15% من الأصوات رسميا، لإرسال مندوب يمثلهم إلى المؤتمر الحزبي العام. المنوط به تقديم المرشح الرئاسي الرسمي للحزب.
ماذا ننتظر؟
لا يتوقع أن تغير الأصوات "غير الملتزمة" مسار الانتخابات التمهيدية على مستوى الولايات، أو على مستوى البلاد، لكنها تبقى رسالة للمرشح بأن هنالك عددا لا بأس به من أنصار الحزب غير راضين عن ممارساته.
وقد يحرم المحجمون عن التصويت، مرشح الحزب من الفوز بأصوات الولاية كون الـ 13% في ميشيغان تساوي 100 ألف صوت، وهو عدد ليس بالهين في ولاية "متأرجحة".