سلطت صحيفة
لبنانية، الضوء على قصف
الاحتلال
الإسرائيلي أمس، والذي تجاوز أعماق جديدة وصلت إلى أكثر من 40 كيلومترا، في ارتفاع
جديد لمستوى
التصعيد مع
حزب الله.
وذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن "توسيع
الاحتلال اعتداءاته شمال نهر الليطاني، واستهدافه منشآت صناعية في محيط بلدة
الغازية الساحلية جنوب صيدا، يتخطى كونه ردا ميدانيا على عملية للمقاومة هنا أو
هناك".
وأكدت الصحيفة أن القصف الإسرائيلي تجاوز إضافي
للقواعد التي حكمت الميدان حتى الآن، ويؤسس مع مجزرتي النبطية والصوانة اللتين
استهدفتا مدنيين الأسبوع الماضي، لمعادلة جديدة يحاول العدو فرضها على حزب الله
ولبنان.
وأوضحت أنه "بعد فشل الضغوط الميدانية
السابقة، ومساعي الوفود الأجنبية للترويج للمطالب الإسرائيلية، وإحباط أي أمل
بتحقيقها عقب الخطابين الأخيرين للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وجد العدو
نفسه مدفوعا إلى رفع مستوى الضغط في محاولة لتوجيه مروحة من الرسائل".
العمق الجغرافي
ولفتت إلى أن ما يميز هذا القصف عمقه الجغرافي،
والذي يريد من خلال الاحتلال توجيه رسالة مفادها أنه على استعداد لتوسعة المواجهة
وللذهاب أبعد مما جرى حتى الآن، في سياق التصاعد المرتقب للمعركة.
واستدركت: "لا يعني ذلك أنه يتجه نحو حرب
واسعة وشاملة، إذ لا يزال أداؤه تحت هذا السقف، وإنْ كان متحركا على وقع التطورات
الميدانية والسياسية".
وبحسب الصحيفة اللبنانية، فإن القصف الأخير
يندرج ضمن دينامية الميدان وترجمة لرفع مستوى الضغط، وهو ليس مفاجئا، مع الأخذ في
الحسبان المرحلة التي بلغتها المعركة وانسداد السبل السياسية وفشل التهويد والضغوط
الميدانية.
محاولة إرباك حسابات
ورأت أن الاحتلال انتقل إلى محاولة إرباك حسابات
المقاومة اللبنانية عبر وضعها أمام خيارين، التكيف مع السقف الجديد من الاعتداءات،
أو الرد التناسبي الذي يدفع العدو باتجاهات أشد والتدحرج نحو مواجهة كبرى.
ونوهت إلى أن "الرهان الإسرائيلي نابع من
تقدير مفاده أن حزب الله حريص على تجنب التدحرج نحو حرب واسعة، لكن كل ذلك يندرج
ضمن إطار التكتيك التقليدي الذي يتبعه أطراف الصراع".
وبيّنت أن حزب الله بإمكانه أن يرتقي درجة
إضافية في ردوده، وينقل كرة النار إلى مؤسسة القرار الإسرائيلي، ويضعها أيضا بين
التكيّف مع هذا المستوى من الردود أو العودة إلى القواعد السابقة، أو التدحرج نحو
مواجهة كبرى.