نشرت صحيفة
الإسبانيول الإسبانية تقريرا، قالت فيه؛ إن فكرة إدخال
البطاقة الزرقاء في
كرة القدم تهدف إلى تعزيز اللعب النظيف وتقليل العنف والسلوك غير الرياضي، بعيدا عن العقوبات التقليدية مثل البطاقة الصفراء والحمراء، ولكن هذه الفكرة خلقت جدلا كبيرا وآراء متباينة حول تأثيرها على سير اللعب.
وتقول الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"؛ إن هذه الفكرة سوف تناقش بشكل رسمي في شهر آذار/مارس المقبل، ثم الشروع في تجربتها في المستويات التنافسية الدنيا. وقد فجرت هذه القنبلة خلال الأسبوع الماضي، حيث إن عالم كرة القدم بدأ يستعد لإدخال فكرة البطاقة الزرقاء، بحسب آخر مقترح تقدم به مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB)، وهو الجهاز المسؤول عن اتخاذ القرارات المنظمة للعبة، الذي يقول؛ إن البطاقة الزرقاء سوف تحرم اللاعب من المشاركة لمدة 10 دقائق.
وتوضح الصحيفة أن هذه البطاقة ستضاف إلى البطاقتين الصفراء والحمراء، وستكون موجهة لردع تصرفات معينة مثل
المخالفات التكتيكية أو عمليات الاحتجاج على التحكيم، التي دائما ما توتر الأجواء في الميدان.
ولكن بحسب الصحيفة، فإن هذه الأخبار أثارت شكوكا وانقساما حادّا في صفوف مشجعي أندية الكرة، وأيضا الشخصيات البارزة في المشهد الرياضي بشكل عام، حيث يطرح سؤالان أساسيان هما: كيف ستؤثر البطاقة الزرقاء على الحراس؟ وكيف ستؤثر على المدربين؟
وتؤكد الصحيفة أن حراس المرمى سوف يتأثرون بدورهم بالبطاقة الزرقاء مثل بقية اللاعبين، ولذلك عبر ماوريسيو بوتشيتينيو مدرب تشيلسي اللندني عن قلقه من تبعات هذا القرار وقال: "ماذا عن الحراس، هل سنلعب من دونهم عشر دقائق؟ أو يجب تعيين لاعب من الفريق يرتدي قميص الحارس لمدة عشر دقائق؟"
وتنقل الصحيفة عن التلغراف البريطانية، أن الإجابة على هذا السؤال تتمثل في أن الحارس الذي يحصل على بطاقة زرقاء، سوف يجبر فريقه على الاختيار بين قرارين: إما إجراء تبديل أو وضع لاعب من الميدان في حراسة المرمى لمدة عشر دقائق. وفي حال القيام بالتبديل، فإن هذا مسموح لمرة واحدة لا أكثر خلال كل مباراة. وفي حالة استحالة هذا الأمر، يمكن لأحد اللاعبين من الميدان التحول إلى حارس.
أما بالنسبة للمدربين، فإن هذا الأمر ليس معقدا، حيث إن البطاقة الزرقاء لن تطبق على دكة الاحتياط، بما في ذلك أيضا المدربون الذين ستقتصر عقوباتهم كما هو الحال الآن على البطاقة الصفراء والحمراء.
الفيفا ستناقش كيفية إدخال هذه الفكرة
تقول الصحيفة؛ إن البطاقة الزرقاء لن تعوض البطاقتين الصفراء والحمراء المعروفتين منذ وقت طويل في اللعبة الشعبية الأولى في العالم. وإذا تم تطبيقها، فإنه سوف تتم المراوحة بين ثلاث بطاقات، واللاعب الذي يجمع بين بطاقة صفراء وبطاقة زرقاء سوف يقصى.
وتشير الصحيفة إلى أن البطاقة الزرقاء تشبه عقوبات موجودة في رياضات أخرى، فالاستبعاد المؤقت من المشاركة في اللعب هي فكرة موجودة في كرة اليد؛ حيث يعاقب اللاعب بالخروج لمدة دقيقتين. كما أن كرة القدم داخل الصالات تتضمن قوانينها البطاقة الزرقاء منذ مواسم عديدة، والهدف منها كما هو الحال مع المقترح الجديد في كرة القدم، هو استبعاد اللاعب لبعض الدقائق ثم السماح له بالعودة.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا قد حاول تهدئة الأجواء بعد ردة الفعل القوية في الأوساط الرياضية، حيث قال؛ إن أي اختبار أو تنفيذ لهذه الفكرة سوف يقتصر على المستويات الدنيا من المنافسة، وهو الموقف نفسه الذي تنوي الفيفا التمسك به عند المناقشات في الاجتماع العام السنوي لمجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي سينعقد في الثاني من آذار/ مارس المقبل. وحتى ذلك التاريخ، ستحبس الأنفاس في ملاعب كرة القدم، في انتظار قرار يمكن أن يغير من شكل اللعبة.