اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي أن شعبة العمليات في
الجيش متورطة في تشغيل قناة على موقع "تلغرام" كانت تبث مشاهد مروعة وتحريضية، مصحوبة بشتائم نابية ضد الفلسطينيين، من بينها تمثيل بجثث المقاومين الفلسطينيين الذين قضوا في هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن "الجيش الإسرائيلي" اعترف أخيرا بأن
قناة التلغرام "72 حورية- بدون رقابة" انطلقت من قسم التأثير في شعبة العمليات التابعة للجيش، في أعقاب تحقيق أجرته الصحيفة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي عن القناة ذاتها.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بعد أن نشرت التحقيق، تنصل الجيش الإسرائيلي من المسؤولية وقال إنه لا صلة له بالقناة المثيرة للجدل، لكنه تراجع عن النفي، واعترفوا أن القناة تم تشغيلها من قبل ضباط وجنود في شعبة العمليات، وفي أعقاب هذا الكشف تقرر أن ينهي رئيس قسم التأثير في الشعبة خدمته وأن يستقيل من الجيش الإسرائيلي.
وتبين من المعلومات التي وصلت إلى الصحيفة بأن ضباطا وجنودا في قسم التأثير، المسؤول عن عملية الحرب النفسية "ضد العدو" ومجتمعات أجنبية، بدأوا في تشغيل القناة بشكل مستقل وبدون مصادقة رسمية في اليوم الثاني للحرب، وأن رسائل القناة كانت موجهة للجمهور الإسرائيلي، بخلاف مهمة الشعبة الأصلية.
وعرضت القناة مضامين ومشاهد صعبة بينها عرض جثث لمقاتلي حماس، مكتوب عليها عبارات
تحريضية، ومواد مصورة حصرية من داخل
غزة، إضافة إلى آلاف المنشورات والصور وأفلام الفيديو لقتل مسلحين وتدمير المباني في القطاع.
كما استخدم مشغلو القناة لغة فظة وبذيئة مصاحبة للمشاهد، إلى جانب تعليق مرفق على عمليات قتل المسلحين من قبيل "نحرق أمهاتهم، نسمع تكسير عظامهم، استعدوا". إلى جانب صور أسرى وجثث مسلحين تم توثيقهم في القطاع وكتب عليها: "نبيد الصراصير، نبيد فئران حماس، شاركوا هذا الجمال".
وعلى سبيل المثال، نشر أحد الجنود تسجيلا وهو يضع رصاص بندقيته في دهن الخنزير، تمهيدا لقتل الفلسطينيين، وكتب معلقا: "ما هذا الأخ البطل، إنه يدهن الرصاص بشحم الخنزير، لن تحصلوا على حورياتكم". وكتب أيضا "عُصارة القمامة، ها هو مخرّب آخر يموت، يجب سماع هذا مع الصوت وستموتون من الضحك".
وفيلم آخر ظهرت فيه سيارة إسرائيلية وهي تدهس جثة مسلح مرة تلو الأخرى وكتب تعليق عليه يقول: "فيلم حصري في ليلة سعيدة، نحن نفعل بأبناء الزنا".
يتواصل عدوان الاحتلال على قطاع غزة، لليوم الـ122 على التوالي، مخلفا عددا هائلا من الشهداء والمصابين، وسط تواصل القصف وترقب للتطورات على صعيد صفقة تبادل جديدة، إضافة إلى تهديدات الاحتلال باجتياح رفح.
واستشهد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 27131 فلسطينيا، فيما وصل عدد المصابين إلى 66287 مصابا، 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال بحسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.