شدد النائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية، أوغوز أوتشنغو، على أهمية قرار محكمة العدل الدولية في ما يتعلق بقضية "الإبادة الجماعية" ضد دولة
الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه اعتبره "منقوصا"، مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة وقف إطلاق النار وفتح معبر رفح الحدودي لدخول المساعدات الإنسانية.
وقال أوتشنغو، في حديث خاص مع "عربي21" على هامش مؤتمر أقامه "مجلس مسلمي أوروبا" في مدينة إسطنبول التركية، إن "الحرب الإسرائيلية على قطاع
غزة هي مأساة كبيرة وإبادة جماعية عظيمة".
وأضاف أن "محكمة العدل الدولية في لاهاي اتخذت قرارا مهما للغاية، لكنه للأسف قرار منقوص"، مشددا على ضرورة وقف الأعمال القتالية بشكل فوري وإدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة.
وفي 26 كانون الثاني/ يناير الجاري، اتخذت محكمة العدل الدولية قرارا مؤقتا، بناء على الدعوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا بشأن انتهاكات دولة الاحتلال لاتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية، في قطاع غزة.
وبحسب نص القرار، فإن دولة الاحتلال ملزمة باتخاذ جميع التدابير لمنع وقوع إبادة جماعية في القطاع، وهو قرار حظي بدعم 15 من أصل 17 قاضيا، وتم بثه بشكل مباشر من الموقع الرسمي للمحكمة.
وشدد البرلماني التركي خلال حديثه لـ"عربي21"، على أن عدم رفض "العدل الدولية" النظر في قضية الإبادة الجماعية يعتبر "حدثا مهما للغاية"، بحسب تعبيره.
ولفت إلى أن دولة الاحتلال لا تعترف بالقانون الدولي، موضحا أن عدم تقييد "إسرائيل بقرارات المحكمة أمر متوقع منذ البداية".
وحول سؤال وجهته "عربي21" بشأن موافقة البرلمان التركي على عضوية
السويد في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أوضح أوتشنغو أن الموافقة التركية جاءت بعد تعهد ستوكهولم بمكافحة نشاط الجماعة الإرهابية وتعزيز حماية القيم الإسلامية، فضلا عن رفع جميع أشكال الحظر التي فرضتها السويد على
تركيا.
والثلاثاء، صادق البرلمان التركي، على طلب انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو"، في خطوة أنهت تأخيرا استمر أكثر من عام في المصادقة على انضمام الدولة الإسكندنافية إلى التحالف العسكري الغربي.
ولفت البرلماني التركي إلى أن عملية انضمام السويد أصبحت بعد موافقة البرلمان التركي في أيدي المجر، قائلا: "إذا وافق البرلمان المجري، فإن السويد سوف تصبح عضوا في حلف شمال الأطلسي، وستكون جزءا من ميثاق الدفاع".
وتاليا نص اللقاء كاملا:
كيف تقيم الأوضاع في غزة بعد أكثر من مئة يوم من العدوان؟
للأسف، إن ما نشاهده في قطاع غزة هو مأساة لم تقل لها الإنسانية "كفى" حتى الآن. يتم استهداف المواطنين، ويتم استهداف البنية التحتية المدنية. وتتم معاقبة الشعب بشكل كامل. ولا أحد يقول توقفوا عن ذلك.
هناك صوت عالٍ في تركيا، يتمثل برئيسنا رجب طيب أردوغان، يقول (لدولة الاحتلال): لقد ارتكبت جريمة ويجب تسجيل هذه الجريمة في المحاكم ويجب إدانة من ارتكب هذه الجريمة.
إن غزة الآن عبارة عن امتحان لنا جميعا. ونحن بحاجة إلى بذل جهد أكبر لاجتياز هذا الامتحان. ونحن بحاجة إلى تكثيف جهودنا لإعلان وقف إطلاق النار على الفور. وعلينا أن نؤكد بقوة على ضرورة فتح معبر رفح الحدودي، وعلى الإنسانية جمعاء أن تبذل جهدا حقيقيا لوقف الحرب وإحلال السلام.
ما تعليقك على قرار محكمة العدل الدولية بشأن قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي؟
طبعا الحرب في غزة هي مأساة كبيرة وإبادة جماعية عظيمة، وقد اتخذت المحكمة الدولية قرارا مهما للغاية بشأن الإبادة الجماعية، لكنه للأسف قرار غير كامل، حيث يجب أن تتوقف الحرب وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
إن "إسرائيل" لا تعترف بالقانون الدولي. ولذلك توقعنا بالفعل أنها لن تعترف بقرارات هذه المحكمة. إلا أن عدم رفض المحكمة لقضية الإبادة الجماعية يعتبر حدثا مهما للغاية. وبعد هذا القرار، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أصيب بالجنون الآن. إنه يتحدث عن الدفاع عن النفس لكنه يعاقب الملايين من الناس للدفاع عن نفسه فقط. يتم ارتكاب وحشية غير مسبوقة. وهو يفعل ذلك فيما ينظر في عيون البشرية جمعاء.
في ملف منفصل، كيف ترى مصادقة البرلمان التركي على عضوية السويد في "الناتو" بعد تأخير استمر أكثر من 20 شهرا؟
كما تعلمون، فإن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي. وحلف شمال الأطلسي هو تحالف دفاعي، وتعتبر بلادنا أحد أقوى وأهم العناصر العسكرية في حلف شمال الأطلسي.
بعد حرب روسيا على أوكرانيا، تقدمت الدول التي لها حدود مع روسيا، بالإضافة إلى دول الشمال، فنلندا والسويد، بطلب للحصول على العضوية في حلف شمال الأطلسي. تركيا كانت مترددة بشأن عملية تقييم العضوية في الناتو. وتم حل هذه الترددات من قبل كل من فنلندا والسويد. ونتيجة لذلك، فقد قامت السويد بتعديل الدستور السويدي وتغيير اللوائح القانونية، والتزمت بالعمل بشكل أكثر فعالية في الحرب ضد الإرهاب، ووعد بأنها ستتصرف بحساسية أكبر في أنشطة مثل حماية القيم الإسلامية ومنع حرق القرآن. وتم اتخاذ قرارات المحكمة بهذا الشأن.
والأهم من ذلك، أنه تم رفع جميع أشكال الحظر التي فرضتها السويد على تركيا. إن العملية التالية أصبحت الآن بين يدي المجر. وإذا صادق البرلمان في المجر على انضمام السويد، فإنها سوف تصبح عضوا في حلف شمال الأطلسي، وستكون جزءا من ميثاق الدفاع.
ما هي سبل التعاون مع السويد في المستقبل بعد إزالة العراقيل بينكم وبينها؟
السويد بلد متقدم في مجال التكنولوجيا، وبلد قوي جدا في ما يتعلق بالصناعات الدفاعية، ولذلك نعتقد أن فرص التعاون الجاد ستنشأ من هنا. لكن قبل كل شيء، نحن بلد يؤمن بضرورة إحلال السلام. نحن نعمل على تحسين قدراتنا الدفاعية من أجل زيادة الردع، وذلك في سبيل إحلال السلام وليس الحرب.
ونعتقد أيضا أن الإنسانية لا تحتاج إلى المزيد من الحروب، بل إلى المزيد من السلام في الوقت الحالي. وفي الفترة المقبلة سوف يكون واجب بلادنا الدائم هو الوساطة، تماما كما فعلت بين روسيا وأوكرانيا. وإحلال السلام سوف يعني تنمية التعاون والتقاسم المتساوي للرخاء على الأرض.