قالت صحيفة "
وول ستريت جورنال" في تقرير لها، إن الحرب على
غزة فرضت حسابات جديدة على العلاقات
المصرية الإسرائيلية الحساسة، وتحولت العلاقات بين الطرفين من التوتر إلى مرحلة الانهيار.
وتعزو الصحيفة انزلاق العلاقات نحو الهاوية، عقب تحذير مصر من تهجير أعداد كبيرة من الفلسطينيين من غزة إلى شبه جزيرة سيناء بينما تواصل "إسرائيل" حربها في غزة، إضافة إلى تراجع حركة المرور في
قناة السويس ما أدى إلى تفاقم الوضع.
ولفتت إلى أن "إسرائيل" حاولت مؤخرا دفع مصر لقبول وجود عسكري إسرائيلي في ممر فيلادلفيا، على الحدود بين قطاع غزة ومصر، تحت ذريعة منع "حماس" من تهريب السلاح عبر الحدود، وهو ما رفضته مصر على أساس أنه انتهاك لسيادتها.
ورفضت مصر مرارا اتهامات إسرائيلية بالسماح بتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، وعدم سيطرتها على الحدود، فيما تقول القاهرة إنها تسيطر تماما على الحدود وقامت خلال السنوات الماضية بهدم نحو 1500 نفق على الحدود، وإقامة حواجز أمنية مشددة قريبة من قطاع غزة.
وقالت الصحيفة إن الحرب أضرت بالعلاقات الاقتصادية الهشة بين الجانبين، إذ توقفت الرحلات الجوية المباشرة بين القاهرة و"تل أبيب"، وتوقفت حركة السياحة الإسرائيلية إلى مصر، وتم تجميد اجتماعات منظمة الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وذكرت الصحيفة أن مصر خسرت ما يقرب من 40% من عائدات قناة السويس في الشهرين الأخيرين مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وذلك نتيجة تراجع حركة مرور السفن في القناة بنحو 30% بحسب ما قالت هيئة قناة السويس، نتيجة تحويل مسار السفن لتجنب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وكانت مصر قال الشهر الماضي، إن كل ممارسات "إسرائيل" على الأرض تؤكد نيتها تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم.
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية المصرية قالت إنه تعقيب على تصريحات أدلى بها وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، الثلاثاء، بشأن "تشجيع الهجرة الطوعية من قطاع غزة".
وأكد المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، في البيان "موقف مصر الرافض جملةً وتفصيلاً لأي محاولات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين خارج غزة بشكل طوعي أو قسري".
واعتبر أن "كافة الممارسات الإسرائيلية على الأرض تؤكد النوايا الإسرائيلية لفرض التهجير القسري للفلسطينيين خارج أراضيهم".
وفي أكثر من مناسبة منذ اندلاع الحرب، حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من تداعيات أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء المصرية، لا سيما احتمال تصفية القضية الفلسطينية.
وارتفعت حصيلة الضحايا في العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى أكثر من 26 ألف شهيد، وإلى نحو 64,500 جريح.