نقل وسطاء أمريكيون رسالة مفادها أن
دخول الحرب على
غزة مرحلتها الثالثة سوف يفرض وتيرة مختلفة جداً عن العمليات
العسكرية، بما يؤدي إلى وقف شبه كامل لإطلاق النار، ما يسمح بإقناع حزب الله بوقف
عملياته على طول الحدود مع فلسطين المحتلة.
وقالت صحيفة الأخبار
اللبنانية، إن هذه الرسالة التي أُبلغت بها
فرنسا والجهات العربية؛ تأتي
بعد زيارة وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو لتل أبيب قبل أيام.
ونقل الوسطاء تقديرهم بأن المرحلة الثالثة سوف تبدأ مطلع الشهر المقبل، وسوف ينسحب
بموجبها جيش
الاحتلال من معظم قطاع غزة، ويعيد انتشاره ضمن حزام ضيّق على طول
الحدود مع القطاع، مع الإبقاء على نقاط تمركز في المنطقة الوسطى، وتحديداً في
منطقة وادي غزة، فيما سوف تتوقف العمليات العسكرية الواسعة من اجتياحات إلى غارات
واسعة، وفق الصحيفة.
وأضاف
الوسطاء أن إسرائيل سوف تعلن أنها تحتفظ لنفسها بحقّ مواصلة العمليات الهادفة إلى
تحقيق هدف القضاء على حماس واستعادة أسراها.
وبحسب
التفسيرات التي يحملها الوسطاء، فإن هذه المرحلة سوف تعني وقف العمليات العسكرية
الكبيرة، وسوف يلتفت العالم إلى صورة جديدة للحرب، وبالتالي، لن يكون هناك مبرّر لاستمرار جبهة المساندة القائمة الآن في لبنان أو في جبهات أخرى.
وأشارت
الصحيفة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يعوّل كثيراً على هذه الوساطة لأجل تحقيق
سلّة من الأهداف التي تزعجه، لافتة إلى وجود قناعة إسرائيلية أن حزب الله له دور
أساسي وكبير في كل ما يجري ليس في لبنان فقط، بل في سوريا والعراق وحتى اليمن، مضيفة
أن إقناع حزب الله بالتسوية سوف يفتح
الباب أمام وقف كل أنواع الإسناد التي تقوم بها مجموعات مقاومة دعماً للفلسطينيين
في غزة.
ونقلت
الصحيفة عن الوسطاء قولهم، إن النقاش يقوم الآن على وقف العمليات العسكرية، قبل
الدخول في نقاش مختلف حول كيفية إدارة الوضع على الحدود مع لبنان ربطاً بالقرار
1701.
وتابعت: "في هذه النقطة يطالب الاحتلال بأن لا يعود عناصر المقاومة إلى النقاط التي كانوا
ينتشرون فيها قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأن يجري تعزيز وجود القوات
الدولية والجيش اللبناني بما يمنع عناصر المقاومة من العودة للظهور عند السياج
الحدودي".
وبحسب الوسطاء، فإن حصول مثل هذا الأمر، يعني أنه
بمقدور حكومة "إسرائيل" الطلب إلى المستوطنين العودة إلى مستعمراتهم القريبة من
الحدود مع لبنان، وإعادة دورة الحياة إلى هذه المنطقة بصورة تدريجية، سيّما أن
الوسطاء ينقلون وجود أزمة كبيرة نتيجة نزوح أكثر من 125 ألف مستوطن إلى وسط الكيان
وجنوبه، وفق الصحيفة.
ولليوم الـ111 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 25700 شهيد، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز الـ64 ألف مصاب بجروح مختلفة، فضلا عن الدمار الهائل في الأبنية والبنية التحتية.