يسعى رئيس الوزراء
الهندي، ناريندرا مودي، إلى تعزيز شعبية حزبه المتطرف، في الانتخابات المقبلة، عبر حضوره مراسم افتتاح
معبد هندوسي، أقيم على أنقاض
مسجد هدمه متطرفون هندوس قبل نحو ثلاثة عقود.
وشيد معبد لأحد أهم آلهة
الهندوس رام، بكلفة وصلت إلى 217 مليون دولار، بعد هدم مسجد بابري، الذي بني في القرن السادس عشر، على أنقاض موقع ولادة رام كما تزعم الأساطير الهندوسية.
وهاجم آلاف المتطرفين الهندوس عام 1992، المسجد التاريخي، وقاموا بمذابح بحق المسلمين، وهدم المسجد بالكامل، والإعلان عن السيطرة على المكان ومنع إقامة المسجد مجددا.
وساهم صعود الحزب القومي الهندوسي المتطرف "بهاراتيا جاناتا"، على مدار العقود الماضية، وهيمنته على السياسة في الهند، في موجات من الهجمات المتطرفة ضد المسلمين، وحشد الدعم من أجل بناء معبد "الإله رام"، وتحويل المنطقة إلى محج هندوسي والسيطرة على المنطقة بالكامل.
ومن أجل استعادة المسجد، لجأت الجماعات الإسلامية في غوجارات، إلى خوض معركة قضائية، لكن المحكمة العليا في الهند، أنهت القضية بقرار أثار الجدل، حين اعتبرت هدم المسجد انتهاكا صارخا للقانون، لكنها منحت الأرض للهندوس واعتبرتها ملكا لهم.
وقال ضياء أوس سلام، مؤلف كتاب "أن تكون مسلما في الهند الهندوسية"، إن "هناك تخوفا من أن هذه الحكومة وجميع أتباعها يريدون محو كل آثار المسلمين أو الحضارة الإسلامية من البلاد.."
وتعرض المسلمون الهنود لهجمات متزايدة في السنوات الأخيرة من قبل جماعات قومية هندوسية، ودخلت ثلاثة مساجد تاريخية على الأقل في شمال الهند في نزاعات قضائية بسبب مزاعم بأنها بنيت على أنقاض المعابد.
ويقول خبراء إن المعبد المخصص للمعبود الهندوسي الأكثر تبجيلا اللورد رام، من شأنه أن يعزز إرث مودي كواحد من أكثر زعماء الهند أهمية، بعدما سعى صراحة إلى تحويل البلاد من ديمقراطية علمانية إلى أمة هندوسية بحسب وكالة أسوشييتد برس.
وقال نيلانغان موكوبادهياي، وهو خبير في القومية الهندوسية، ومؤلف كتاب عن مودي، إنه "منذ البداية، كان مودي مدفوعا بتأكيد خلوده في التاريخ. وقد ضمن ذلك من خلال معبد رام".
ويرى كثيرون أن افتتاح المعبد بداية الحملة الانتخابية لمودي، الذي اتهم على نطاق واسع بتبني التفوق الهندوسي في الهند العلمانية.