كشف مسؤول عربي كبير عن خطة عربية جديدة تشمل
التطبيع مع
الاحتلال، مقابل وقف إطلاق النار في قطاع
غزة واتخاذ خطوات جدية لإنشاء دولة فلسطينية.
ونقلت صحيفة "
فايننشال تايمز" عن مسؤول عربي قوله، إن
الدول العربية تعمل على مبادرة لضمان وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة كجزء من خطة أوسع يمكن أن تعرض على دولة الاحتلال الإسرائيلي تطبيع العلاقات إذا وافقت على خطوات "لا رجعة فيها" نحو إنشاء دولة فلسطينية.
وقال المسؤول الذي لم يذكر اسمه، إن الخطة يمكن أن تشمل "جائزة" التطبيع مع السعودية في غضون أسابيع قليلة في محاولة لإنهاء
الحرب التي تشنها "إسرائيل" في غزة، ولمنع اندلاع صراع أوسع في الشرق الأوسط.
وكشفت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" أن مسؤولين عربا ناقشوا الخطة مع الحكومة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، وسيشمل ذلك موافقة الدول الغربية على الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية، أو دعم حصول الفلسطينيين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وتأتي هذه المبادرة في الوقت الذي تواجه فيه "إسرائيل" ضغوطا دولية متزايدة لإنهاء هجومها على غزة المحاصرة، مع تكثيف الولايات المتحدة جهودها الدبلوماسية لمنع اندلاع حريق أوسع نطاقا والضغط من أجل التوصل إلى حل طويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده.
متى ستعترف الرياض بـ"إسرائيل"؟
وعندما سئل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يوم الثلاثاء عما إذا كانت الرياض ستعترف بـ"إسرائيل" كجزء من اتفاق سياسي أوسع، قال "بالتأكيد".
وقال أمام لجنة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: "نحن متفقون على أن السلام الإقليمي يشمل السلام لإسرائيل، لكن ذلك لا يمكن أن يحدث إلا من خلال السلام للفلسطينيين من خلال دولة فلسطينية".
وفي وقت لاحق من يوم الثلاثاء، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن "واشنطن ما زالت تركز على تأمين اتفاق يؤدي إلى تطبيع السعودية العلاقات مع إسرائيل كجزء من خططها لفترة ما بعد الحرب".
وقال سوليفان في دافوس: "نهجنا يركز وسيظل يركز على التحرك نحو مزيد من التكامل والاستقرار في المنطقة".
لكن "إسرائيل" يبدو أنها تقف عائقا أمام إنشاء دولة فلسطينية، خصوصا القيادة الحالية الأكثر تطرفا، ففي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه "فخور" لأنه منع إنشاء دولة فلسطينية، قائلا "الجميع يفهم ما كان سيحدث لو استسلمنا للضغوط الدولية ومكننا من إقامة دولة كهذه".
ويترأس نتنياهو الحكومة الأكثر يمينية متطرفة في تاريخ "إسرائيل"، والتي تضم مستوطنين صهاينة متدينين يدعون علناً إلى ضم الضفة الغربية.
وقال المسؤول العربي الكبير، إنه "بالنظر إلى الجسم السياسي الإسرائيلي اليوم، ربما يكون التطبيع هو ما يمكن أن ينقذ الإسرائيليين من الهاوية".
وكانت المملكة العربية السعودية تقترب من إقامة علاقات دبلوماسية مع "إسرائيل" قبل هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، مقابل موافقة الولايات المتحدة على اتفاقية أمنية مع الرياض ودعم تطوير الطموحات النووية للمملكة.
وقبل اندلاع الحرب، كان من المقرر أن يزور بلينكن الرياض في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر لمناقشة الخطط الخاصة بالفلسطينيين، ضمن صفقة التطبيع مع السعودية، لكن هجوم حماس ورد فعل "إسرائيل" في غزة قلب هذه العملية رأساً على عقب.
لكن بلينكن قال الأربعاء خلال مؤتمر دافوس، إن الأمر متروك لـ"إسرائيل" من أجل استغلال الفرصة التي نعتقد أنها موجودة.