شدد الداعية الكويتي،
طارق السويدان، على شرعية وضرورة
المقاومة ضد
الاحتلال الإسرائيلي الذي يشن حرب إبادة جماعية ضد الشعب
الفلسطيني في قطاع
غزة، موضحا أن صمود الغزيين لأكثر من 100 يوم أمام المجازر الإسرائيلية المتواصلة "معجزة".
وقال السويدان في تصريح خاص لـ"عربي21"، على هامش مؤتمر "الحرية لفلسطين" الذي يُقام لمدة يومين في مدينة إسطنبول التركية، إن "100 يوم من الصبر والجهاد أمر لوحده يعتبر معجزة أمام هذه القوة الغاشمة (الاحتلال الإسرائيلي)"، مؤكدا أن "الظلم والقتل والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين جرائم لن تستمر أبدا".
وأشاد الداعية الكويتي بصمود المقاومة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة، متوجها للغزيين بالقول: "أوجه رسالة إلى الأبطال في غزة وكل فلسطين، رأيتم وقفة الأمة والعالم كله معكم، وتذكروا أنكم رأس الحربة للجهاد، وأنكم أنتم الذين حملتم الراية، وأنتم إذا ذهبت هذه الجذوة ذهب الجهاد في الأمة وخذلت الأمة، فأنتم شرف الأمة وعزها".
وأضاف: "الأمة كلها معكم لولا حكّام عطّلونا لكانت نصرتكم أضعاف ما ترون".
ولفت السويدان إلى أن "التخاذل والخزي في الموقف العربي (الرسمي) لا يخفى على أحد، إلى درجة أن جنوب أفريقيا هي التي تقدمت في محكمة العدل الدولية، وسبقتنا لذلك رغم أن القضية قضيتنا".
وتابع: "هنا بالطبع نشكر جنوب أفريقيا ونعتب في الوقت ذاته على الحكومات التي تخاذلت، لكن بكل حال الذين سينصرون القضية نصرة حق لا هؤلاء ولا هؤلاء، لأن النصر من عند الله"، حسب تعبيره.
وشدد السويدان في معرض حديثه عمن يقومون بالتشكيك بالمقاومة وشرعيتها، على أن "المقاومة حق ولا مجال للحديث عن شرعيتها أبدا"، لافتا إلى أن "الذين لم يقوموا بدعم المقاومة هم من خذلوا الأمة جمعاء".
ومضى مخاطبا من لا يرى شرعية للمقاومة الفلسطينية، قائلا: "انتصروا لأنفسكم أولا لأن الله هو الذي سينصر المقاومة، وفلسطين لنا من البحر إلى النهر، ومصير هذه الدولة (الاحتلال) النشاز في الجغرافيا والتاريخ إلى زوال".
وتشهد مدينة إسطنبول انعقاد مؤتمر دولي لنصرة غزة ودعم المقاومة تحت شعار "الحرية لفلسطين"، بمشاركة حشد كبير من الرموز والمفكرين والقيادات الشعبية والسياسية، وممثلي الأديان الثلاثة من مختلف أنحاء العالم.
ويهدف المؤتمر الذي انطلق الأحد بالتزامن مع اليوم المئة من العدوان الهمجي على غزة، إلى التأكيد على شرعية المقاومة الفلسطينية لكونها حق وواجب أصيل، ويدعو إلى تجريم الصهيونية عالميا لما تمثله من عنصرية وإحلالية، فضلا عن كونها حركة استعمارية تستهدف الأرض والإنسان والحضارة والتاريخ والمقدسات في فلسطين.
ولليوم الـ101 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
ويعاني أهالي قطاع غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تواصل العدوان والقصف العشوائي العنيف، وسط نزوح أكثر من 1.8 مليون نسمة داخليا إلى المخيمات غير المجهزة بالقدر الكافي ومراكز الإيواء.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 24 ألف شهيد، فيما اقترب عدد الجرحى من حاجز الـ61 ألف مصاب بجروح مختلفة، فضلا عن تدمير 70 بالمئة من الأبنية والبنية التحتية.