توحد
اليمنيون، كما لم
يتوحدوا من قبل، على رفض الضربات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية
والمملكة المتحدة، فجر الجمعة، على عدد من المواقع والمعسكرات التابعة لجماعة
الحوثيين في عدد من محافظات البلاد.
ورغم الخلاف العميق مع
الحوثيين، إلا أن ردة فعل أوساط يمنية، كان تحمل طابع شبه إجماع على رفض الضربات
الأمريكية والبريطانية فجر الجمعة، على عدد من المحافظات، بينها العاصمة صنعاء التي
يسيطر عليها الحوثيون.
ورصدت
"عربي21" أبرز تعليقات شخصيات وناشطين وإعلاميين يمنيين، معظمهم معارضون
لجماعة الحوثي، واكتووا بنيرانها على مدى 9 سنوات من الحرب الدامية في البلاد.
"اليمنيون يقفون ضدها"
وفي السياق، قال سفير
اليمن لدى منظمة اليونسكو، محمد جميح؛ إن ضرب البر اليمني لن يجلب الأمان للبحر.
وأضاف جميح عبر منصة
"إكس": "تعرف واشنطن أن سلام الشرق الأوسط يتمثل في الضغط على
إسرائيل لوقف عدوانها على غزة، وإجبارها على تنفيذ القرارات الدولية بإنهاء
الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية".
وأشار الدبلوماسي
اليمني: "هذا هو طريق السلام الوحيد وليس توجيه ضربة عسكرية لليمن"،
مؤكدا أن كل اليمنيين سيقفون ضدها (الضربة العسكرية)، مهما اختلفوا.
"إجماع شامل"
من جانبه، قال
الإعلامي اليمني في قناة الجزيرة القطرية، أحمد الشلفي؛ إن هناك إجماعا شاملا في
الأوساط اليمنية تقريبا على رفض
الهجمات التي نفذتها بريطانيا وأمريكا على
المحافظات اليمنية.
وأرجع الشلفي عبر منصة
"إكس" ذلك الموقف "باعتبار الهجمات خرقا للسيادة اليمنية، واعتداء
على أراضي الجمهورية اليمنية ومساسا بأمنها، من قبل دول أجنبية هدفها حماية
إسرائيل وتوفير غطاء لها لقتل الأبرياء في غزة وتدميرها، من خلال الإضرار بأمن بلد
آخر هو اليمن".
"حروبنا الداخلية بيننا"
مدير قناة "يمن
شباب" اليمنية، وسيم القرشي، من جهته، قال: "سنقف مع كل فعل يساند
الشعب الفلسطيني في قضيته مهما كان، وسنرفض أي انتهاك غربي استعماري لأي شبر في
اليمن أو أي بلد عربي".
وتابع القرشي عبر منصة
"إكس": "سنقف ضد أي استهداف لأي مواطن يمني أو عربي، حروبنا
الداخلية يجب أن تظل بيننا، فما نفقده بيننا سيبقى استرداده متاحا سلما أو حربا"، مشيرا إلى أن فقد الكرامة والسيادة والأوطان
لصالح القوى الاستعمارية، سيكون ثمنه باهظا، ومن لا يستطيع فهم هذه التوازنات، فعليه
إعادة قراءة التاريخ ولا داعي للمزايدات.
"فلسطين قضيتنا الأولى"
بدوره، أكد مستشار
وزير الإعلام اليمني في الحكومة المعترف بها، مختار الرحبي، أن أي يمني يقف مع
أمريكا وبريطانيا ودول تحالف حماية السفن الصهيونية، عليه أن يراجع يمنيته وعروبته.
وقال الرحبي عبر
"إكس"؛ إن هذه الدول تحمي وتدعم الكيان الصهيوني الإرهابي الذي قتل 30
ألفا من أطفال ونساء وأبناء غزة، وحين تم إغلاق البحر الأحمر والعربي في وجه سفن هذا الكيان الإرهابي، قام هذا التحالف القذر لضرب اليمن ومعاقبة اليمن على موقفه
الشريف تجاه غزة وفلسطين.
وأوضح المسؤول اليمني: "نختلف داخليا في قضايا كثيرة لكن فلسطين هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك، وأي
عدوان على اليمن من دول الإرهاب العالمية سنقف ضده، وسيكون هناك ملايين من أبناء
الشعب اليمني العظيم في مقدمه المدافعين عن تراب اليمن العظيم" .
" غير مقبول إطلاقا"
وكان نائب رئيس
البرلمان اليمني، عبدالعزيز جباري، قد أعلن في الأيام الماضية، رفضه أي استهداف
أمريكي أو بريطاني لليمن.
وقال جباري عبر موقع
"إكس"؛ إن "أي استهداف لليمن من قبل أمريكا وبريطانيا, الهدف منه
حماية الكيان الصهيوني، وليس حماية الملاحة الدولية كما يدعون".
وأضاف نائب رئيس
البرلمان اليمني، أنه من حق العرب والمسلمين بل من واجبهم مناصرة الشعب الفلسطيني
المظلوم.
وأكد المسؤول اليمني، وهو من أشد المعارضين للحوثيين والمطاردين منها: "نحن في اليمن مهما كان
الخلاف والصراع فيما بيننا، إلا أننا لا نقبل مطلقا بمثل هذه الاعتداءات".
فجر الجمعة، أعلن
البيت الأبيض في بيان مشترك لـ 10 دول، أنه "ردا على هجمات الحوثيين (..) ضد
السفن التجارية في البحر الأحمر، قامت القوات المسلحة الأمريكية والبريطانية
بتنفيذ هجمات مشتركة ضد أهداف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".
وقال المتحدث العسكري
باسم "الحوثيين"، يحيى سريع؛ إن الهجمات الأمريكية والبريطانية على
مواقع في اليمن "لن تمر دون رد أو عقاب".
وأوضح أن الولايات
المتحدة وبريطانيا "شنتا 73 غارة على اليمن، استهدفت العاصمة صنعاء ومحافظات
الحديدة وتعز وحجة وصعدة (شمال وغرب وشمال غرب البلاد)، ما أسفر عن ارتقاء 5 قتلى
وإصابة 6 آخرين من القوات التابعة لجماعته".