قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حبيب سالم سقاف الجفري، إن "المؤتمر يأتي في ظل ظروف صعبة تمر بها أمتنا الإسلامية التي تواجه تحديات جسام وفي مقدمتها الوضع في قطاع
غزة، وما يعانيه إخواننا
الفلسطينيون الذين منعت عنهم كل مقومات الحياة ويعيشون أوضاعا إنسانية قاسية تحتم علينا أهمية التكاتف وبذل كافة أشكال الدعم مساندة لهم؛ فالمسلم للمسلم كالبنيان".
وأكد سقاف الجفري، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية بالمؤتمر من أعمال الدورة السادسة لاجتماع الجمعية العمومية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الدوحة والتي تستمر من 6 إلى 11 يناير/ كانون الثاني الجاري، رفضه لـ"خطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، والتي تتم تحت غطاء ودعم من قوى عالمية كبرى، وهو ما يحتم على المسلمين رص الصفوف وتوحيد الجهود لإفشال هذه المخططات".
وتابع رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بالقول إن "هذا الاجتماع هو الأول من نوعه بعد وفاة مؤسس الاتحاد العلامة القرضاوي، وهو ما يحتم على الجميع المتابعة على المسار الذي أنشئ عليه؛ وهو العمل على الوحدة والتضامن نصرة للمسلمين، والوقوف في وجه الظلم والعدوان".
وأضاف الجفري، خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر الذي حمل شعار "نقيم ديننا، وننهض بأمتنا، وننصر مقدساتنا"، بأن "جميع الشعوب الإسلامية تتضامن مع إخواننا في فلسطين، ومستعدون لبذل الغالي والنفيس في سبيل مساعدتهم والتخلص من الاحتلال الغاشم".
من جهته، قال الرئيس السابق لجمعية العلماء الجزائريين وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عبد الرزاق قسوم، إن "الوضع الحالي في قطاع غزة يحتم على الجميع الاتحاد، والعمل على نصرة القضية التي تعتبر قضية العرب والمسلمين والتي عادت للواجهة بصورة كبيرة كقضية العرب والمسلمين الأولى، بعد طوفان الأقصى، وما تبعه من عدوان وحشي على الشعب الفلسطيني".
وأكد قسوم، الذي ترأس الجلسة الافتتاحية في المؤتمر، على أن "الوضع العربي والإسلامي الحالي، يحتم على الجميع التضافر والتكاتف من أجل تخطي الصعاب وإسناد الشعب الفلسطيني في محنته التي تكتسب الأولوية المطلقة من كافة أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؛ بل وكافة الدول لأنها قضية إنسانية في المقام الأول".
وفي السياق نفسه، أوضح نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عصام البشير، بأن "أمتنا الإسلامية تمر اليوم بمرحلة فاصلة في مصير فلسطين تحتم علينا جميعا التكاتف والوحدة"، مشيرا إلى أن "النهوض لا يتم إلا بالإيمان والعمل وتوفير أوجه الإغاثة والدعم لشعب فلسطين في مقاومته للاحتلال الغاشم".
وتابع: "منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وحتى هذه اللحظة، تجلت آيات الله وحكمته في مقاومة باسلة وشهداء يلقون ربهم بوجوه باسمة ضاحكة لا يخشون الموت، وصمود وصبر من أناس عزّل ينقلون جثامين ذويهم بقلوب راضية بقضاء الله، واثقين من نصره، فسلام على غزة فوق الأرض وسلام عليها تحت الأرض وسلام عليها يوم العرض".
إلى ذلك، دعا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محيي الدين القره داغي إلى "الوحدة والتضامن لنصرة القضية الفلسطينية في هذا الوقت العصيب الذي يمر به الشعب الفلسطيني والذي يحتم على الجميع التكاتف لنصرة المسلمين، ليس في فلسطين فقط؛ بل في جميع أنحاء العالم في حال الحاجة للنصرة والغوث".
تجدر الإشارة إلى أن انعقاد الجمعية العمومية (المؤتمر العام)، بمشاركة مئات العلماء والمفكرين المسلمين من مختلف أنحاء العالم، في ظل التطورات التي تشهدها فلسطين واستمرار الحرب على قطاع غزة والضفة الغربية، والتداعيات التي تحدث في المنطقة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وتأسس الاتحاد عام 2004 بمبادرة من القرضاوي بمشاركة عدد كبير من
العلماء المسلمين من مختلف الدول والمذاهب والأقطار، حيث وضع الاتحاد عددا من الأهداف والأسس التي يعمل على أساسها، وهو مفتوح لكل علماء المسلمين في المشارق والمغارب، ويُعنى بالعلماء من خريجي الكليات الشرعية والأقسام الإسلامية، وكل من له عناية بعلوم الشريعة والثقافة الإسلامية.