تنزل
مجموعة من الرجال من حافلة زرقاء بعد توقّفها في مدينة وايمث بجنوب غرب إنكلترا، معربين
عن ارتياحهم لأنهم سيمضون بضع ساعات بعيدا عما يسمونه "السجن"، وهو بارجة
تؤوي طالبي
لجوء.
النيجيري
حسان جيمس (38 عاما) هو واحد من 200 مهاجر يقيمون في البارجة "
بيبي ستوكهولم"
الراسية في ميناء بورتلاند، على مسافة نحو 20 دقيقة بالسيارة من وايمث على ساحل دورست.
وقال
جيمس عن سفينة الإيواء المثيرة للجدل: "لدينا قيود على الحركة. إن ذلك يشبه التدابير
الأمنية في السجون"، مثل إلزامية المرور بين أجهزة كشف وماسحات ضوئية والخضوع لعمليات
تفتيش.
قبل
أن ترسله السلطات إلى البارجة قبل شهر، كان جيمس الذي وصل إلى
بريطانيا بتأشيرة سياحية
باتت منتهية الصلاحية الآن، يعيش في فندق في لندن.
وقال:
"ليس كل شيء سيّئا في السفينة"، مشيرا إلى أنه أحب الطعام، لكنه قال إن الشعور
بالعزلة "صعب جدا".
وأضاف
لوكالة "فرانس برس": "يجعلني أشعر كأنني في عالم آخر".
واستخدم
مهاجر آخر يقيم في البارجة تطبيق ترجمة على هاتفه ليقول: "كل شيء سيّئ جدا هناك.
إنهم لا يعاملوننا كأننا بشر".
وتواجه
بريطانيا حاليا أعدادا قياسية من المهاجرين الذين يصلون إلى ساحلها الجنوبي على متن
مراكب صغيرة من شمال فرنسا.
"أمر
محبط"
حتى
الآن، وصل حوالي 30 ألف شخص هذا العام، مع عبور أكثر من 110 آلاف مهاجر البحر مذ بدأت
بريطانيا تسجيل عدد الوافدين عام 2018.
وسعيا
إلى خفض كلفة إيوائهم في فنادق خلال فترة درس طلبات اللجوء الخاصة بهم، وكذلك تثبيط
عزيمة الوافدين الجدد المحتملين، أعلنت الحكومة في نيسان/ أبريل أنها ستضع حوالي
500 طالب لجوء على متن السفينة.
ووصل
أول المهاجرين الذين سيتم إيواؤهم في البارجة مطلع آب/ أغسطس، لكنهم اضطروا لمغادرتها
بعد اكتشاف بكتيريا الفيلقية المعدية المسببة للالتهاب الرئوي في إمدادات المياه.
لكنهم
بدأوا العودة إليها منتصف تشرين الأول/ أكتوبر.
وفي
12 كانون الأول/ ديسمبر، توفي أحد طالبي اللجوء على متن السفينة.
بدوره،
قال لدمان، وهو إيراني يبلغ 50 عاما وصل إلى "بيبي ستوكهولم" قبل أسبوعين، "إنه مكان سيّئ، كأنه سجن. إن الأمر محبط".
وقال
شاب عراقي يبلغ 22 عاما وصل بشكل غير قانوني على متن مركب من فرنسا، ولم يرغب في ذكر
اسمه خوفا من الإضرار بطلب اللجوء الخاص به، إنه يكره غياب الخصوصية.
وأظهر
الشاب مقطع فيديو للغرفة التي تبلغ مساحتها بضعة أمتار مربعة، ويتقاسمها مع شخص آخر،
وقال إن الحراس يظهرون لامبالاة عندما يشتكي بعض المقيمين في البارجة.
وأشار
إلى أن هناك العديد من النشاطات في السفينة، بما في ذلك صالة ألعاب رياضية، لكن
"هناك الكثير من الأشخاص".
"ليس
عنصرية"
يتوجّه
العديد من الرجال عبر خدمة حافلات خاصة إلى وايمث كلما استطاعوا، وأحيانا مرات عدة في
الأسبوع.
في هذه
المدينة الساحلية، يشترون مشروبات غازية بمخصصاتهم الأسبوعية البالغة 9,58 جنيها إسترلينيا
(12 دولارا).
وقال
الشاب العراقي: "نأتي فقط للتنزه والحصول على بعض الهواء النقي".
ولا
يمر هؤلاء الرجال من دون أن يلاحظهم المارة.
وقال
جيمس: "ليس هناك الكثير من السود هنا، لذلك يعرف الناس أننا أتينا من البارجة".
وتابع: "البعض يلوح لنا. وبعض آخر يقول ميلاد مجيد".
ولاحظ
الشاب العراقي أن بعض السكان المحليين ينظرون إليه وسمعهم يقولون "إنه لاجئ".
وأضاف: "إن ذلك ليس عنصرية لكن...".
وعبّر
بعض سكان بورتلاند، وهي بلدة صغيرة يبلغ عدد سكانها 13 ألف نسمة، عن غضبهم عندما أعلنت
الحكومة خططها المتعلقة بالبارجة.
في الانتظار،
لا يعرف أي طالب لجوء متى سيغادر "بيبي ستوكهولم". لكن "نصلي من أجل
أن ينتهي الأمر قريبا"، مع حق البقاء في المملكة المتحدة، كما قال حسان جيمس.