قدمت مجموعة من المنظمات اليسارية
الإسرائيلية رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو
بايدن الثلاثاء، تطلب منه تشجيع إسرائيل
على وقف العمليات العسكرية في قطاع غزة ومواصلة تقديم المساعدات.
وتتهم الرسالة، التي تبدأ بإدانة هجوم
المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي،
إسرائيل بعدم الانصياع للتعليمات الأمريكية بالتصرف دفاعًا عن النفس وفقًا للقانون
الدولي وقواعد الحرب.
وعلى الرغم من الإيحاء بأن إسرائيل
ترتكب انتهاكات للقانون الدولي، تستمر الرسالة في القول إنهم لا يرغبون في التركيز
على هذا الأمر بل على قلقهم بشأن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
وبحسب الرسالة التي نشرتها صحيفة "
جيروساليم
بوست"، تقول المجموعات إن "السياسة الإسرائيلية دفعت الأزمة الإنسانية
في غزة إلى نقطة الكارثة - وليس فقط كنتيجة حتمية للحرب". ومن الأمثلة التي
قدموها هو أن إسرائيل أوقفت إمداد المياه والكهرباء إلى القطاع.
وتضيف الرسالة أن معظم السكان المدنيين
لا يحصلون على مياه الشرب الآمنة.
وفي سياق متصل، حذّر بايدن الثلاثاء
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو من أنّ تل أبيب بصدد خسارة الدعم العالمي
لحربها ضدّ حركة حماس بسبب قصفها "العشوائي" لقطاع غزّة.
وفي أشدّ انتقاد يوجّهه لنتانياهو منذ
بداية الحرب، قال بايدن خلال فعالية انتخابية في واشنطن إنّه ينبغي على رئيس
الوزراء الإسرائيلي "تغيير" موقفه بشأن حلّ الدولتين.
بدوره، أقرّ نتانياهو بوجود
"خلاف" مع بايدن بشأن الطريقة التي ينبغي أن يحكم بها قطاع غزة بعد
انتهاء الحرب الراهنة.
وتمثّل هذه التصريحات خلافاً علنياً
نادراً بين الجانبين بعد أسابيع كان دعم الرئيس الأمريكي فيها لإسرائيل مطلقاً.
وخلال حفل لجمع التبرّعات لحملته
الانتخابية في واشنطن، قال بايدن إنّ إسرائيل تحظى اليوم بدعم "أوروبا"
و"معظم دول العالم" بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس عليها
انطلاقاً من غزة.
وأضاف: "لكنّهم بدأوا يفقدون هذا
الدعم بسبب القصف العشوائي الذي يحدث".
وفي خطابه، أكّد الرئيس الأمريكي أنّه
"ليس هناك أيّ شكّ في ضرورة القضاء على حماس".
لكنّه نفى بالمقابل الحجج التي قال إنّ
نتانياهو ساقها لتبرير قصف الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة، ولا سيّما لجهة قوله إنّ
قوات التحالف "سوّت بالأرض" ألمانيا النازية واستخدمت أسلحة نووية ضدّ
اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.
وأوضح بايدن أنّه قال لنتانياهو إنّه
بعد الحرب العالمية الثانية تمّ إنشاء مؤسّسات دولية "للتأكّد من عدم تكرار
ذلك مرة أخرى".
كما أكّد الرئيس الأمريكي أنّ الولايات
المتّحدة ارتكبت "أخطاء" بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.
وبالنسبة لبايدن فإنّ أمام نتانياهو
الآن "قرار صعب يتعيّن عليه اتّخاذه" في ما يتعلّق بحكومته اليمينية
المتشدّدة.
وقال الرئيس الأمريكي عن رئيس الوزراء
الإسرائيلي: "إنّه صديق جيّد، لكنّني أعتقد أنّ عليه أن يتغيّر، ومع هذه
الحكومة، هذه الحكومة في إسرائيل تجعل من الصعب عليه التحرّك".