هاجم الكاتب والصحفي الأمريكي البارز
كريس هيدجز، بشدّة دعم بلاده والغرب المطلق للاحتلال الإسرائيلي في عدوانه "الوحشي والشره" على قطاع
غزة والذي خلّف آلاف الضحايا.
وقال: "عندما يرفض الواقعون تحت الاحتلال الخضوع، وعندما يستمرون بالمقاومة، فإننا نتخلى عن كل ادعاء برسالتنا الحضارية، ونطلق العنان كما هو الحال في غزة عربدة في الذبح والدمار، ونصبح سكارى على العنف".
وأضاف منتقداً مزاعم الغرب: "نحن نقتل بشراسة متهورة.. نحن الوحش الذي نتهم به المظلومين..
نحن نفضح كذبة تفوقنا الأخلاقي حين نكشف الحقيقة الأساسية عن الحضارة الغربية، نحن أكثر القتلة قسوة وكفاءة على هذا الكوكب".
وتابع: "هذا وحده هو السبب في أننا نسيطر على بؤساء الأرض، لا علاقة لذلك بالديمقراطية أو الحرية أو التحرر. هذه حقوق لا ننوي أبداً - في الإشارة للغرب وأمريكا - منحها للمظلومين.. الشرف والعدالة والرحمة والحرية هذه أفكار ليس لها معتنقون".
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها كريس هيدجز، الحائز على جائزة "بوليتزر"، بعنوان "الإبادة الجماعية في غزة" في نيويورك الأسبوع المنصرم.
وأضاف أنه "لا يوجد بالغرب سوى أشخاص لا يعرفون الفهم أو المشاعر.. يسكرون أنفسهم بكلمات مثل الشرف والرحمة والعدالة والحرية، ويكررونها ويصرخون بها ويتخيلون أنهم يصدقونها، وهم بالواقع لا يؤمنون بأي شيء سوى الربح والمكاسب الشخصية ورضاهم الخاص".
وكان هيدجز قد انتقد بشدة في وقت سابق وقوف بلادة المطلق مع الاحتلال، وقال في ندوة نظمها المركز القطري للصحافة، إن
الولايات المتحدة لم تكتفِ بتقديم 13 مليار دولار لدعم الحرب على غزة، بل تقوم بمنع التصويت على قرار لوقف إطلاق النار في الأمم المتحدة من خلال "الفيتو".
وأضاف: "لا يوجد أي نزاع في القرن الـ 21 بمثل بشاعة الحرب على غزة، فمع النقص الحاد للماء والغذاء فإنه من المتوقع تهجير أكثر من مليون فلسطيني من شمال غزة".
وقال هيدجز وهو مُدير مكتب صحيفة "نيويورك تايمز" في الشرق الأوسط سابقًا: "إن هناك قيودًا كبيرة تُمارس على الصحافة الغربية، حيث يواجه الصحفيون الغربيون الذين يقومون بتغطية الأحداث بتهديدات لمحاولة منعهم من بث حقيقة ما يحدث من إبادة جماعية"، معربًا عن أسفه "لسيطرة الرواية الإسرائيلية على الرأي العام في الولايات المتحدة، الذي بات يرفض أي أخبار تأتي من الجانب الفلسطيني".
وأضاف قائلًا: "سي إن إن تصف حماس بأنها عدو فلسطين الأول، وهذا جزء من الجهل الإعلامي الذي يجعل هذه المجزرة الجماعية تأخذ منعطفا خطيرا"، مسلطا الضوء على انحياز الإعلام الغربي في نقل الأحداث والقيود المفروضة على وسائل الإعلام الغربيّة، لتفنيد حقيقة ما يحدث وشيطنة أهل غزة بأطفالها ونسائها وشيوخها.
وعلق على الادعاءات القائلة بأن للاحتلال الإسرائيلي حق الدفاع عن نفسه، بأنّه "أمر سخيف"، مؤكدا أن "الماكنة الغربيّة الداعمة لهذا الادعاء تستمر في نشر الأخبار الكاذبة"، واصفاً ما يقوم به الاحتلال بـ"التطهير العرقي".
وأوضح أن "فكرة تهجير أهالي القطاع إلى سيناء، مخطط يرسمه الإسرائيليون منذ عقود طويلة، ولا يعلم أحد إلى أي مدى تستطيع مصر أن تصمد في مواجهة هذه الضغوط"، وقال: "إذا نجحت إسرائيل في تحقيق ذلك، فإنها ستقوم بفعل الأمر نفسه في الضفة الغربية".
ويرى الصحفي الأمريكي، أن "هناك لوبيا صهيونيا يُسيطر بقوة على النظام السياسي الأمريكي، حيث إن هناك نخبة من الأثرياء الصهيونيين يدعمون المرشحين في مجلس النواب الأمريكي، ويمولون حملاتهم الانتخابية، ويستخدمون نفوذهم لإقصاء أي صوت يدعم القضية الفلسطينية"، مشيرًا إلى أن "هذا النظام السياسي السيئ انتقل بدوره إلى الصحافة، حيث يتم التضييق على الصحفيين وإنهاء المسيرة العملية لأي إعلامي يحاول التحدث حول حقيقة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف: "قضيت 10 أيام بمخيم اللاجئين في خانيونس، وعندما قررت كشف حقيقة الوضع السيئ للممارسات الإسرائيلية، كان رد الصحيفة بحرماني من أي تغطية تخص القضية الفلسطينية".