نشرت شبكة " سي أن أن" الإخبارية الأمريكية ما قالت إنه تسجيل صوتي للناشط الفلسطيني وأستاذ الأدب المقارن
رفعت العرعير (44 عاما) قبيل استشهاده نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع
غزة.
وتقول الشبكة إن العرعير منحها حق نشر التسجيل في حال وفاته ليكون الرسالة الأخيرة التي يتحدث بها، وفقاً للشبكة.
وتناول العرعير الصعوبات والمخاوف التي يواجهها هو وعائلته وكل المجتمع الفلسطيني نتيجة حرب الإبادة على أهالي القطاع.
وقال الشهيد العرعير : "اضطر والدي وأهلي وأشقائي وشقيقاتي إلى الإخلاء والنزوح، هناك هذا الشيء المتعلق بتحركنا وأنت تعلمين (يخاطب مراسلة CNN) تشتيت أفراد العائلة عبر قواعد مختلفة".
وأضاف: "إنه نقاش فلسطيني نموذجي حول هل يجب أن نبقى في غرفة واحدة وبالتالي إذا متنا نموت معاً، أو يجب أن نبقى في غرف منفصلة حتى يتمكن شخص ما على الأقل من العيش، ويمكنه البقاء على قيد الحياة؟".
وتابع: "أصعب شيء على الوالدين الشعور بالعجز واليأس وعدم القدرة على توفير الحماية والأمان وحتى الحب والأحضان".
وأردف، وهو والد لستة أطفال: "تريد أن تعانق أطفالك كما تفعل عادةً لكنك لا تريد أن تفعل ذلك لأنك لا تريد أن تشعرهم أو تجعلهم يشعرون بأن هذا يشبه عناق الوداع".
والعرعير هو أكاديمي وشاعر ومترجم فلسطيني، حاصل على درجة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي، وكان يعمل أستاذا للأدب الإنجليزي بالجامعة الإسلامية في غزّة، وهو أحد أعمدة القسم الإنجليزي بالمركز الفلسطيني للإعلام.
وكان العرعير المؤسس والمشرف على قسم الإعلام الاجتماعي في المركز الفلسطيني للإعلام، وأحد مؤسسي مشروع "نحن لسنا أرقاما" الذي جمع مؤلفين من غزة بشخصيات أدبية من الخارج لمساعدتهم على كتابة قصص عن واقعهم بالإنجليزية.
خلال العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ساهم العرعير في تأسيس صفحة "شهداء غزّة" التي توثق صور وقصص الشهداء، ويعرف الهدف من إنشائها بالقول "لأنهم ليسوا أرقاما، هُنا نحكي قصة الشهداء، حياتهم، ذكرياتهم، أحلامهم.. اكتبوا لنا وأرسلوا، لنحكي لكلّ العالم عن شهداء غزة".
وحرص العرعير على ترجمة كل ما يكتب على هذه الصفحة إلى الإنجليزية ليصل إلى أكبر عدد ممكن من المتلقين من جميع الشعوب والفئات إيمانا منه بأن اللغة وسيلة للتحرر من الحصار الإسرائيلي المطبق على غزة، ووسيلة بث فوري تتحدى جدار الفصل الفكري والأكاديمي والثقافي الذي تحاول "إسرائيل" تطويق الفلسطينيين به، وليلفت انتباه العالم إلى بشاعة ما يحدث في غزة خاصة، وفي فلسطين عامة.
استشهد في السابع من كانون الأول/ ديسمبر 2023 جراء قصف
الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة برفقة شقيقه وشقيقته وأولادها الأربعة.
وتقول الشبكة إنه وافق في رسائل مكتوبة على "مشاركة التسجيل" في حال استشهاده خلال الحرب.