قالت مصادر لصحيفة "
الأخبار"
اللبنانية، إن جهات في القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان "
اليونيفل"، نقلت بداية الأسبوع الماضي، رسائل متبادلة بين
الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.
وبعد نحو شهرين من المعارك على الحدود، فقد أرسلت قوات الاحتلال رسالة مفادها أن كل ما يتحرّك على الحدود مع لبنان، بعمق يصل إلى ثلاثة كيلومترات، مدنياً كان أم عسكرياً، هو هدف مشروع لقواتها.
ولم يطل الأمر كثيراً حتى ردّ
حزب الله برسالة مماثلة عبر الوسيط الأممي، بالقول إن تنفيذ الاحتلال لهذا التهديد يعني أن المقاومة في لبنان سترّد بالمثل، باعتبار كل ما يتحرّك على مسافة ثلاثة كيلومترات في العمق الفلسطيني المحتلّ هدفاً مشروعاً، مدنياً كان أم عسكرياً.
وتدخل المعركة التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي طوراً جديداً أكثر ضراوةً، مع تعمّد الاحتلال تكثيف ضرباته على بيوت المدنيين في القرى الحدودية اللبنانية، وهو ما يبقي احتمال تدحرج الحرب على الجبهة اللبنانية بالتزامن مع تصاعد حرب الإبادة ضد الفلسطينيين.
وتأتي هذه الرسائل التهديدية، في خضم النقاش السياسي المفتوح بين الدول الغربية، حول ما يمكن فعله لتجنّب الحرب بين لبنان ودولة الاحتلال.
ويحمل الموفدون الغربيون رسائل تهديد من الاحتلال إلى المسؤولين اللبنانيين، بتدمير بيروت، والمطالبة باستنساب تطبيق القرار الدولي 1701 وانسحاب المقاومة من منطقة جنوب نهر الليطاني، في حين يطلب حزب الله انسحابا مماثلا من العدو بنفس المسافة جنوبي لبنان.
وليس هناك تصوّر واضح عن مستقبل المشهد في الجنوب، حيث يتمسك حزب الله بموقفه من وقف العدوان على غزّة كمقدّمة لأي تهدئة محتملة ورفض تقديم أي ضمانة أمنية للعدوّ، بينما يحاول غربيون فرص سيناريو مناسب لهذه الجبهة عبر مقترحات تتعلق بصلاحيات اليونفيل وغيرها.