لاعب
كرة قدم جزائري، يلعب في مركز
الظهير الأيمن، لكن يمكنه أيضا اللعب كجناح أيسر.
خذله ناديه وتركه فريسة سهلة لوسائل
الإعلام الفرنسية المؤيدة لدولة
الاحتلال وعمدة مدينة "نيس" الذين
أوصلوه إلى المحاكم.
العلاقة بينه وبين فريقه "نيس"
الفرنسي وصلت إلى طريق مسدود وانفصال نهائي، ولم تعد حبال الود قائمة.
يوسف
عطال المولود عام 1996 في بوغني
إحدى بلديات دائرة بوغني التابعة لولاية تيزي وزو، بدأ مسيرته قبل الاحتراف مع
أندية: "شباب بلوزداد" و"شبيبة القبائل"، و"اتحاد
الجزائر"، ثم احترف مع نادي "بارادو" الجزائري عام 2015 ولمدة
موسمين، ثم انتقل إلى نادي" كورتريك" البلجيكي في موسم 2017 لموسم واحد
لينتقل بعدها إلى نادي "نيس" الفرنسي.
وفي العام نفسه استدعي إلى المنتخب الجزائري
وحقق مع المنتخب كأس الأمم الأفريقية عام 2019.
عطال وضع منشورا في حسابه على "إنستغرام"
يتضامن فيه مع غزة شارك فيه دعاء للداعية الفلسطيني محمود حسنات، وهو يدعو دعاء
اعتبر "معاديا للسامية" و"يشجع على الكراهية".
وبعد ردود الفعل، خاصة من المجلس
التمثيلي للمؤسسات اليهودية في
فرنسا، وعمدة بلدية "نيس" كريستيان
إيستورسي، ومن اليمين المتطرف الذي وجدها فرصة لبث عنصريته على الملأ وبشكل علني،
ولم يبق في فرنسا أحد إلا وشارك في الضغط على عطال، فقد اعتقلته الشرطة
الفرنسية وتقررت إحالته للنيابة العامة مع وضعه تحت المراقبة القضائية، وأطلق
سراحه بكفالة مالية وصلت إلى 80 ألف يورو على أن تتم محاكمته يوم 18 كانون الأول/
ديسمبر الجاري.
كانت ردة فعل نادي "نيس" على
موقف لاعب الفريق من جرائم الحرب في غزة، مبالغا فيها وأخذت صيغة انتقامية وشخصية، خصوصا أن اللاعب اعتذر عن منشوره وقام بحذفه.
وخذل النادي لاعبه؛ فقد واصل الضغط
النفسي على عطال حين أعلن أن مسيرته قد انتهت مع النادي بعد قرار الرابطة
الفرنسية لكرة القدم إيقافه عن المشاركة في مباريات فريقه، ووضعه تحت الرقابة
القضائية في انتظار محاكمته.
النادي قرر مسبقا قبل حكم المحكمة أن
عطال لن يعود مجددا للعب بقميص "نيس" حتى بعد نهاية فترة عقوبته، وأنه
من المنتظر أن يباع في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة بعد خضوعه للمحاكمة بتهمة
"التحريض على الكراهية".
وبانتظار صدور الحكم، فإن عطال منع من
مغادرة الأراضي الفرنسية باستثناء السفر لأسباب مرتبطة بنشاطه كلاعب كرة قدم
محترف.
وحظي عطال بحملة تضامن واسعة، وكان
نجوم المنتخب الجزائري على رأس المتضامنين معه، ومن أبرزهم رياض محرز وسفيان
فيغولي وبغداد بونجاح، واصفين اعتقاله بتلك الطريقة بـ"العار الحقيقي"
في حين ندد آخرون بازدواجية المعايير لأن الإعلام الفرنسي شهد مرور تصريحات
عنصرية بدون أن يتحرك لها القضاء.
ونشر اللاعب الدولي رياض محرز منشورا
على "إنستغرام" قال فيه: "ندعم يوسف عطال في هذه المحنة، في أمر
يأخذ أبعادا غير متناسبة، نحن جميعا خلفك".
وكتب سفيان فيغولي يقول: "سحب
منشوره، وقال إنه آسف على نهاية الفيديو الذي لم يشاهده، تعرض للتهميش، ثم
الإيقاف والآن حجز مؤقتا. يجب أن تركز العدالة على الأشخاص الذين يزرعون الكراهية
على شاشات التلفزيون".
وأعاد نشطاء وصحفيون جزائريون التذكير
بتصريح المغني الفرنسي إنريكو ماسياس الذي دعا إلى القضاء حرفيا وجسديا على أعضاء
حزب فرنسا الأبية لأنهم فقط أدانوا جرائم الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن السلطات
الفرنسية لم تتحرك تجاه هذه التصريحات.
ويمتد عقد محارب الصحراء مع نادي
الجنوب الفرنسي حتى 30 حزيران/ يونيو المقبل، لكن اللاعب بدوره أصبح يرغب في
مغادرة النادي والدوري الفرنسي، بعد أن كان منذ مدة يفاوض ناديه لتمديد عقده.
وهو يملك عدة عروض من الدوري السعودي
ونادي الريان القطري، بالإضافة إلى عدد من الأندية في الدوري الإسباني التي ترغب
في التعاقد معه بالنظر إلى قيمته الفنية الكبيرة كأحد أفضل اللاعبين عالميا في
مركز الظهير الأيمن.
ومن هذه الفرق نادي ريال مدريد، خاصة أن
المردود الهجومي للاعب يتناسب مع طريقة وأسلوب لعب ريال مدريد.
ويبدو أن عطال يعيش مصيرا مشابها لمصير
اللاعب الهولندي من أصل مغربي أنور الغازي الذي قرر ناديه "ماينز"
الألماني فسخ عقده بسبب منشوراته المؤيدة لفلسطين على وسائل التواصل الاجتماعي.
مسيرة اللاعب الجزائري الذي يبلغ 27
عاما مرت بتقلبات وفترات تألق حتى إن بعض كبار أوروبا سعوا للتعاقد معه لكن لعنة
الإصابات ضربت مسيرته في فترات متفاوتة.
وهو يأمل أن يعود إلى الملاعب من جديد
مع الانتقالات الشتوية لكنه لن ينسى الندوب التي سببها نادي "نيس" له،
وهو كغيره من العرب لن يتوقف عن مساندة فلسطين وشعبها في مواجهة الإبادة والجرائم
التي ترتكب بحقه كل يوم.