يجري الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، اليوم الخميس، زيارة رسمية إلى
اليونان تلبية لدعوة رئيس وزرائها كيرياكوس ميتسوتاكيس، في خطوة تسعى لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين المتجاورين.
ومن المقرر أن يترأس الرئيس التركي خلال زيارته إلى أثينا، برفقة رئيس الوزراء اليوناني، الاجتماع الخامس لمجلس التعاون التركي اليوناني رفيع المستوى، بحسب دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.
وستشهد زيارة أردوغان إلى اليونان، إبرام اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتعزيز الأرضية القانونية للعلاقات الثنائية. وسيجري الجانبان مباحثات حول القضايا الإقليمية والدولية.
وكانت العلاقات اليونانية التركية، شهدت خلال الأعوام الأخيرة تدهورا ملحوظا على خلفية العديد من الملفات الشائكة بين البلدين، وبلغت حدة التوترات أشدها حين حذر الرئيس التركي اليونان، قائلا: "فجأة.. يمكننا أن نأتي بين ليلة وضحاها".
وشدد أيضا آنذاك على أن "اليونان ليست ندا لتركيا لا سياسيا ولا اقتصاديا ولا عسكريا، ولذلك فهي ليست جهة نحاورها".
ومن أبرز الملفات التي أدت إلى توتر العلاقات بين البلدين، طلب اليونان من الولايات المتحدة عدم الموافقة على بيع
تركيا مقاتلات إف-16، إضافة إلى ملفات عبور المهاجرين والغاز وتسليح جزر بحر إيجه والقضية القبرصية.
لكن التوتر المتصاعد بين الجانبين تراجع بشكل ملحوظ، عقب كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا مطلع العام الجاري، وأسفر عن عشرات آلاف القتلى، حيث شاركت فرق إنقاذ من اليونان في عمليات انتشال الضحايا والعالقين تحت الأنقاض، ما تسبب في خلق أجواء إيجابية بين
أنقرة وأثينا.
"فتح صفحة جديد"
والأربعاء، تحدث الرئيس التركي في مقابلة مع صحيفة "كاثيميريني" اليونانية عن علاقات بلاده مع اليونان، مؤكدا أن أنقرة لم نتظر قط إلى جارتها على أنها عدو أو خصم.
وشدد أردوغان على عدم وجود مشكلات غير قابلة للحل لدى أنقرة مع جيرانها خاصة اليونان، مؤكدا في معرض حديثه عن الملفات العالقة بين البلدين أن معالجة الخلافات من خلال الحوار والالتقاء في أرضية مشتركة سيعود بالفائدة على الجميع.
وفي السياق، أوضح أنه تحدث مؤخرا عن "فتح صفحة جديدة" وعن مبدأ "رابح-رابح" في العلاقات بين تركيا واليونان.
ولفت أردوغان إلى أن قنوات الحوار مع اليونان "مفتوحة وتعمل على جميع المستويات، وحركة زياراتنا المتبادلة مكثفة كذلك، ونملك الرغبة في تطوير تعاوننا في العديد من المجالات المهمة لبلدينا ومنطقتنا على أساس الثقة المتبادلة".