يتصاعد الجدل في الساحات السياسية
والإعلامية الإسرائيلية في ظل أجواء الهدنة المؤقتة بين الاحتلال وحركة
"حماس"، حول مستقبل الشرق الأوسط بعد
الحرب على قطاع
غزة.
ولا يزال الشعار الذي رفعه القادة
الإسرائيليون بالقضاء على حركة "حماس"، باعتبار أنها تمثل التنظيم
الأكثر خطرا على أمن واستقرار إسرائيل، يتصدر تصريحات المسؤولين الإسرائيليين.
الجديد اليوم هو مساهمة من المستشرق
الصهيوني والمحاضر ومدرّس اللغة العربية في جامعة حيفا (يارون فريدمان)، الذي نشر مقالا اليوم في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بعنوان: "الآن جاء دور
إسرائيل للقضاء على الإخوان المسلمين".
انطلق يارون فريدمان من أن "حماس منظمة
ترجع جذورها إلى حركة الإخوان المسلمين"، ودخل في سرد طويل لتاريخ الجماعة،
ولم يحصر الأمر بمصر، بل مرّ على سوريا (منحها مساحة أكبر) والأردن وتونس والمغرب.
وقد ربط بين وفاة الشيخ يوسف القرضاوي، في عام 2022، وبين أمله في "أن تموت حماس قريبا في غزة"، ثم ينتهي
إلى الخلاصة التي وضعها في الخاتمة بالقول:
"إن القضاء على
هذا الكيان ليس ضروريا لسلامة إسرائيل فحسب، بل لاستقرار الشرق الأوسط برمّته.
وتخشى السلطة
الفلسطينية باستمرار حدوث انقلاب من جانب حماس في الضفة الغربية، على
غرار الانقلاب القاتل الذي نفّذته الحركة ضد فتح في غزة عام 2007. لن يعترف معظم
قادة الدول العربية بذلك، لكنهم سيتنفّسون الصعداء عندما ينهي الجيش الإسرائيلي
مهمّته ويتمّ القضاء على حماس إلى حد كبير، تماما كما حدث مع وحوش القاعدة
وداعش".
وفي تفاعل مع هذا المقال قال الكاتب والباحث
الفلسطيني ياسر الزعاترة في تدوينة له نشرها على صفحته على منصة "إكس":
"الكلّ يعلم أن كثيرين في المنطقة يربطون "حماس" بالإخوان أو
بـ"الإسلام السياسي"، ويريدون اختفاءها، لكنهم (بجانب تجاهلهم لمخاطر
المشروع الصهيوني) يطاردون الوهم، تماما كما يطارده كيان الغزاة، لأن حماس لن
تختفي، ولو أغرقوا غزة في البحر، فهي راسخة في الوعي الجمعي لشعبها وأمّـتها، كما
أن قضية فلسطين ليست مرتبطة بها، ولا بسواها، بل هي قضية الأمّة المركزية التي لن
تنهيها مغامرات مراهقي السياسة، وأصحاب العقد النفسية من "الإسلام
السياسي"، وستبقى عصيّة على أوهام الغزاة أيضا".
وأضاف الزعاترة: "حتى ما يُسمّى
"الإسلام السياسي" سيبقى موجودا، ما دامت القضية التي يناضل من أجلها
قائمة، سواء كان بلافتة "الإخوان" أم بسواها، كما لن تنهيها أحلام
"الشرق الأوسط الجديد"، الذي أسقطته "انتفاضة الأقصى" أول
مرّة، وها إن "طوفان الأقصى" يسقطه للمرة الثانية والأخيرة على الأرجح".
وأكد الزعاترة في ختام تغريدته أن "كل
ذلك شيء، وما جسّده "طوفان الأقصى" من تاريخ جديد سيكون محطة مهمّة على
طريق دفن أحلام الغزاة وتحرير فلسطين؛ شيء آخر"، وفق تعبيره.
وشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع
غزة لمدة 48 يوما حتى 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، إذ بدأت في اليوم التالي
هدنة إنسانية تستمر 4 أيام، وتتضمن تبادل أسرى ودخول مساعدات إنسانية وإغاثية
وطبية ووقود إلى القطاع، برعاية قطرية مصرية أمريكية.
وقتل الجيش الإسرائيلي خلال هذه الحرب 14
ألفا و854 فلسطينيا، بينهم 6 آلاف و150 طفلا وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بالإضافة
إلى أكثر من 36 ألف جريح، بينهم ما يزيد عن 75 بالمئة أطفال ونساء، وفقا للمكتب
الإعلامي الحكومي بغزة.