أكتب هذا المقال ومن المفترض أن تكون الهدنة في المرحلة الأخيرة بالاتفاق عليها.. لذا؛ فالحديث لا يشملها وغير معني بها حتى تصبح أمرًا واقعًا لا جدال فيه..!
أكثر سؤال يوجّه لي ولغيري بالتأكيد: أين ستنتهي الأمور؟ السائل لا يريد منك إجابة تحليلية وتفصيلية.. هو يريدك في الغالب أن تطمئنه أننا منتصرون.. يريدك أن تقول له أن المقاومة بألف خير وأن عدد قتلى العدو بالعشرات والمئات كل يوم.. لأنه يقاطعك عند هذه الجملة بالذات ويصبح خبيرًا ويقول لك: الإسرائيليين بكذبوا و اللي انقتل منهم أضعاف مضاعفة بس ما بدهم يعترفوا..! وقد يكون في كلامهم كثير من الصحّة في هذه الحرب بالذات.. ولكن ذات الجملة بذات الحروف كانت تُقال في كلّ حروبنا السابقة التي ضيّعنا فيها العباد والبلاد ..!
من حقّ الناس أن تسأل.. ومن حقّها أن تبحث عن إجابات تطمئنها.. وفي الحرب تصبح بيئة الإشاعات خصبة وولّادة.. وغالبًا الخبر الكاذب (بخيره وشرّه) هو الذي يتصدّر الأحاديث والتصديق.. والمشكلة في هذا الخبر أن الناس تبني عليه.. وحين يثبت كذبه تنهار الحكاية وينهار معها الناس..!
المعركة مؤلمة على كل ما فيها من بطولة.. العدو ينتقم بشلالات دم.. والكلفة عالية وأعلى من المتوقّع.. ولكن؛ لا أحد يقبل بالتراجع والاستسلام..ويمكن أن يكون هناك مجرّد تفكير بإيجاد حلول إنهائية أو إقصائية للمقاومة بعد كل هذا.. وفي حالة المقاومة
الفلسطينية الآن ينطبق عليها المقولة المنسوبة لعمر المختار: نحن قوم لا نستسلم؛ ننتصر أو نموت..!
ليس إلّا الانتصار أو الموت . خصوصًا بعد تأكيد أبناء الدولة اللقيطة أن جميع رجال المقاومة سيقتلون سواء الذي باللباس العسكري أو بالبدلة المدنية؛ وسواء الذي بداخل فلسطين أو في أي مكان خارجها..!
إني أسأل كما تسألون.. ولا أنجرف خلف الاشاعات.. وأمحّص الخبر من أكثر من مصدر.. ولا آخذ به حتى أراه قد استقرّ حقيقةً من فم قائله أو من شهود على قائله..!
المقاومة بخير.. وستنتصر ولن تموت.
(
الدستور الأردنية)