بكلمة واحدة نقول كفى.. يجب التدخل اليوم قبل الغد لوقف المقتلة الجارية على يد الزمرة الفاشية المجرمة لحكومة الاحتلال. يجب وقف إسرائيل عند حدها. يجب على الدول العربية أن تعلن، أن نتنياهو وأركان حكومته مجرمو حرب، وأنهم سيتدخلون بأي طريقة ضرورية لمنع استمرار الإبادة الجماعية الجارية للشعب
الفلسطيني، كما ستفعل أي دول مجاورة لمكان ترتكب فيه إبادة جماعية. وهذا ما فعلته أوغندا بعد أن استفاق العالم على جرائم الإبادة الجماعية في رواندا. ونحن لم نستفق متأخرين، بل باشرنا التفرج على المشهد من أول لحظة، وتحولت الشاشات إلى عداد قتلى بدأ في اليوم الأول بخمسمائة رجل وامرأة وطفل، وهو تجاوز الآن ثلاثة عشر ألفا، والعداد يدور ولا أحد يتدخل لوقفه عنوة؟! كيف يمكن قبول ذلك؟!
القمة العربية أخذت قرارا (رقم 3) بكسر الحصار على
غزة. لاحظوا .. ليس طلب «السماح» بمرور المساعدات، بل كسر الحصار. والبند التالي مباشرة (رقم 4 ) دعم مصر للقيام بما يلزم لمساعدة الشعب الفلسطيني، وهذان البندان معا، يعنيان شيئا محددا؛ هو تدخل مصر مباشرة والدول العربية خلفها لكسر الحصار. إذن لننفذ القرار. وكما هو معلوم ليس هناك قوات ولا حواجز إسرائيلية على الحدود بين القطاع ومصر، والشاحنات يتم إرسالها من معبر رفح إلى المعبر الإسرائيلي الوحيد على الزاوية الجنوبية الشرقيىة للتفتيش، ثم تعود إلى معبر رفح للدخول للقطاع. والآن يجب التوقف عن هذا الانصياع الذليل، وأن تباشر مصر إدخال القوافل مباشرة، وإذ لزم الأمر بحماية مسلحة، وليتحمل الاحتلال المجرم مسؤولية أي مواجهة تنجم عن ذلك، وهذا يؤدي إلى تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك. كل الدول العربية هي طرف في أي مواجهة يفرضها الاحتلال، والغرب المنافق الذي بدأ يتحرج من استمرار الجريمة ولا يتجرأ بعد على طلب وقف الحرب، سيتحرك عندما تظهر جديّة العرب، وأن الكيل قد فاض، وأن حربا إقليمية ستنشب إذا لم يتم التدخل فورا لوقف إسرائيل عند حدها.
ليس معقولا أن نستمر بموقف المتفرج العاجز على نكبة ثانية للشعب الفلسطيني! أن نتخاذل عن استخدام كل أوراق الضغط الممكنة والمتوفرة. ليس معقولا أن ترضى القيادات العربية بهذه الوصمة في عيون شعوبها، فليس هناك خطر أعظم من هذه الوصمة التي تفوق وصمة النكبة التي زلزلت المنطقة. ونشير على سبيل المثال وبصراحة، إلى دول عربية كان التطبيع معها الجائزة الكبرى والاختراق التاريخي الذي حققه وتباهى به مجرم الحرب القذر نتنياهو. فهل أقل من إعادته إلى نقطة الصفر، وسلبه سلفا النصر الذي يسعى للعودة به لاإقاذ نفسه من السقوط الذي ينتظره.؟!
الرأي العام العالمي يقف مع الفلسطينيين بصورة لم يسبق لها مثيل، وقد أصبحت أكاذيب العدو السخيفة مكشوفة وموضع تندر وسائل التواصل، وهي تحاول بيأس تقديم براهين ملفقة على الادعاءات التي برر بها العدو جرائم الحرب والأعمال الوحشية التي لا يطيقها ضمير. أي إجراءات لوقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية ستحظى بالتقدير والتأييد، وسيكون معنا العالم الإسلامي وكل أحرار العالم، وقد رأينا مظاهرات مليونية في العواصم وقد بادر قادة شجعان لعدة دول بطرد سفراء دولة الاحتلال. وقادة الدول الغربية اليوم، هم في الحضيض أخلاقيا، ولا يكادون يجدون ورقة التوت لتغطية عورتهم. وقد عادوا للاعتراف بأنهم تغيبوا طويلا وبضرورة العودة لحل الدولتين، ولسان حالهم يقرّ بالحقيقة كما اختصرها وزير خارجيتنا بعبارة واحدة: حماس لم تخلق الصراع، بل الصراع هو الذي خلق حماس. لكن هذا الموقف الأوروبي سيكون عابرا إذا حقق الاحتلال النصر الذي يريد. وإذا لم تظهر وقفة عربية تضعهم وكل العالم أمام أحد مسارين لهذه الحرب الإجرامية على الشعب الفلسطيني، إما العودة إلى حل سياسي شامل، أو الذهاب إلى مواجهة شاملة.
(
الدستور الأردنية)